الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قبة «يشبك» تتألق بجوار القصرالجمهورى




كتبت - هاجر كمال


تكثر القباب الاثرية فى قاهرة المعز وتتنوع فيما بينها ولكن لكل قبة شكلها الهندسى والمعمارى الخاص الذى يميزها عن غيرها  ويعبر عن الحقبة التاريخية التى انشئت فيها هذه القبة، ومن بين القباب المتميزة تأتى قبة الامير يشبك التى توجد فى منطقة كوبرى القبة بجوار القصر الجمهورى.
ويرجع بناؤها الى يشبك بن مهدى احد المماليك الذين جلبهم السلطان الظاهر جقمق لتربيتهم ليؤلف منهم بعد ذلك حاميته العسكرية وهو من المماليك الجراكسة، والأمير يشبك نال حظوة كبيرة فى دولة الاشرف قايتباى وعينه داوداراً كبيراً ثم أضاف إليه الوزارة.
حيث اهتم الامير يشبك بعمل العديد من الاصلاحات فى القاهرة وشيد العديد من العمائر منها قبته بالاضافة الى قبة أخرى بمنطقة العباسية والتى تعرف الان باسم القبة الفداوية، تتكون القبة من مربع كبير يرتفع عن مستوى الشارع حيث بأسفله دور ارضى كان مستخدما كصهريج لتخزين المياه ويبلغ الارتفاع الكلى للقبة عشرين مترا، توجد الواجهة الرئيسية بالضلع الشمالى للقبة يصعد اليها بسلم مزدوج من الرخام عدد درجاته ثمانية درجات تنتهى الى بسطة مستطيلة ويتوسط الواجهة المدخل الرئيسى المكون من باب على جانبيه نافذتان متماثلتان معه من حيث المساحة ويعلو كل فتحة من الفتحات عتب عريض مكون من خمس صنجات معشقة فوق عقد عاتق وقد ملئت بالمصبعات الحديدية ويتوج الواجهات شرافات على شكل ورقة نباتية على شكل خمسة فصوص يؤدى الباب إلى داخل القبة وهى عبارة عن مساحة مربعة يشغل كل ضلع من اضلاع مربع القبة حنيات معقودة بعقود مدببة ؛ وقد زخرفت جدران القبة من اعلى وباطنها برسوم زيتية مذهبة  كما غشيت الارض والنوافذ بالرخام الملون وتوجد وزرة من الرخام على شكل بحور نقش بداخلها كتابات قرآنية بالخط الكوفى وتنتهى وكان الفراغ من ذلك فى شهر ربيع الاول سنة اثنين وثمانين وثمانمائة،ويتصدر الضلع الشرقى للقبة محراب مجوف يعلو عقداً مدبباً وقد كسى تجويف المحراب بالرخام الملون ويحيط بالمحراب شريط من الكتابة نصها «وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا»، وفى الركن الجنوبى الغربى للجامع توجد مئذنة وهى تبرز عن سمت الجامع وتحتوى على قاعدة مربعة الشكل يعلوها بدن اسطوانى حتى تنتهى على شكل القلم الرصاص.
وسكن الامير يشبك بجوار قبته ثم انتقل ليسكن خلف مسجد السلطان حسن واهتم يشبك بإصلاح الطرق و كان له من البأس و النفوذ حتى سار إلى الشام على رأس جيش كبير ثم للعراق و منها إلى الرها حيث قتل فى رمضان، تألق نجمه فى عهد السلطان قايتباى حيث انعم عليه بمنصب الاستادارية وقربه السلطان منه واصبح يتبعه حيث ذهب مما أثار حقد الحاقدين مما دفعهم الى الخلاص منه وقد مات مقتولا فى عام 885هـ.  
والجدير بالذكر إن تصميم وهندسة المآذن والقباب، من أهم الفنون، التى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالعمارة الإسلامية، وبخاصة عمارة المساجد وقد شهدت المزيد من التطوير والإبداع، على أيدى طائفة كبيرة من المعماريين المسلمين، خلال العصر الوسيط، حتى صارت تصنف ضمن طرز متعددة، أقدمها الطراز الأموى، وأحدثها الطراز العثمانى.