الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أردوغان: الأسد يهدد أمن تركيا.. وواشنطن تعد بمحاسبته













 
مع تصاعد تداعيات اسقاط سوريا لطائرة تركية، تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري في معارك هي الأعنف من نوعها في العاصمة السورية. واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بات يشكل «تهديدا مفتوحا وقريبا لامن تركيا بعد اسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تركية الجمعة.
وقال اردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه في انقرة ان «هذا الحدث الاخير يظهر ان نظام الاسد اصبح تهديدا مفتوحا وقريبا لامن تركيا كما علي شعبه نفسه». واضاف اردوغان إن قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة الي القوات المسلحة التركية، فاي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديد او خطرا امنيا علي الحدود التركية سيعتبر هدفا عسكريا. وأكد أردوغان أن  بلاده ستدعم الشعب السوري بكل الطرق اللازمة حتي يخلص نفسه من القمع والمجازر وسقوط نظام الاسد، واصفا الاخير بـ«الديكتاتور الدموي»،  وقال إردوغان: إن موقف تركيا كان صائبا تماما فيما يتعلق بإسقاط سوريا «طائرة استطلاع غير مسلحة في مجال جوي دولي» الأسبوع الماضي. فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلنطي» الناتو» اندرس فوج راسموسن إن اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية هو عمل «غير مقبول» مؤكدا ان الحلف يقدم «دعمه وتضامنه» مع انقرة. وصرح راسموسن امام الصحفيين «هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به باشد العبارات ولقد اعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا»، موضحا ان الحلف لا يزال يدرس الملف. وتابع ان «امن الحلف لا يتجزأ ونحن الي جانب تركيا بروح من التضامن القوي»، وذلك في اعقاب اجتماع طارئ للحلف في مقره في بروكسل علي مستوي سفراء الدول الـ28 الاعضاء. وعقد اجتماع الحلف بناء علي طلب من تركيا التي استندت الي المادة الرابعة من معاهدة الحلف
وكان بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، قد أعلن إن أنقرة ستحاول إقناع حلف شمال الأطلسي بأن يعتبر قيام سوريا بإسقاط المقاتلة التركية هجوماً علي الحلف بأكمله، مضيفاً أن بلاده لا تسعي إلي إعلان الحرب علي أي طرف كان. فيما أكد باسل الكويفي عضو المجلس الوطني السوري أن قيام سوريا بإسقاط الطائرة التركية يعد رداً منها ضد تركيا لقيامها بدعم الثورة معتبراً أن التصعيد ضد سوريا امر مبرر دفاعاً عن اراضيها. فيما قدمت تركيا شكوي الي مجلس الأمن لإسقاط سوريا إحدي مقاتلاتها، وكانت أنقرة قد اتهمت دمشق بأن قوات سوريا أطلقت النار علي طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة استطلاع اف4 أسقطتها سوريا الأسبوع الماضي، لكن الطائرة الثانية لم تسقط.  واتهم نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج سوريا بأنها أسقطت «عمدا» المقاتلة التركية «اف4» قبالة سواحلها باستخدام صاروخ، وليس بواسطة مدفع مضاد للطائرات، كما أكدت دمشق. وقال ارينج إثر جلسة لمجلس الوزراء «ليس ثمة شك: إن السوريين استهدفوا طائرتنا عمدا في الأجواء الدولية، المعطيات التي لدينا تظهر أن طائرتنا أصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر أو بنظام الحرارة». وفيما، يعد تطوراً خطيراً، أكدت الولايات المتحدة تعاونها مع تركيا بشأن ما وصفته بمحاسبة سوريا بعد حادث اسقاط المقاتلة التركية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن تتضامن مع تركيا في تحديد ردها علي حادث اسقاط الطائرة.
من جانبها، عرضت طهران استخدام علاقاتها الجيدة مع دمشق وانقرة للمساعدة علي حل الخلاف بين الدولتين اثر اسقاط سوريا لمقاتلة تركية الجمعة.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان اسقاط سوريا للمقاتلة مسألة في غاية الحساسية، مضيفاً أن بلاده مستعدة للاستفادة من علاقاتها الجيدة مع الدولتين لحل المسألة.
في غضون ذلك، دارت اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها، في معارك هي الأعنف.  وقال مديرالمرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «اشتباكات عنيفة تدور في قدسيا والهامة ودمر في ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، علي بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الامويين في وسط العاصمة السورية». واضاف انه «تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا»، لافتا الي ان «هذه هي المرة الاولي التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة الي هذا الحد من قلب العاصمة ما يدل علي عنف الاشتباكات». كما حذرت لجان التنسيق المحلية في سوريا من وقوع مذبحة في حمص علي غرار المذابح التي يرتكبها النظام السوري في ريف دمشق.
وفي سياق متصل، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية إن هناك قصفا عنيفا لحي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية، مشيرة إلي أن الانفجارات تهز الحي وتتصاعد أعمدة الدخان جراء القصف في العديد من المناطق
وفي ادلب  اعلن المرصد ان مدينة سراقب تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية، وأن اكثر من عشرين قذيفة سقطت علي المدينة خلال نصف ساعة. ‎دولياً، أعلنت الامم المتحدة ان لا تأكيد لديها بعد بشأن انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا المرتقب في مقر الامم المتحدة بجنيف في 30 يونيو المقبل. وفي حال تقرر عقد الاجتماع فمن المحتمل ان يبدأ السبت ويشارك فيه وزراء خارجية مختلف الدول الممثلة، بحسب مصادر في الامم المتحدة
من جانب آخر، اعلنت الامم المتحدة ان الخبير البرازيلي باولو سرجيو بينهيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا الذي كلفه بهذه المهمة مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تمكن في النهاية من زيارة هذا البلد.
 فيما طالبت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان مجددا بإحالة الملف السوري إلي المحكمة الجنائية الدولية.