الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حريق 18 منزلاً بـ «الترامسة».. والفاعل مجهول




تعرضت قرية الترامسة، التابعة لمحافظة قنا، إلى نشوب حريق بـ18 منزلاً، دون معرفة الأسباب الحقيقية التى أدت إليه، وذلك على مدار 15 يوماً، لتجد تضارباً فى الأقاويل حول المسئول عن ارتكاب الحادث، فذهب بعض المؤمنين بالخرافات والخزعبلات إلى أن الحريق وراء «جن سفلي» والبعض الآخر يرى أنه لعنة فراعنة، فى حين انساق عدد من الأهالى وراء تلك الشائعات والخرافات، وأمنوا بأنه جن سفلى، وأعدوا العدة وجهزوا الماء استعداداً لأى حريق، ولكن نشبت الحرائق، وقيلت الخرافات، ومازال الفاعل مجهولاً.
يقول حسنى حامد، وكيل مدرسة بالقرية، إن الحرائق مستمرة منذ 15  يوماً، حيث بدأت  بنيران تحذيرية تشتعل لفترة سيلة وتنطفئ دون أى تدخل، ولم تنتج عنها أى خسائر، واستمر هذا الوضع لمدة 4 أيام، ولم يهتم أحد الأمر لعدم وجود خسائر ولكن عندما بدأت النيران تلتهم أثاث المنازل، وتنتقل من منزل لآخر، على بعد أكثر من 100 متر  أثار الشك والريبة وحتى الآن لم يعرف السبب الحقيقى وراء هذه النيران الغريبة التى تشتعل دون سبب وأضاف  حامد، قائلاً: «لقد استعنا بعدد كبير من الشيوخ والقساوسة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الأمر، بعدما تردد بين أبناء القرية أن وراء هذه الحرائق «جن سفلي» لكن دون جدوى حتى الآن، فقد توقفت الحرائق لمدة يومين، لكنها عاودت الاشتعال مرة أخرى لتقضى حتى الآن على حوالى 18 منزلاً، كما أن بعض هذه المنازل اشتعلت فيها النيران أكثر من مرة، وقام الأهالى بتجميع براميل من المياه والرمال للاستعانة بها حال اشتعال النيران لإخمادها.
وكشف عارف على مصطفي، أحد المتضررين، أن الماس الكهربائى برىء من الحرائق، فمعظم الحرائق تمت أثناء انقطاع التيار الكهربائي، كما أن معظم منازلنا التى احترقت ليس بها مخلفات زراعية، لافتاً إلى أن النيران قضت على شقته بالدور الثالث فى دقائق معدودة، ودمرت النيران الحوائط الخرسانية.
ويلفت على مصطفى متضرر، إلى أن الحرائق صاحبها ظهور عقارب غريبة كبيرة الحجم أثناء قيام الشباب بإطفائها، إلا أن هذا لم يثنى الشباب عن المساهمة فى عمليات الإطفاء بل حضرت سيارات الإطفاء، بالإضافة إلى بعض المنازل خرج منها دخان من المواسير دون حدوث نيران، وأشار جاب الله سعيد دياب، إلى أنه قام وآخرون بتحرير محضر برقم 3375 إدارى قنا لسنة 2014 يتضررون فيه من الحرائق المستمرة بالقرية والتى لم يعرف لها سبب حقيقى حتى الآن وأدت لتدمير منازل الكثير  من أهالى القرية والذين لا يملكون مأوى آخر لهم غير منازلهم التى احترقت وتحولت بعضها لأكوام من الرماد.
من جانبه أكد الدكتور وائل بكري، أستاذ الآثار الاسلامية بكلية الآثار بجامعة جنوب الوادى، أن الحديث عن لعنة الفراعنة واستخدام الجن والعفاريت فى استخراج الاثار والكنوز أمر غير معترف به عملياً وأن هناك طريقتين للبحث والتنقيب عن الآثار الطريقة الأولى عن طريق البرديات والمخطوطات ووجود شواهد بالمكان حيث تقوم البعثات الأجنبية بالبحث بطرق علمية من خلال الحفر على هيئة مربعات وبطرق معروفة علمياً والطريقة الثانية عن طريق الصدفة وهى مثلما اكتشفت مقبرة الملك توت عنخ أمون.. ويرى محمد علي، من سكان القرية، أن ما يحدث هو انتقام لقيام شخص بتحضير جان، وعدم قدرته على صرفه مرة أخري، منوهاً إلى أن الأمر تحول إلى تجارة وبيزنس من بعض الشيوخ، خاصة أن بعضهم يطالب بمبالغ مالية كبيرة للسيطرة على الجن وإنهاء الانتقام، تصل إلى 1200 عن كل منزل.. وقال اللواء عبد  الحميد الهجان محافظ قنا أنه تم تشكيل لجنة من مديرية الشئون الاجتماعية والصحة لمعاينة الحرائق الغامضة التى تشتعل بمنازل الأهالى بقرية الترامسة ولبحث إمكانية صرف إعانات عاجلة للأسر المتضررة، جارى التنسيق مع الجهات الامنية وجامعة جنوب الوادى لكشف حقيقة الحرائق.