الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفيس بوك» يخترق خصوصيات النساء




كتبت - دنيا نصر

أصبحت شبكات التواصل اﻻجتماعى «الفيس بوك» و «تويتر» مهمة فى حياتنا ﻻ يمكن اﻻستغناء عنها، فهى الشبكة العنكبوتية السحرية التى يجتمع عليها ملايين الناس وتفيد الكثير منهم وتؤذى الآخر فهى وجهان لعملة واحدة لها الشكل اﻻيجابى والسلبى، بالرغم من انها السبب الأساسى و الأكبر فى تنظيم معظم ثورات الربيع العربى، ولعل المرأة بالتحديد هى المتضررة الأولى والتى لها النصيب الأكبر من القصص المثيرة مع شبكات التواصل اﻻجتماعى.


وعن هذا يعبر بعض علماء الاجتماع فى هذه الكارثة التى تهدد كثيرا من البيوت والأسر ويقول الدكتور «مصطفى مرتضى» استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن البنات على الفيس بوك فاضية ولديهمن فراغ عاطفى هكذا يقول صراحة لما يراه من مهازل على مواقع التواصل الاجتماعى اثناء متابعته للاخبار دائما على الانترنت وجلوس ابنائه على هذا الشىء المستفز بشكل دائم شبه مدمن فقرر الابتعاد عن هذا العالم الغريب بكل مشاكله وخلافاته ومحاولته لابنائه ان يقلل كل منهما جلوسه على مواقع التواصل الاجتماعى.
فيقول مرتضى: إن الفيس بوك اشبه بشىء مستفز يخترق خصوصيات الأشخاص ويتعجب كثيرا من الفتيات اللاتى يعرضن صورهن على صفحاتهن دون خجل، بالإضافة إلى الرجال الذين يعرضون صورا لزوجاتهم وأولادهم على الملأ وكل واحد عايز يشوف حاجة يفتح ويشوف هكذا قال مرتضى الذى لم يخض أى تجربة على «الفيس بوك» عدا متابعته للأخبار فقط وذلك اتقاء للشبهات وللمشاكل التى قد تنتج من مشاركته فى هذه الشبكة الاجتماعية اللعينة التى قد تهدد أسرة بأكملها.
تقول «غادة نجم» موظفة إنها كانت تعتبر هذا مجرد تسلية فقط لها ، ولكن اﻻمر تطور الى ان يصبح شبه ادمان من خلال قضائها معظم وقتها على مواقع التواصل اﻻجتماعى واكثرها على «الفيس بوك» الذى كان ومازال يشغل وقتها، قائلة: إنها فى بداية اﻻمر كان اﻻنترنت بالنسبة لها مجرد وسيلة تسلية وﻻ تستخدمه إﻻ فى وقت فراغها فقط، ولكن الوضع اختلف كثيرا عما كان من قبل، مضيفة: إنها بدأت تفقد اهتمامها بحياتها واسرتها وابنائها الرضع لان معظم وقتها يكون بين الانترنت ومسئولية اطفالها.
وتقول «أميمة محمد» موظفة اصبحت أقضى معظم ساعات يومى على الموقع الملعون الذى سرق منى اهتمامى بحياتى وأسرتى وتقول كان زوجى يأتى للمنزل بعد الانتهاء من عمله ليبدأ الشجار بينى وبينه حيث حذرنى مرارا وتكرارا من حجب الإنترنت، ولكنه لم يستطع لحاجته له فى عمله، وكنت لا أبالى بكلامه وتحذيراته حتى فاض بزوجى واصبح يلجأ للشكوى لأهلى وكثيرا ما وعدت بالتغيير، ولكنى لم أقو حيث كنت ادمنت هذه الشبكة بالفعل ،وتؤكد محمد إن صحتها تدهورت لإهمالها فى تناول الطعام لانها منذ إدمانها هذه المواقع اصبحت لا تبالى بتناول وإعداد الطعام لاسرتها.. كما انها أصيبت بضعف النظر وبعد أكثر من عامين من المشاكل ما كان لزوجها إلا أن يقرر الانفصال وتركها لمعشوقها الوحيد «الفيس بوك – وتويتر».
