الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مخطوطات دير السريان» كنوز علمية للباحثين المسلمين والمسيحيين




كتب - روبير الفارس


تعد مكتبة المخطوطات بدير العذراء مريم السريان بوادى النطرون واحدة من أغنى المكتبات بالأديرة لاحتوائها على كنوز من المخطوطات والتى يتجاوز عددها الـ2000 مخطوطة وقد سمى الدير باسم «سريان» نسبة لعدد من رهبان سوريا كانوا يفضلون الرهبنة داخله فى الماضى.
ويقول الراهب القمص بيجول السريانى مسئول مكتبة المخطوطات: إن مكتبة المخطوطات كانت مجرد حجرة صغيرة داخل المكتبة العامة للدير إلى أن وقعت مشكلة بأن تمزقت جلدة إحدى المخطوطات مما جعل ابونا المسئول يفكر فى استبدال الجلدة القديمة ويغلفه من جديد فى ظنه أنه بذلك يقدم خدمة للمخطوط، وعندما علمت بما ينوى ذهبت وقتها وقابلت الأنبا متاؤس رئيس الدير وعرضت عليه أن أكرس كل وقتى لمجموعة المخطوطات بالدير.
وساعدنى فى ذلك دراستى حيث انى حاصل على ماجستير كيمياء كما حصلت على دبلومة فى تاريخ الفن المسيحى من جامعة ليدن بهولندا.
مما جعلنى أستطيع تقييم الأثر وتاريخه وأهميته، وبدأت أضع مجموعة خطوات للصيانة والحفظ والترميم.
وفى نفس التوقيت صادف وجود البعثة الهولندية التى تعمل فى ترميم الجداريات بالدير برئاسة البروفسير كارل أنيمى وكانت المرمم الأول «إيفا برندومسك» وسألتنى عما أنوى فعله بالمخطوطات وقامت بتعريفى بمرممة انجليزية متخصصة فى الورق والرقوق تسمى «اليزبث سيجنسك» وأخذت تبادلنى الرسائل لمدة سنة وتساعدنى فى وضع خطة علمية لأجل الحفاظ على المجموعة. وقد جاءت مصر لمدة أسبوع وبدأت تتناقش معى وأعطتنى محاضرات لقرأتها ودراستها لمدة سنتين وضعت بعدها تصورًا لخطة قصيرة الأجل بأن أسعف المكتبة بوضع الكتب فى صورة تسمح بالمطالعة. ووضعنا خطة طويلة الأجل لترميم أهم 500 مخطوط فى المكتبة. وخطة ثالثة بناء مكتبة وخلق بيئة مثالية لحفظ التراث وكذلك انتشار مركز ترميم قادر على استيعاب التكنولوجيا والتطوير العلمى فى الغرب.
 واضاف القمص بيجول إنه قام بتأسيس مؤسسة خيرية باسم «لافنتاين» الشرقية ومنذ عام 2002 يقومون بترميم المخطوطات والعمل صيانتها نبنى المكتبة.
واستطاع القمص ان يرمم 1000 مخطوط ترميم كامل ودقيق يشمل التجليد والورق لـ25 مجلدًا ضخمًا أقل واحد فيهم 250 ورقة وإعادة تجليد لحوالى 50 مخطوطاً.
وتشمل المكتبة ما يزيد على 2000 مخطوطة وكتب هذه المخطوطات بخمس لغات «عربى/ قبطى/ إثيوبى/ سريانى/ يونانى».
وتهتم المكتبة بالفلسفة المسيحية (اللاهوت - العقيدة - وتفسيرات وعظات الآباء على نصوص. سير وحياة قديسى الرهبنة والشهداء وقديسى الكنيسة.
كما يوجد بالمكتبة كتابات الآباء الخاصة بالرهبنة، وقسم عريض من حيث العدد فى مختلف طقوس الكنيسة.
واكد بيجول أن اهتمام الناس بالمخطوط نظرًا لما تمليه على الإنسان من حكم على سبيل المثال الولد يحب يكلم جده. فلسفة الإنسان انه يحب يرجع لأصوله وجذوره. أنا شخصيًا بعتبر المخطوطات هى كلام حى لأجداد سابقونا.
وعن بداية مشروع المكتبة قال: «انه فى عام 2007 قرر الأنبا متاؤس رئيس الدير أن يأخذ تصريحًا من هيئة الآثار ببناء المكتبة وبعدها اجتمعت المؤسسة لافنتاين مع نيافته قرروا مساعدة الدير فى بناء المكتبة.
وتكلفت نحو 3 ملايين جنيه مصرى المؤسسة قدمت مليون والباقى جزء من رجال أعمال وجزء من الدير.
وتتكون من 3 أقسام
- أولاً: المكتبة كمخطوطات للمطالعة فى الوقت الحالى.. وغرفة مطالعة رقمية  بها (100) مخطوط مبدئيًا ومطالعة بالميكروفيلم بها500مخطوط.
- ثانيًا: قاعة محاضرات علمية. مجهزة بكل وسائل التكنولوجيا تسع 60 فردًا.
- ثالثًا: مركز ترميم بأحدث الخامات والمواد المستخدمة فى الغرب يقدم خدمات لكل من الأديرة المجاورة لخدمة المخطوطات.
وقد استفاد من المكتبة 200 باحث فى الـ10 سنين الماضية منهم عدد كبير من اخوتنا المسلمين وهناك 5 حصلوا على الدكتوراة و13حصلوا على الماجستير من داخل مصر وخارجها وهناك أشخاص من أفرييا واليابان وكندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والهند وسوريا والعراق وأسبانيا وكلها خدمات مجانية.
وتمنى بيجول أن يتاح للمصريين فرصة قراءة مخطوط كتاب «الطب الروحانى» وهو كتاب مسيحى صرف ولكنه يعطى خط سير فى ثقافة المعاملة واقتناء الفضائل المفاهيم العامة لمنهج النشأة والتربية والعقوبات والسلوك، فنحن الآن فى حالة انفلات اخلاقى غريب جدا على مجتمعنا.