الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الانصراف عن الزى الإسلامى وفشل الإخوان




تحقيق ـ محمود ضاحى

أصبح الإقبال على الملابس الإسلامية ضعيفًا قياسا بالسنوات الأخيرة الماضية، والتى حقق فيها الإقبال مستويات كبيرة، وعن ضعف الإقبال هذه الأيام، فإن بعض المواطنين أكدوا لـ«روزاليوسف» أن هناك قلقاً تجاه من يرتدى الزى الإسلامى فى هذه الأيام إذ يتهم بالأخونة، بمحرد رؤيته مطلقًا لحيته أو يلبس جلبابًا قصيرًا، كما أن العاملين وأصحاب المحلات أيضًا أوضحوا أن الأزمة الاقتصادية تعتبر سببًا فى عدم الإقبال على شراء الملابس.
حمل البعض الإعلام ودوره فى ذلك مطالبين بتوعية الناس دينيًا لعدم ربطهم للزى الإسلامى بفشل الإخوان والانصراف عن الدين، كما لفت نقيب الأئمة بالصعيد إلى أن المصريين اعتادوا على مبدأ التقليد الأعمى فيقلدون الغرب وينصرفون عن الزى الإسلامى.. وعن ذلك وأسبابه يؤكد أحمد سيد صاحب محل ملابس بحدائق الزيتون ووصف الحالة قائلاً: الجو مريح ومفيش أى إقبال الفترة اللى فاتت على ملابس الزى الإسلامى سواء جلاليب، أو إسدال للستات ففى شهر رمضان والعيد كان يوجد إقبال على الملابس العادية، كما أن الأسعار ارتفعت حيث تضاعفت الأسعار فسعر العباية اللى كانت بـ70 حنيهًا أصبح 110 جنيهات، والزبون كان يشترى 3 جلاليب مرة واحدة لكن الآن لا يوجد زبائن ولو جاء أحدهم اشترى جلابية واحدة، لكن لا أعرف هل ذلك له علاقة بسقوط الإسلاميين، ولا لأ، ولا اعرف، الله أعلم.
أما الحاج على أحمد صاحب، محل ملابس فقال إن سوق الملابس الإسلامية بات ضعيفًا جدًا عن الأول، مشيرا إلى أن الملابس الإسلامية فى محله كثيرة جدًا لكن الإقبال على الملابس الأخرى مطلوبة أكثر من الملابس الإسلامية، لافتًا إلى أن هذا الأمر منذ 5 أشهر وتحدث قائلاً: شغل الملابس الإسلامية مريح الفترة اللى فاتت، وكان فيه شغل على العيد بس مش على الملابس الإسلامية على ملابس الأطفال أكتر يمكن عشان الناس بتجيب ملابس العيد والمدارس مع بعض عشان الظروف الاقتصادية اللى بيعشها المصريون.
الخوف من الزى الإسلامى
بينما يوضح أحمد راغب صاحب محل بالزيتون، أنه لا يوجد اهتمام بالملابس الإسلامية، مؤكدًا أنه بعد ثورة 30 يونيو أصبح الكثير خائفًا من أى معالم إسلامية، لافتًا إلى أن الكثير من السيدات اللاتى كن يرتدين النقاب أصبحن يخفن الآن من النقاب، لأن وقتنا هذا يدل على أن كل من يرتدى جلبابًا أبيض أو قصيرًا أصبح إرهابى، فالبطبع لابد أن يكون هناك إقبال ضعيف نتيجة لبعض السياسات الخاطئة التى اتبعتها جماعات إسلامية وصلت للحكم.
وأضاف «راغب»: مفيش حد دلوقتى مهتم بالدين فأكيد بعد 30 يونيو والصورة الغلط التى ظهر عليها من يعبرون عن الإسلام سبب فى ضعف الإقبال على الزى الإسلامى سواء سيدات أو رجالاً، وأنا كصاحب محل من وجهة نظرى أن الكل خايف يرتدى الزى الإسلامى لأنه أصبح فى عقول الناس إرهابياً وفيه جرائم كتير بعض المجرمين بيعملوها من خلال النقاب.
وعن رأى المواطنين فى الشارع عن سبب قلة الإقبال على الملابس الإسلامية أكدوا أن الإسلام ليس بزيه، ولكن بالعمل.