حيث بدأت أميمة تكره هذه الملعونات التى تسببت فى هدم حياتها واسرتها بأكملها ، لتنصح كل فتاة وسيدة بالابتعاد عن هذه الشبكة حتى لا تكرر خطيئتها التى عرفتها بعد فوات الأوان.
وتعتبر أخرى احدى صديقاتها هى اكثر من اختها التى لم تلدها امها ، ولكنها خانت تلك الثقة التى اعطتها لها وخطفت منها خطيبها.. هكذا عبرت «ناهد محمد» عن رفيقة دربها على مدار أعوام طويلة بداية من المرحلة الإعدادية وحتى تخرجا فى كلية الحقوق.
تقول ناهد بعد تخرجى بعام التقيت بشاب كان يكبرنى بـ5 سنوات يعمل محاسبا بشركة وله مكانة مرموقة اتفقنا على الزواج بعد عامين من خطبتنا ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فعرفته على أعز صديقاتى التى قابلها فى منزلى اكثر من مرة.. وتم خلال هذه الزيارات تبادل ارقام التليفون، وبعدها فوجئت انها تطلب منه أن يضيفها على الفيس بوك لم أعر الموضوع أى اهتمام لأننى كنت أثق بها وبه، حتى لاحظت انه يحدثها كثيرا عن طريق الهاتف والفيس بوك لساعات بعد ان اهملنى تماما، كما انها اصبحت تهرب منى باستمرار بحجة البحث عن عمل ليحدث ما كنت اخاف ان افكر به ففى ذات يوم اتصلت به حتى أراه ولكنه اعتذر وأيضا تحدثت إلى صديقتى وتحججت بأنها مرتبطة بموعد عمل وبعد ان حدثتها على الموبايل اتصلت بتليفون منزلها فأجابتنى والدتها وقالت لى إنها سمعتها تعطى موعدا لشخص جاء إليها بفرصة عمل وعلمت مكان اللقاء وأفاجأ برؤيتهما فى وضع رومانسى لم اكن يوما اتوقع ان أراه على الاطلاق وما كان من صديقتها إلا أن اعترفت بأنهما ارتبطا عاطفيا عن طريق «الفيس بوك» وحاولت ان تبرر لها ان هذه المشاعر كانت لا إرادية منهما ولكنها لم تعطها الفرصة وفسخت الخطبة، وقررت أن تقاطع مواقع التواصل الاجتماعى بأكملها.
أول لقائنا كان فى منزل عمتى أعجبت كثيرا بشخصيته الجذابة لأى بنت عادية، ومظهره الأنيق بعدها قابلته عدة مرات بمساعدة ابنة عمتى فعرفت عنه الكثير هكذا تقول «ياسمين محمود» كان طبيبا وافقت على خطوبته دون تردد وكانت أمى تقول لى: «نصيبك حلو لأنى دائما أدعو لك» كان سخيا وكريما أول مناسبة بعد خطبتنا كان عيد ميلادى فألح على أن أطلب هديتى فطلبت جهاز كمبيوتر «لاب توب» لأنى أردت أن أكون مثل زميلاتى فى الجامعة ومن هنا بدأت المأساة كنت أحمله معى أينما ذهبت ولا اتركه إلا عند نومى لدرجة انه بدأ يأخذنى من اسرتى وخطيبى فبدأ يلاحظ الجميع انشغالى بهذا الجهاز العجيب وتحولت حياتى بعد ذلك لنمط «الإهمال» وكانت النتيجة رسوبى فى عامى الأخير من الكلية حتى سألنى خطيبى هل هناك شخص آخر فنفيت ولكنه لم يصدقنى ، لأنى انشغلت عنه بشاب تعرفت عليه عن طريق «الفيس بوك» استطاع أن يجذبنى بأفكاره المجنونة وتصرفاته الغريبة وشعرت بأن خطيبى الطبيب عاقل أكثر مما ينبغى، حتى رآنى مرة مع هذا الشاب فما كان منه إلا انه تركنى بلا رجعة، وتعلمت درسا قاسيا، ولكن بعد فوات الأوان قائلة: إن تلك التجربة جعلتها أكثر تريسا وموضوعية فى تصرفاتها حتى بدأت تحسب كل خطوة فى كل شىء قبل الإقدام عليها.