الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تقود مفاوضات مع «التجارة العالمية» لإنقاذ اتفاق بالى من الفشل




كتب - رضا داود


أكد منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة حرص مصر على تطوير منظومة التجارة العالمية بهدف تحقيق تطور حقيقى فى انسياب حركة التجارة الدولية وبما يخدم مصالح الدول النامية والأقل نموا على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على منظمة التجارة العالمية كمؤسسة قائمة على تسيير شئون النظام التجارى الدولى متعدد الأطراف.
وقال: إن الوضع العالمى الحالى يحتم ضرورة إتخاذ خطوات جادة لإعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمى وفق المتغيرات الجديدة على الساحة الدولية على أن يتم مراعاة تحقيق العدالة والشفافية بين مصالح الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء، مؤكدًا أن مصر تؤمن بشدة بأن تقوية النظام التجارى المتعدد الأطراف هو فى مصلحة كافة الدول الأعضاء فى منظمة التجارة العالمية.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الثنائية التى عقدها الوزير مع روبرتو دى أزفيدو مدير عام منظمة التجارة العالمية - والذى يزور مصر حاليا بدعوة من وزير الصناعة والتجارة - بهدف الوقوف على آخر تطورات مفاوضات المنظمة حول تنفيذ اتفاق تسيير التجارة والذى تم الموافقة عليه خلال المؤتمر الوزارى التاسع للمنظمة والذى عقد بمنتجع بالى بإندونيسيا فى ديسمبر 2013 خاصة فى ظل موقف الهند المعارض حيث تطالب بضرورة وضع حل لقضية التخزين الحكومى لأغراض الأمن الغذائى وهو الذى كان من المفترض ( وفقًا لقرار بالى ) أن يتم التفاوض عليه ضمن بنود برنامج عمل ما بعد بالى تمهيدًا لإقراره خلال المؤتمر الحادى عشر للمنظمة والمزمع عقده بنهاية عام 2017 وهو ما يعنى تغيير موقف الهند من الإتفاق وهو الامر الذى يهدد بفشل الحزمة التى تم إقرارها فى المؤتمر الوزارى التاسع بأندونسيا.
 وقال الوزير: إن هذه المباحثات تأتى فى إطار سعى مصر الحثيث لإنقاذ إتفاق بالى من الفشل  حيث: إن إخفاق او فشل هذا الاتفاق سيكون له تأثير سلبى كبير على مصداقية المنظمة وعلى النظام التجارى العالمى بأكمله، مشيرًا إلى أنه يجرى حاليا التنسيق والتشاور مع أطراف عديدة منها دول من المجموعتين الافريقية والعربية بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية بهدف التوصل إلى صيغ توافقية فيما يتعلق بإنفاذ إتفاق تسهيل التجارة  بحيث يراعى مصالح كافة الدول أعضاء المنظمة لا سيما الدول النامية والأقل نموًا.
وأشار عبد النور إلى أن اللقاء استعرض الموقف الحالى للمفاوضات مع مختلف الدول الأعضاء بالمنظمة والتى يصل عددها إلى 160 دولة وكذا الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر فى التنسيق والتشاور مع الجانب الهندى خاصة وأن الوفد المصرى المشارك فى اجتماعات المؤتمر الوزارى التاسع للمنظمة بأندونيسيا قد كان له دور كبير فى إعادة الوفد الهندى الى طاولة المفاوضات بل والموافقة على اتفاق بالى وإنجاح مفاوضات جولة الدوحة للتنمية والتى استمرت قرابة الـ 12 عامًا.
ولفت إلى أن الحزمة التى تضمنها اتفاق بالى كانت أكثر توازنًا عما كانت عليه قبل إجتماعات المؤتمر الوزارى التاسع حيث أكدت على حق الدول فى دعم المحاصيل الغذائية الأساسية لأغراض الأمن الغذائى دون مخالفة احكام أتفاق الزراعة، إلى جانب ربط الآلية الانتقالية الحالية بالتوصل إلى حل نهائى يأخذ فى الاعتبار البعد التنموى للقطاع الزراعى بالدول النامية عامة والافريقية خاصة كما ربطت ما بين التزامات الدول نحو تنفيذ أحكام اتفاقية تسهيل التجارة بالمساعدات المالية والفنية وبناء الطاقات للدول النامية  وهو الأمر الذى اعتبر انجازًا بكل المقاييس حيث إن التوصل إلى هذا الاتفاق قد أنقذ النظام التجارى العالمى من الفشل.
ومن جانبه أكد  روبرتو دى أزفيدو مدير عام منظمة التجارة العالمية  أن استضافة مصر لهذه المباحثات ودورها الكبير فى احداث انفراجة فى المفاوضات لإنجاح إتفاق بالى هو استكمال للدور الرئيسى الذى قامت به  خلال اجتماعات المؤتمر الوزارى للمنظمة بأندونيسيا ديسمبر الماضى - والذى كان محط أنظار جميع الوفود - للتنسيق مع مختلف الأطراف والحفاظ على حقوق ومصالح الدول النامية والأقل نمواً، مشيرًا إلى أن مصر أصبح لها دور بارز فى صياغة النظام التجارى العالمى.