الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«السيسى» لنظيره الفلسطينى: مصر لن تنشغل عن ممارسة دورها العربى وستظل مساندة للقضية الفلسطينية




كتب - أحمد قنديل وأميرة يونس


تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مكالمة هاتفية من الرئيس الفلسطينى محمود عباس شكره خلالها على الجهود التى بذلتها مصر من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإعلان التهدئة، وأعرب عن تمنياته لمصر بالأمن والأمان، والتقدم والازدهار.
من جانبه أكد الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية والمحورية، وستظل دومًا محتفظة بمكانتها التقليدية فى أولويات السياسة الخارجية المصرية، وأن مصر ستظل مساندة للحقوق الفلسطينية المشروعة، وصولا إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة حقيقية وقابلة للحياة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف الرئيس: أن مصر لن تنشغل أبدًا عن ممارسة دورها العربى والإقليمي، مناصرةً لكافة الحقوق العربية ومدافعةً عنها، بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية.
من ناحية أخرى وصل أمس الوفد الفلسطينى الذى يضم حركتى الجهاد وحماس إلى قطاع غزة لإجراء مباحثات مع مسئولى الحركة فى القطاع ومنهم نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إلى قطاع غزة، قادما من مقر إقامته فى مصر، وذلك عبر معبر رفح البرى.
وفى سياق ذى صلة نفى نجل نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اسماعيل هنية الانباء التى تحدثت عن نقل والده إلى المستشفى فجر أمس نفيا قاطعا.
وأكد «عبد السلام» نجل هنية ان والده ذهب إلى المستشفى لزيارة الجرحى والاطلاع على واقع المستشفيات واحتياجاتها فى زيارة تفقدية وليس كما أشيع.
وكانت بعض المصادر المحلية بقطاع غزة قد أكدت انه تم نقل رئيس الوزراء الفلسطينى السابق فى حكومة حماس ونائب رئيس المكتب السياسى للحركة اسماعيل هنية إلى المستشفى لتلقى العلاج بعد ان اصيب بوعكة صحية.
وفى خطوة غير محسوبة نشرت حركة حماس عبر رئيس المكتب الإعلامى للحكومة المقالة فى قطاع غزة ايهاب الغصين تفاصيل انعقاد اللجنة التنفيذية للسلطة الفلسطينية الثلاثاء الماضى والذى ضم أعضاء اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية وقادة الأجهزة الأمنية، وترأس الاجتماع الرئيس الفلسطينى محمود عباس
وقال الغصين: إنه بالرغم من أن الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية تحدثت عن هذا الاجتماع، الا أن تغطيتها اقتصرت على كلمة الرئيس عباس والتى ألقاها أمام وسائل الإعلام وعلى البيان الصادر من اللجنة التنفيذية بعد انتهاء اللقاء.
أضاف: أنه وفى الوقت الذى كانت أجواء الاحتفالات تسود فى شطرى الوطن فى غزة والضفة وفى الشتات بانتصار المقاومة وبالرغم أن الجميع شارك فى الاحتفالات بما فيهم أبناء حركة فتح وحركة حماس على السواء الا أن أجواء اجتماع التنفيذية كان بعيدًا كل البعد عن أجواء الوحدة الفلسطينية التى سادت فى تلك اللحظات فى الشارع الفلسطينى حيث شن الرئيس عباس هجومًا كاسحًا على حركة حماس واعتبر أن اعلان القيادى فى حركة حماس صالح العارورى مسئولية الحركة عن خطف المستوطنين الثلاثة هو اعترافً رسميً من الحركة ويهدف طبقًا لعباس لتوتير الأوضاع فى الضفة واشعال انتفاضة ثالثة تضعف سلطة عباس وتقوضها فى الضفة، كما تحدث عن لقاءات قطر والتى جمعت عباس مع مشعل وأمير قطر حيث وصف هذه اللقاءات بأنها سادتها الكثير من الوقاحة حسب تعبيره.
واستكمل الغصين قائلا: إنه وبالرغم من أن عباس أشار إلى بحثه مع مشعل سبل تعزيز المصالحة إلا أنه أعلن فى اجتماع التنفيذية أنه لن يدفع رواتب موظفى حماس فى غزة لأن السلطة ليس لديها أموال وحتى لو توفرت الأموال فإنه لن يدفع لهم حسب قوله.
كما كشف الغصين أن عزام الأحمد شارك عباس فى الهجوم الكاسح على حماس واعتبر أن العلاقة مع حماس خلال مفاوضات القاهرة كانت متوترة جدًا لدرجة أنه فى أحد الاجتماعات قام بطرد موسى أبو مرزوق من الاجتماع وكاد عزام حسب قوله أن يضرب أبو مرزوق لولا أن الموجودين حجزوا بينهم.