حيث قال هيثم شعبان مواطن يسكن شارع فيصل بالجيزة، إن الكثير من المصريين حلق لحيته الفترة الأخيرة، كما أن هناك العديد من السيدات المنتقبات خلعن النقاب.
وأضاف «شعبان»: الالتزام بالدين له أوجه كثيرة ليس فقط ارتداء الزى الإسلامية ولبس الجلباب الأبيض أو النقاب!، والموضوع منتهٍ ملناش دعوة بـ30 يونيو لكن باب التوبة والتدين مفتوح للجميع وليس شرطًا عليه ارتداء الزى الإسلامى، وعلى كل مصرى ملتزم مع ربه أن يبتعد عن السياسة والحديث فيها.
ومضى يقول: أنا شخصيًا لاحظت الفترة الماضية ناس كتير حلقت لحاها، لكن المتلزمين بالدين أكثر، وهناك زيادة هذه الأيام، فالتقرب إلى الله مفتوح وليس شرطا فى جلباب يرتديه.
على محمد زكى مواطن يسكن بالهرم قال: أنا أرتدى الجلباب الأبيض يوم الجمعة فقط، لكن قلة القبول على الزى الإسلامى له بعد سياسى، وناس كتير بتحب تبعد عن المشاكل.
إحدى الزبائن فى شارع الزيتون وتدعى «مها سعد» أشارت إلى أن النقاب ليس فرضًا على المسلمين، وليس شرطًا أننا نشترى الملابس الإسلامية لكن شراء الملابس أذواق تختلف لدى كثير من الناس حسب رأيه وتفكيره.
الشيخ محمد الحوت صاحب محل ملابس إسلامية فى حدائق الزيتون أوضح أن الكثير من الناس انعدم الحياء من قلوبهم فلم يعودوا يهتمون بالزى الإسلامى كما كان من قبل. والمثل بيقول: «كل ما يعجبك وألبس ما يعجب الناس».
ويقول الشيخ عبدالناصر بليح المتحدث باسم نقابة الأئمة والدعاة إن الوعى الدينى لم يكن موجودًا كما كان من قبل، مشيرًا إلى أن بعض الناس مازالوا يتصدون لارتكاب جرائمهم من وراء الحجاب، كما كان من قبل والشيخ الألبانى قال «النقاب عادة وليس عبادة»، ولكن ثورة 30 يونيو أظهرت حقائق كثيرة.
أما الشيخ ناصر رضوان مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، فأكد أن هناك إقبالاً على الملابس الإسلامية مشيرًا إلى أن وصول الإخوان للحكم، وفشلهم بالفعل له تأثير على البعض ولكن ليس على كل الناس.
وأضاف «رضوان» لـ«روزاليوسف» أن هناك محلات متخصصة للملابس الإسلامية تنتشر بصورة كبيرة فى القاهرة لكن ظاهرة عدم الإقبال قد تكون غير موجودة بشكل كبير، كما أن هناك بعض الشباب غير الملتزم يأمر زوجته بالنقاب فالنساء يرتدين النقاب ويفضلن الزى الإسلامى كثيرًا عن الرجال.
بينما يوضح الشيخ أحمد موسى إمام وخطيب مسجد رشيد بالبحيرة أنه لا شك أن الصورة التى ظهرت للإسلاميين بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم وتوليهم مناصب كثيرة لم تكن من حقهم، خاصة بعد أن صوروا للناس أنهم الدين مما أدى إلى أثر كبير على نفوس الناس.
ويضيف «موسى» إن الناس نظرت للإخوان بعد وصولهم كإسلاميين للحكم نظرة عالية، لكنهم صدموا بعد سقوطهم، فكانوا فى البداية يسمعون للشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب أمام الشاشات وأقبلوا على الالتزام لكن عندما رأوا الأوضاع السياسية من الإخوان بالفعل كان هناك تراجع.
وأوضح: الفساد والمشاكل التى رآها العديد من المصريين بعد انهيار حكم الإخوان من قتل وتفجير أصبحت عوامل تبعد الناس وتخوفهم.
