الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«باستيل مصر» السجن الذى تخرج فيه الكثير من الوطنيين




سجن القلعة أو «باستيل» مصر كما عرف فى التاريخ والموجود بقلعة صلاح الدين بالقاهرة القديمة، والذي أصبح فيما بعد متحفا للشرطة فى عهد وزير الداخلية أحمد رشدى، وتحول إلى مزار سياحى، وهو يترجم تاريخا يعود إلى زمن وسلاطين عصر المماليك، ومنذ أن انتقل الخديو إسماعيل إلى قصر عابدين وجعله مقرا للحكم لم تعد القلعة تسقبل الملوك والسلاطين والرؤساء والسفراء بل اقتصرت ضيافتها على المعارضين من كل ألوان الطيف السياسى وتحولت إلى رمز من رموز القمع والقهر، وارتبطت بقصص التعذيب والجلادين كما أصبحت جامعة للنضال والجهاد تخرجت فيها مجموعات من الوطنيين على اختلاف الأدوار والأعمار. وعندما حوّل الخديو إسماعيل مقر الحكم لقصر عابدين عام 1874، أصدر قراره وقتها بإنشاء سجن القلعة الواقع بين «ردم» جامع محمد على ليكون سجنا للأجانب، باعتبار سجن القلعة بزنزاناته القليلة وشدة حراسته هو أنسب الأماكن لاستضافة المذنبين، وبعد وفاة الخديو إسماعيل، أصدر ابنه توفيق قرارا بتوسعة طاقة السجن الاستيعابية، وأجريت على سجن القلعة منذ عام 1897 بعض التعديلات الطفيفة المازمة لتحول السياسة الخارجية المصرية فى ذلك الوقت، فلم يعد يقبض على كثير من الأجانب، واقتصر نزلاء سجن القلعة على المعارضين المصريين لجبروت الخديو، ما جعل السجن بالتدريج يتحول لسجن السياسيين أو المعتقلين فى قضايا ضد النظام، وبعد قيام ثورة يوليو أصدر جمال عبدالناصر قرارا جمهوريا بتوسعة سجن القلعة من جديد بعد تسلم البوليس الحربى مفاتيحه وخضع لفترة طويلة لقيادة شمس بدران أحد أباطرة التعذيب المعروفين حتى قرر الرئيس السابق مبارك بعد توليه المسئولية تحويله لمتحف يتبع وزارة الثقافة، ويعتبر سجن قلعة أحد أشهر السجون المصرية التى خصصت للقضايا السياسية والتعذيب ما قبل ثورة يوليو 1952 وما بعدها، ويحتوى السجن على 42 زنزانة مقسمة على قطاعين أحدهما شرقى والآخر غربى، إضافة إلى ثمانى غرف تعذيب أشهرها غرفة الفرن بالناحية الشرقية منه وسبب تسميتها بهذا الاسم يرجع لتجهيزها أوائل الستينيات بنظام غازى يجعل جدرانها ساخنة باشتعال مواسير مخصوصة.
كما توجد غرفة الحلقات والتى صممها الفرنسى لوميان فى عهد الملك فؤاد عام 1932 على غرار غرفة شبيهة بسجن الباستيل الفرنسى الشهير المسماة بغرفة نزع الاعتراف وفيها يتم تعليق السجين من قدميه بسقفها مع تدويره بسرعة لدقائق ما يصيب أجهزة جسمه بالاضطراب.