الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

دخل فى معارك كثيرة مع أحمد عز وانتقد «الوطنى» وسياسة الاحتكار




الإسكندرية - إلهام رفعت


مازال أبو العز الحريرى يرقد فى غرفة العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بمصطفى كامل على نفقة الدولة ذلك السياسى العنيد الذى اتسعت شهرته وامتدت الى ارجاء الوطن العربى بأكمله.
ذهبت إلى مكتبة الحريرى فى منطقة محرم بك تلك التى كان يقضى فيها أوقاته بعيدا عن السياسة يجلس بين الناس الذين ظل يدافع عنهم طوال حياته ووجدت أحد تلامذته ويدعى بلال حامد  وهو عضو اللجنة المركزية بحزب التحالف الاشتراكى والذى أكد أن احدا لم يصارح الحريرى بحقيقة مرضه الذى تم الكشف عنه فى أواخر ابريل الماضى وذلك بعد العودة من القاهرة وشعوره بالارهاق الشديد لافتا إلى أن عدداً كبيراً من الشخصيات العامة والسياسية قاموا بزيارة الحريرى منهم امين حزب التحالف عدة مرات تأكيدا على ان الحريرى رمز من رموز الوطنية المصرية.
على صعيد متصل أكد أحمد سلامة أمين الإعلام بحزب التجمع بالإسكندرية  أن حالة أبو العز مستقرة مشيرا إلى أن الحريرى يلقى الكثير من  الاهتمام من جانب الفريق الطبى المعالج والمتابعة الطبية المتميزة ويؤكد انه كان يتمنى سفر الحريرى للعلاج على نفقة الدولة بالخارج فهو الأحق بذلك.
من جانبها أكدت المهندسة هند الحريرى ابنة ابوالعز انها ووالدتها واخويها هشام وهيثم ملازمين لوالدهم بالمستشفى وانهم لا يطلبون الا الدعاء له بالشفاء وطالبت الاعلاميين  بمراعاة الحالة النفسية لعائلة الحريرى والبعد عن الاخبار الكاذبة وان يبادروا بمعرفة اخبار والدها من أبنائه شخصيا.
وتعد الحياة السياسية للمناضل أبوالعز الحريرى حياة مليئة بالكثير من الأسرار والحكايات فأبو العز حسن الحريرى من مواليد 2 يونيو 1946.
دخل مجلس الشعب شاباً وكان من أصغر الأعضاء فى برلمان 1976 ممثلاً لدائرة كرموز بالإسكندرية.
وقام الرئيس السادات باعتقاله  6 مرات آخرها فى 5 سبتمبر عام 1981 مع 1531 من الشخصيات الوطنية من جميع القوى السياسية وعاد إلى البرلمان مرة أخرى عام 2000 مع الإشراف القضائى على الانتخابات كممثل لدائرة كرموز.
واشتبك مع أحمد عز فى بداية صعوده وسيطرته على الحزب الوطنى من خلال صداقته لمبارك الابن وتشكيل لجنة سياسات جمال مبارك فقدم العديد من الاستجوابات ضد أحمد عز كاشفاً وفاضحاً استيلاءه على شركة حديد الدخيلة بالتواطؤ مع الحكومة ليصبح المحتكر الأول للحديد ويتحكم فى أسعار الحديد وكل السلع المتعلقة به.
لم يكتف بنقده الحزب الوطنى ورجاله المحتكرين وإنما انتقد سياسات حزب التجمع الذى ينتمى إليه رافضاً أى تنازل عن سياسة الحزب الداعية إلى التغيير وانتقد صفقات الحزب مع الحزب الوطنى والحكومة وشراء النفوس والتزوير الذى تمارسه.