خطيب التحرير الشيخ جمعة محمد على قال: إنه بعد ثورة 30 يونيو وبسبب التطرف الذى حدث من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن البعض كان ينظر للإخوان على أنهم هم الإسلام، لكن الإسلام هو الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن بعض الناس يرفض الاحتكاك، لدرجة أن العديد بدأوا فى تحويل أبنائهم من التعليم فى المعاهد الأزهرية إلى المدارس العادية لأن هناك نسبة كبيرة من الأزهريين من جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف خطيب التحرير: إن جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية جعلت الناس تتحاشى أى ظاهرة دينية، فأى شخص كان يظهر تدينه بزيه أو بلحيته أصبح يخاف الآن،  لدرجة أن بعض الشباب أصبح يضع سلسلة فى رقبته أو علبة سجاير فى جيبه حتى لا يقال عليه إخوانى.
وأوضح أنه نظرًا لفشل جماعات إسلامية فى الحكم وارتباط اسمها بالقتل والتدمير، أصبح البعض يتلاشى أى مظاهر دينية،  حتى لا يقال عليه إخوانى،  فكلمة إخوانى أصبحت تهمة الشعب يتهرب منها،  أو من أى شىء يميزها،  لافتًا إلى أن الكثير من الناس يتهربون من معالمهم الدينية،  خشية إلصاق تهمة أنه منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين،  أو أى جماعة من جماعات الإسلام السياسى،  وكذلك النقاب، البعض ينظر للسيدة التى ترتديه فى هذه الأيام على أنها إرهابية أو جهادية،  ولكن ليس كل النساء ينصرفن عن النقاب ولكن البعض يتحاشى إظهار أى معالم دينية خشية التهمة.
الشيخ خالد الهاشمى نقيب الأئمة فى الصعيد،  أوضح أن هذا الأمر يشكل خطرًا كبيرًا على بناتنا ومجتمعنا بل وهويتنا وثقافتنا الإسلامية،  فبعد المجتمع عن الزى الإسلامى أمر خطير يرجع إلى الجهل بحقيقة هذا الدين فمن المعلوم أن الجهل داء عضال يميت القلوب،  مما جعل الكثيرين الآن يقلدون الغرب،  كما نرى أن بناتنا ترتدى الملابس القصيرة والشفافة التى تفضح أكثر مما تستر، مؤكدًا أن العلاج فى ترك ذلك هو الالتزام الحقيقى بتعاليم هذا الدين السمح والرجوع إلى عادتنا وتقاليدنا الأصيلة والمراقبة من الأسرة فى اختيار ملابس بناتهم مما يتماشى مع مجتمعنا المسلم.
ويضيف نقيب ائمة الدعاة بالصعيد،  أن تقليد الغرب فى ملابسهم هو سر البعد عن ارتداء الزى الإسلامى،  وليس ثورة 30 يونيو،  فالعرب يقبلون على ما يرونه بتقليد أعمى،  فينصرفون عن الملابس الإسلامية،  ليطبقوا قاعدة كل ممنوع مرغوب،  فيجدون فيه ما تهواه أنفسهم.
وقال: إن الفتيات فى الصعيد يختلفن عن الفتيات فى المدن والقاهرة طبقًا للعادات والتقاليد، فقد يكون الانصراف عن شراء الملابس الإسلامية فى القاهرة خشية الاتهام بالأخونة لكن فى صعيد مصر يلتزمون بالعادات ولا يقلدون أحدًا، فهذا الأمر بعيد عن صعيد مصر وذلك من وجهة نظرى نتيجة للواقع الذى أعيش فيه.
وناشد جميع الآباء والأمهات،  بعدم ترك الأبناء يقلدون العدو لأن هذا العدو يريد منا نزع القيم،  والفضائل،  التى أتى بها ديننا الحنيف،  فدعكم من مخلفات هؤلاء وعودوا إلى ثقافتكم وعادتكم الأصيلة.
وبالإضافة للأزياء الإسلامية تأتى ظاهرة العلاج بالاعشاب لارتباطها فى الأذهان بالطب النبوى والدين وعن العلاج بالأعشاب والإقبال على الزيوت والعطارة،  قالت سارة سعد إحدى الزبائن فى شارع العزيز بالله فى الزيتون إن الأعشاب تحتاج إلى وقت والناس لا تتحمل المرض ولن تنتظر نتائج الأعشاب،  موضحة أنه فى هذه الأيام وصل الطب لمراحل متقدمة.