أما بالنسبة لخطة التحرك السياسى والتى اعتبرها عباس مفاجأته الجديدة فقال إنه سيطرح على كيرى فى الثالث من الشهر القادم ومن ثم سيطرح الشيء نفسه فى اجتماع الجامعة العربية وهو الإعلان عن دولة فلسطينية على حدود 1967 ويطلب وضع برنامج زمنى لإنهاء الاحتلال والانسحاب من الدولة الفلسطينية وسيطلب الرئيس من كيرى الموافقة على هذا وإلا ستقوم السلطة بإعادة النظر فى الاتفاقيات المعقودة وفى التنسيق الأمنى وستذهب إلى جميع المؤسسات الدولية ومن ثم لتتولى اسرائيل مسئولياتها كسلطة احتلال وطلب عباس من المجتمعين عدم الحديث فى الإعلام عن خطواته السياسية المقبلة.
يأتى ذلك فيما نفى مصدر مسئول بحركة فتح فى رام الله فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف» صحة تلك الأنباء والتى تهدف إلى إشعال الفتنة من جديد بين فتح وحماس.
وفى نفس السياق نفى رئيس الدائرة الأمنية والسياسية  بوزارة الدفاع الإسرائيلية «عاموس جلعاد» حدوث أى تعاون بين القاهرة وتل أبيب فى محاولة اغتيال القائد العام للجناح العسكرى لحركة حماس «محمد الضيف» خلال الأيام الماضية، والتى نفذها سلاح الطيران الإسرائيلى، مؤكدا أن إسرائيل لم تستعن بمصر نهائيا خلال أى محاولة اغتيال لعناصر من حماس أو الجهاد الإسلامى أو أى عناصر إرهابية فى غزة.
وأكد جلعاد فى مقابلة تليفزيونية بالقناة العاشرة أن الوفد الإسرائيلى بالقاهرة للتفاوض مع حماس على وقف إطلاق النار والذى كان أحد أعضائه  لم يلتق أبدا مع الوفد الفلسطينى وأن مصر هى التى كانت تتولى الأمر بكامله. وأثنى على الدور المصرى خلال المفاوضات، قائلا إن مصر كانت تدير المفاوضات بدقة عالية خاصة أن المباحثات كانت تستغرق ساعات طويلة.
فيما كشفت صحيفة هاآرتس العبرية عن لقاء جمع بين منسق أعمال الحكومة فى الأراضى المحتلة «يواف مردخاى» ومبعوث الأمم المتحدة للأراضى الفلسطينية «روبرت سرى» لمناقشة نظام جديد لمراقبة معابر قطاع غزة الذى جرى التوصل إليه فى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة مصر، موضحة أن سرى  ومردخاى سيكوتان ضمن ثلاثة مراقبين على أن يكون الثالث هو ممثل للحكومة الفلسطينية وهو غالبا ما سيكون رامى الحمد الله.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الاتفاق يشمل فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة للتمكين الفورى لدخول المعونات والإغاثات، فإن عمل المعابر ما زال فى أضيق الحدود، وأنه سيتم تسجيل كميات البضائع بصورة دقيقة لاكتشاف أى زيادة الأمر الذى يعنى أن هناك تهريب بضائع عبر الأنفاق ، وهو ما سيؤدى إلى  وقف توريد الأسمنت إلى القطاع.
وأكد مردخاى وسرى خلال لقائهما أن تحويل الأموال سيكون بنقلها مباشرة إلى السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس «أبو مازن» لضمان عدم استخدامها من قبل حماس فى حفر الأنفاق أو شراء الأسلحة وتطوير منظومتها العسكرية، إلا انه لم تتم بلورة آلية لتنفيذ هذا التحويل حتى الآن.
وفى السياق أكد مسئول إسرائيلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» يفضل التوجه بأسرع وقت ممكن لتسوية سياسية أو اتفاق بوساطة مصرية لإنهاء الحرب فى غزة على الرغم من تزايد قصف القذائف الصاروخية، قائلا: إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مازالت سارية المفعول لكن إسرائيل لن تعود لطاولة المحادثات طالما تواصل حماس إطلاق القذائف الصاروخية.
وأضاف: إن نتانياهو ووزير دفاعه « موشيه يعلون» لا يرغبان فى توسيع العمليات البرية والعسكرية كما أنهم لا يتمتعون بالدعم الخارجى لفعل هذه الخطوة، إلا أن الخيار العسكرى مازال مفتوحا أمامهم على جدول الأعمال».
كما هدد نتانياهو بتدمير مناطق سكنية بغزة بحجة أن فصائل فلسطينية تطلق منها صواريخ ضد بلدات سكنية إسرائيلية وأن الحرب العدوانية ستستمر لفترة طويلة مقبلة قائلا: نحن جاهزون لاستمرار الحملة العسكرية إلى ما بعد افتتاح السنة الدراسية فى مطلع سبتمبر المقبل.
واشترط نتانياهو العودة إلى طاولة المفاوضات بالقاهرة بمحو كلمة إنشاء ميناء بحرى فى غزة أو مطار جوى من شروط الاتفاق، والمطالبة بنزع سلاح المقاومة فى غزة.