أما الجانب الإنسانى فإن الحريرى منذ جاء إلى الإسكندرية حاملا شهادة دبلوم الصنايع ليعمل فنى بالشركة الأهلية للغزل  التحق بمنظمة الشباب وتعرف على زينب الحضرى التى تعمل مدرسة فلسفة وعندما تقدم لخطبتها رحبت به والدتها وتزوجا لتظل زينب بجواره رفيقة دربه العائلى والسياسى  والسند وقت الاعتقال  ذهبت للعمل فى السعودية فى اعارة وبتحويشة العمر اشترا مكتبتهما التى تحمل اسم ابناء الحريرى التى كانت تنفق على المنزل خلال الاعتقال  وعن رحلة عمرهما  تقول  زينب الحضرى: كنا زملاء فى منظمة الاتحاد الاشتراكى أنا عن قطاع الطلبة وأبو العز عن قطاع العمال والتقينا فى الاجتماعات والندوات وحفلات السمر ولم يكن يجمعنا سوى النشاط الذى نؤديه للمنظمة وخضنا معركة معا ضد اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى حيث قمنا بالدعاية لمرشحين لمجلس الأمة فى عام 1969 غير مرشحى الاتحاد الاشتراكى لأن الاتحاد كان يأخذ الموالين للسلطة ولذا رفضناهم وتسبب ذلك فى مشكلة كبيرة وفصل على إثرها أبوالعز من الاتحاد الاشتراكى وسافرت بعدها للعمل فى إدكو وانقطعت عن العمل السياسى وتوقفت لقاءاتى بأبوالعز إلى أن جاءت ثورة التصحيح وفى هذه الأثناء تم الاتفاق على الخطوبة التى تمت فى 1971 وتم إتمام الزواج فى 16من يوليو 1973واضافت الحضرى: فترات اعتقال أبو العز كانت صعبة على نفسى لكن أصعب فترة اعتقال عشتها فى يناير 1975 لأنه قبض عليه من داخل الشركة الأهلية للغزل والنسيج بالإسكندرية - مقر عمله - وظللت 45 يوما لا أعلم مكانه وأبحث عنه فى المستشفيات وأمن الدولة والنيابيات والسجون وأنا أحمل طفلى هشام  الذى لم يتعد عمره وقتها ثمانية شهور ولم أعرف مكانه سوى من ورقة وجدتها تحت عقب الباب تفيد بوجود أبوالعز بسجن أبو زعبل بالقاهرة وأنه يحتاج بعض المستلزمات الشخصية أما أطول وأصعب فترة اعتقل فيها أبو العز 2 يوليو 1979 وكنت موجودة بإعارة بالسعودية ونهاية وفاة السادات فى عام 1980.
وتؤكد زينب أن هذه الظروف ساعدت فى تأهيل أولادى ليكونوا أقوياء حيث أرضعتهم حب الوطن وضرورة المشاركة فى الدفاع عنه وعن أهمية المكتبة  لعائلة ابو العز تقول الحضرى المكتبة مورد رزق أساسى لنا جميعا وأتواجد فيها من السابعة صباحا وحتى الحادية عشرة مساء وقد ساعدنا دخل المكتبة فى مصاريف زواج أبنائى هشام وهيثم واعتبرها صالوناً وملتقى ثقافيا وأدير حوارا مع كل القادمين للمكتبةوكذلك ابو العز كان يتواجد فيها ويدير حوارات مع الناس  وقد أديرت المكتبة قبل الثورة بشهرين لإعداد المظاهرات التى كانت تنادى بـ«لا للتوريث» وشارك فيها أبنائى وتم سحلهم أمامى وتم القبض عليه فى أواخر 2010 بتهمة ملفقة وبيع كتب خارجية بدون ترخيص فى المكتبة وافرج عنه وبرئ لأنها  كانت تهمة ملفقة وكانت نكتة.
أبو العز لم يكتف بنضاله فى الشارع السياسى ولكن كانت له معركة خاصة فى قاعات المحاضرات بجامعة الاسكندرية فاز فيها بالحصول على ليسانس الآداب ومرة اخرى ليسانس الحقوق  وعنه يقول مجدى عيسى فى سنوات عمرى الاولى أحبو طالبا فى جامعة الاسكندرية وكان الحريرى  كعادته ملء الاسماع والابصار ليس فقط فى الاسكندرية العفية وإنما على امتداد الوطن.