وأضافت: الناس لما بتتعب محتاجة حل سريع يخلصها من تعبها،  الأدوية والدكاترة بيدوا العلاج العادى الكيميائى هو الحل السريع، إنما الأعشاب لسه هتاخد وقت ومحدش فى إيده إنه يستنى الوقت ده كله،  وكمان الأعشاب أحيانًا بتعمل مضاعفات،  فمثلاً الست اللى عاوزة تخس الأعشاب بتسد نفسها بس،  فكده الواحدة مش بتعرف تاكل وتفقد كل العناصر الأساسية فى جسمها ده لو هى استعملته من نفسها من غير استشارة دكتور كمان،  إنما لو هى عاوزة تستخدم أعشاب تستشير دكتور يوصفلها حاجة سريعة،  إحنا فى زمن الطب والأجهزة المعملية ليه استخدم الأعشاب والزيوت والكلام ده،  الوسيلة دى كانت بتستخدم أيام النبى علشان مكنش فيه أجهزة وتكنولوجيا،  إنما دلوقتى مع التطور والليزر معدش بينها لأزمة غير أن العلاج بالأعشاب ممكن لو مستخدمتهاش صح تأذينى.
بينما تقول أنديانا خالد إحدى الزبائن فى شارع العزيز بالله: الناس مابقتش تثق  فى العلاج بالأعشاب من ساعة قضية حساسين،  وكمان العلاج بالأعشاب والزيوت بطىء،  ودى مسألة تناسبية ومالهاش دعوة بوقت أو فشل حكم إسلامى فى السلطة.
سهام عبدالفتاح سيدة تسكن فى الجيزة فسرت وجهة نظرها تجاه العلاج بالأعشاب والزيوت قائلة: أنا شايفة الناس بدأوا ينظرون نظرة سيئة للمنتقبات منذ فترة حكم الإخوان وبعد سقوط حكم الإخوان النظرة اساءت أكثر،  كمان مشكلة إن قيادات الإخوان أو استخدامهم للنقاب للهروب من رابعة كان ليهما مردود سيئ عند الشعب المصرى.
أما أحمد مرجان بمنطقة وسط البلد فقال: إن موضوع الحجامة فى ناس مقتنعة بيه وناس غير مقتنعة،  ففى الصعيد الكثير بيعتمد على العلاج بالأعشاب والعطارة لكن فى الصعيد الوضع يختلف بمعنى اختلاف البيئة اللى بيعيش فيها الإنسان.
أما وليد العطار صاحب محل عطارة الزيتون بشارع العزيز بالله،  فأكد أنه لا يوجد أى إقبال على الحجامة مشيرًا إلى أن آخر زبون اشترى منه حجامة بمبلغ 20 جنيهًا كان من أربعة شهور.
وأضاف وليد: محدش بيشترى حجامة خالص دلوقتى،  وكانت الحجامة بـ20 جنيهًا بتعمل 3 كاسات للبطن والظهر والرأس،  لكن الناس بدأت تستوعب لأن الطب اتقدم والعلاج أصبح أحسن من الحجامة بكتير،  لكن أنا انصحهم أنهم يستخدمونها لأنها سنة عن النبى عليه الصلاة والسلام،  أما موضوع الزيوت فيوجد إقبال على بعضها زى زيت الخروع وزيت الكريمات،  وزيت اللوز،  لكن الأعشاب الطبيعية مش شغالة واللى ماشى فى السوق كله المواد الغذائية فول،  مكرونة،  بهارات شاورما،  بهارات شيبسى،  بهارات شيش طاووك،  عدس،  مشروبات زى قمر الدين،  فالمواد الغذائية الإقبال عليها أكتر بكتير من الأعشاب والزيوت.
ومضى يقول: من ساعة ما اشتغل المحل مكنتش بقعد من الشغل لدرجة إنى رجلى كانت بتتعبنى لكن من بعد ثورة يناير ولمدة الـ3 سنين اللى فاتوا والحال واقف،  قبل الثورة المحل كان شغال نار لكن بعد ثورة 25 يناير المحل معدش بيشتغل ويجيب زى الأول والدنيا غليت،  فكيلو الفلفل الأسود كان قبل الثورة 37 جنيهًا بعد ثورة يناير وصل 72 جنيهًا وقبل رمضان وصل 87 جنيهًا وأمبارح وصل لـ100 جنيه.
