الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرسى ليس ثوريا وليس قوميا وبالفعل نصب الجيش له العديد من الفخاخ




 
 
 
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إنه بينما كان المصريون ينتظرون امس لسماع نتيجة الانتخابات والاطمئنان ان الاخوان المسلمين حلوا محل نظام مبارك القديم قمت بزيارة لبيت سعد زغلول.. لم تكن زيارتى لإجراء مقابلة، حيث توفى سعد زغلول منذ 85 عاما.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائما لزعامة مصر الآن. فقد كان زغلول زعيما ثوريا وقوميا، ووقف حزب الوفد الذى يتزعمه فى وجه الاحتلال البريطانى، وكانت زوجته صفية واحدة من رائدات الحركات النسائية فى البلاد.

 
ولكن محمد مرسى ليس ثوريا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميا. وعلى الرغم من هذا فإن المجلس العسكرى نصب له الكثير من الفخاخ. وتراجع ممثل «الدولة العميقة» منافسه احمد شفيق، وهذا كان سيحوز رضا زغلول لدرجة ما.

 
ومع ذلك، على عكس مرسي، كان يريد زغلول العيش فى مجتمع عصرى، تقدمى علمانى، وقال لحزبه فى عام 1919 إن «الحركة الحالية فى مصر ليست حركة دينية – ويبرهن اتحاد المسلمين والأقباط معا على ذلك - وليس حركة كراهية الأجانب أو حركة تدعو إلى الوحدة العربية». مصر للمصريين. يمكنك ان ترى لماذا قد يكون غاب اليوم، بعد الحملات الانتخابية القائمة على عبارات مثل «الاسلام» و«الأمن».

 
ولم يكن زغلول رجلا مثاليا. فقد فشل فى تقديم أى انطباع على الوفود المشاركة فى مؤتمر فرساى للسلام بعد الحرب العالمية الأولى (لأنها تجاهلت بحماقة طلباته من أجل الاستقلال)، كما تم اتهامه بالغش فى نفقاته خلال زيارته لباريس. واستغل واحدا من أقرب أصدقائه بضمه إلى حزب الوفد لأنه كان غنيا. فى وقت لاحق، زحفت عليه القوات البريطانية. ولكن أحبه الناس العاديون، ومنظفو الشوارع، والقرويون والفقراء.

 
فى ثورة 1919 العظيمة بقيادة زغلول ضد البريطانيين، قتل المئات من المصريين، بينما قادت صفية زغلول وهدى شعراوى مسيرات الاحتجاج عبر القاهرة، وهم يدقون على أبواب السفارات الأجنبية ويطالبون بالاستقلال. وينهى فيسك مقاله قائلا: إن زغلول كان زعيما ولد قبل عصره، ومن المحزن أنه مات يائسا من شعبه. حيث كانت آخر كلماته قبل وفاته «غطينى يا صفية، مافيش فايدة».

 
ترجمة داليا طه