الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عفوًا أيها القانون.. «المخرجات» يكسبن التحدى




إعداد: سهير عبدالحميد و آية رفعت ونسرين علاء الدين وأمير عبدالنبى

لم تترك المرأة مجالاً إلا وقبلت التحدى فيه مهما كانت درجة صعوبته.. ورغم أن مهنة الإخراج ظلت لفترة طويلة حكراً على الرجال فقد ظهر منذ سنوات قليلة أسماء سيدات خضن التجربة وحققن نجاحات ملفتة سواء فى السينما أو الدراما أو حتى الفيديو كليب.. ولمعت أسماء مثل (إيناس الدغيدى وإنعام محمد على وكاملة أبوذكرى وساندرا نشأت ومريم أبوعوف وطرح التساؤل هل تتفوق المرأة بما تتميز به من حس مرهف فى رسم الصورة وتقديم المشاعر الإنسانية أكثر من الرجل؟ وما مدى قدرتها على التغلب على طبيعتها وخوض تجربة عمل مرهقة تتطلب قوة وحسماً؟ وهذا الملف يقدم الإجابة عن لسان المخرجات أنفسهن.

 

 إيناس الدغيدى: فتحت الباب أمام جيل من المخرجات وواجهت عنصرية الرجال

لم تكن  المخرجة ايناس الدغيدى واحدة من المخرجات اللاتى أثرن جدلًا بنوعية الموضوعات التى تتناولها افلامها على مدار ثلاثة عقود منذ أن بدأت مشوارها فى الإخراج عام 1984 ولكن لا نسطيع ان ننكر أنها فتحت الباب لجيل كامل من المخرجات الشابات لدخول هذا المجال الذى كان أغلق أبوابه على الرجل فقد كانت أول خريجة للمعهد العالى للسينما تدخل مجال الإخراج بعد أن قضت 9 سنوات كمساعدة مخرج مع كبار مخرجى السينما.
الدغيدى تتحدث عن تجربتها قائلة: عندما تخرجت فى معهد السينما عام 1975 قدمت تجربة تمثيلية واحدة مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من خلال فيلم «أفواه وأرانب» فلم أجد نفسى فى التمثيل خاصة أن الدور الذى قدمته فى الفيلم شرير والناس كرهتنى بسببه وفى نفس الوقت كانت عينى على كرسى المخرج وهذا  لابد أن يسبقه تجارب  وكانت مشكلتى عندما أردت أن استقل كمخرجة بأعمال تحمل اسمى لم يكن هناك المنتج الذى يعطى فلوسه لمخرجة جديدة فهمه الأول هو صناعة النجم الممثل ولم يكن فى خطته تقديم مخرجين جدد بجانب أن الجيل القديم من المخرجين أخذ موقفًا من جيلى خريجى معهد السينما لأن معظمهم لم يكونوا خريجى معهد وهذا فى حد ذاته كان يمثل صعوبة أمامى وأن هناك عدم ثقة أن المخرجة الانثى يمكن ان تكون ناجحة ومتمكنة من أدواتها لذلك عانيت كثيرا إلى أن قدمت فيلمى الأول «عفوا أيها القانون» مع نجلاء فتحى وكنت سعيدة بهذا الفيلم لأنه استطاع تغيير قوانين فى عدد من الدول العربية فيما يخص المساواة بين المرأه والرجل فى قضايا القتل بسبب الخيانة لكن للأسف لم يحدث ذلك فى مصر وعلى العكس تمت مهاجمة الفيلم  ولم يكن الوحيد الذى تعرض للهجوم ولكن معظم أفلامى واجهت هجومًا ليس بسبب رداءتها ولكن لأنها تحمل اسم ايناس الدغيدى.
وتابعت الدغيدى قائلة: قدمت على مدار مشوارى 18 فيلمًا ومع هذا لا اعتبر نفسى محترفة لم أخطط لأن تكون معظمها عن قضايا المرأة لكن ربما يرجع ذلك للإحساس الغريزى والموروث  الموجود بداخلى نتيجة العنصرية التى كان المجتمع الشرقى يوجهها ضد المرأة والتمييز بينها وبين الرجل فى كل شىء من ناحية المعاملة والتربية والتعليم والمهن الممنوعة من العمل بها وهذا جعلنى دون أن أقصد أظهر ذلك فى اعمالى.
واشارت الدغيدى إلى سعادتها عندما تخرج مخرجة جديدة ناجحة ويذكر مع ذلك اننى كنت اول من فتحت الباب لهذا الجيل وقالت: أرى ان الساحة أصبحت مليئة بالمخرجات اللاتى استطعن أن يفرضن أنفسهن بالأعمال الجادة ولعل كاملة ابوذكرى أبرز النماذج فيعجبنى فيها إحساسها وهذا ما يميز مخرج عن آخر فهى تستطيع ان تنقل مشاعر الشخصية التى أمامها بكل تفاصيلها وتقدمها كإنسان من لحم ودم  لدرجة تجعل المشاهد لا يشعر أن ما يراه تمثيلًا  وهناك ساندرا نشأت  وهى مخرجة ناجحة لكن تتعامل مع الإخراج  على انها مخرج يبحث عن الموضوع الحلو بمعنى انها ليست لها موضوعاتها التى تخصها ولا تبرز مشاعر الأنثى على طبيعة المواضيع التى تقدمها أيضا هالة خليل مخرجة شاطرة وأعجبت بها فى فيلم «أحلى الأوقات» وإن كانت مقلة فى أعمالها.
وعن الجوائز التى تعتز بها الدغيدى فى مشوارها قالت: حصلت على مدار تاريخى على جوائز كثيرة من مهرجانات مختلفة لكن هناك تقييمًا دوليًا حصلت عليه أكثر من مرة من خلال مجلة النيوزويك الأمريكية التى اختارتنى ضمن أكثر 43 شخصية مؤثرة على مستوى العالم العربى عام 2005 كما تم اختيارى ضمن أكثر 6 سيدات تأثيرا فى بلدهن فى العالم العربى وكان معى فى هذا التقييم الذى قامت به «التايمز» الملكة رانيا ملكة الأردن والشيخة موزة وسعاد الخرافى من كبار  سيدات الأعمال فى الكويت.