الشيخ علاء الجمال صاحب محل أعشاب وعطارة فى شارة عبدالعزيز بالله قال إن ثورة سوريا منعت استيراد بضائع عديدة غابت عن أسواقنا وأدت إلى ارتفاع الأسعار للبضائع الموجودة إلى الضعف.
وتابع قائلًا: معدش فى حاجة بتيجى من سوريا من ساعة الثورة اللى قامت فيها حتى قمر الدين كان بييجى ببلاش من السوريين لكن دلوقتى مفيش تصدير ولا استيراد والسوق مع سوريا نايم بسبب الثورة والحرب، وده غلى علينا الأسعار هنا، لفة قمر الدين وصلت لـ20 جنيهًا ومش موجودة، والثورات والحروب سببت فرق أسعار رهيبة والدنيا غالية، ومفيش زيوت أو كريمات بقت تجيلنا من سوريا زى الأول.
وعن رأى خبراء فى العلاج بالأعشاب قال رضا الشمرى الخبير فى الأدوية العشبية: إن الأدوية العشبية ليست صالحة على مدى الزمن وأن هناك نهاية لصلاحيتها، وأن الخبراء فى هذا المجال لديهم معرفة بمدى صلاحية الأدوية العشبية سواء بزمن محدد أو بطرق أخرى مثل رائحة هذه الأدوية، مؤكدًا أنه لا يوجد ضوابط واضحة، حيث إن كثيرًا من الأدوية المصنعة حديثًا التى تباع بالصيدليات يتم تحديد تاريخ صلاحيتها بسنتين مشيرًا إلى أن خلط الأدوية العشبية أو المصنعة حديثة مع العسل كما هو مستخدم فى بعض الخلطات الموجودة بالسوق ووصفها لعلاج الكثير من الأمراض البسيطة والمستعصية هو غش وتضليل للمريض، مؤكدًا أن هناك من يتاجر بصحة المواطنين وغرضه تجارى بحت.
ويقول الدكتور الحسينى الجندى أستاذ العقاقير فى جامعة القاهرة: إنه ضد فكرة العلاج العشوائى بالأعشاب ولابد من نظام صيدلى متبع مع الأخذ فى الاعتبار الدراسات العلمية فى هذا المجال مهمة جدًا ولابد وأن نكون على علم ودراية ولا يعالج بالأعشاب إلا بعد الرجوع إلى الطبيب فممكن أن يكون بها آثار جانبية من تناول أعشاب مع تناول أغذية وأدوية مضادة فهو يشجع العشابين المتخصصين والشركات المتخصصة على فوضى الأعشاب الموجودة على الرصيف وتحت يد السلم وتحتوى على سموم فطرية تؤدى الى فشل كلوى أو أمراض سرطانية وأيضًا الوفاة خاصة أن المريض فى حاجة للبحث عن العلاج بأى وسيلة حيث تنتشر أمية ثقافية وقد ساعدت القنوات الفضائية غير المتخصصة والتى تبحث عن الكسب من الاتصالات علي هذه الفوضي.
ويوضح الدكتور محمود خيال أستاذ فى أدوية طب الأزهر أن الطب العشبى استمر مئات بل آلاف السنين معتمدًا على الموارد الطبيعية حتى ظهر العلم الحديث وقام باستخلاص وتنقية الموارد الفعالة التى توجد فيه، مؤكدًا أنه لا يوجد مايسمى أعشاب وربنا لا يخلق أعشاباً أو نباتات مخصوصة للعلاج ولكن فى كل النباتات مواد مفيدة للصحة والواجب التعرف على المواد واستخلاصها ودراستها بمعنى دراسة تأثيرها على جسم الانسان ودراسة احتمال وجود آثار جانبية على الصحة أو احتمال تفاعلها مع أدوية أخرى وقد يصادف أن المريض يأخذ الاثنين معًا فالنباتات الطبيعية يختلف تركيز المادة الفعالة على حسب الجزء المعين من النبات الذى يستعمل فمثلا قد يختلف التركيز فى الأوراق الصغيرة عن الأوراق الأكبر سنًا وقد يختلف علي حسب مكان ومناخ زراعة النبات وبالتالى لا يمكن تقنين الجرعة وتحديدها باستعمال النبات ككل.