الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«المرسى أبو العباس» تحطمت نوافذه وتآكلت جدرانه وقبابه معرضة للانهيار




 الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم

تتعرض الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية للإهمال الشديد والتجاهل من قبل المسئولين وأصبحت منطقة «ميدان المساجد» التى تحوى أروع وأقدم المساجد بالثغر إلى مرتع للمواشى، حيث تتم تربية الخرفان والماعز بساحاتها، كما امتلأت الساحات بالمراجيح. تحتوى منطقة ميدان المساجد على العديد من المساجد التاريخية التى تعد من أعرق وأشهر المساجد بالعالم مثل مسجد المرسى أبو العباس، مسجد «البوصيرى، وسيدى ياقوت العرش، ونصر الدين ومكين الدين.


ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل امتد الإهمال لداخل المساجد، حيث امتلأت المساجد بأسراب وعشش «النمل الأبيض» الذى بدأ فى أكل الأخشاب بداخل مسجد المرسى أبو العباس، فأصبحت الأبواب وشبابيك المسجد متهالكة تماما، وكما هو معروف أن الباب الواحد يقدر بملايين الجنيهات نظرا لقيمته التاريخية والفنية، كما تحطمت العديد من نوافذ المسجد وتآكلت سجاجيد المسجد وأصبح يسكنها السوس وتنبعث منها روائح كريهة، لكن أخطر ما فى الأمر هو تعرض قباب المسجد الثلاث للانهيار.
أما حمامات المسجد فحدث ولا حرج، فأصبحت تلك الأمور هى السمة المشتركة بين تلك المساجد، بل هناك 16 مسجدا آخر تعانى من الإهمال وسط صمت غير مفهوم أو مبرر من وزارة الأوقاف التى تحصل على 90٪ من أموال اللجنة التى تجمعها تلك المساجد. التقت «روزاليوسف» الشريف جابر القاسم وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية، حيث تقدم بعدة شكاوى بخصوص الإهمال الذى تتعرض له المساجد بالإسكندرية، حيث أكد أن القانون رقم 118 لسنة 1976 يعطى الحق للمشيخة الصوفية الإشراف الكامل على مستوى الجمهورية على الأضرحة والزوايا الأهلية التى ليس لها أوقاف أو رواتب من وزارة الأوقاف والنظر فى الشئون الخاصة بها، وطبقا لهذا القانون فالمشيخة هى المسئولة عن الأضرحة والمقامات الخاصة بأولياء الله الصالحين وآل البيت سواء داخل أو خارج المساجد التابعة للأوقاف.
وأضاف قاسم: إن المشيخة الصوفية تحصل على 10٪ من عائد الوقف و10٪ من صندوق النذور والمحافظة أيضا تحصل على 10٪ فقط، فى الوقت الذى تحصل فيه هيئة الأوقاف على 90٪ والوقف يكون عبارة عن أن شخصًا قد قام بوهب قطعة أرض أو أفدنة لشخص معين كان يقوم فيه بتحفيظ القرآن وعمل حلقات ذكر أو يشرح دروسًا فى الفقه مثل سيدى المرسى أبو العباس وغيره مما سميت بأسمائهم المساجد الأخرى. وأوضح بصفته مشرفًا على تلك المساجد: أجد الأمور تتغير كل يوم للأسوأ ولقد تقدمت منذ سنوات وحتى الآن بعدة شكاوى إلى وزير الأوقاف والمحافظة ومدير عام الهيئة العامة للأوقاف بالإسكندرية ومدير إدارة الأملاك بالهيئة العامة للأوقاف بالإسكندرية دون جدوى، كما نقوم نحن كمشيخة بإصلاح 16 مسجدًا متهالكة ولكن لضعف مواردنا، حيث نحصل على نسبة 10٪ من قيمة الأوقاف لا نستطيع أن نستكمل أو نقوم بالإصلاح على الوجه الأكمل نظرا لضعف الموارد.
وأضاف: إن مسجد المرسى أبو العباس تحفة فنية ومعمارية شيده الملك فؤاد الأول ويقع على مساحة كبيرة وبمنطقة مميزة جدا، وكان الهدف من بنائه هو أن يكون تحفة إسلامية ومزارا إسلاميا على مر العثور، فكان المسجد منذ عدة سنوات قليلة منارة للرقى وواجهة رائعة تأتى إليه الوفود السياحية لتشاهد فن الأرابيسك القديم وتتأمل روعة الحوائط المزخرفة وتندهش لرقى الألوان والزجاج الذى يزين المنافذ وأيضا تتأمل روعة السجاد وضخامة النجف وارتفاع الأسقف، لكن تدهورت الأوضاع من قرابة خمس سنوات وازدادت سوءا مع ثورة 25 يناير، حيث حدثت عدة سرقات للمسجد، وافترش المكان بالمراجيح وتمت تربية المواشى وتراكم القمامة خارجه، أما داخله فأصبح الوضع لا يمكن تصوره ولا يمكن أن يعبر عن الرقى والحضارة وإذا كان الوضع هكذا فى أبو العباس، فما بالك فى باقى المساجد المحيطة به التى ليست أسعد حالا منه، ووجد 16 مسجدا آخر بمختلف أنحاء محافظة الإسكندرية يتعرضون للإهمال والتخريب.