الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«وفاء» فى انتظار الموت




المنوفية ـ رانا زيد

يعانى الكثير من المرضى من الإهمال الطبى سواء بأخطاء فى التشخيص أو اعطاء العلاج الخاطئ عن طريق أطباء لا يجوز السماح لهم بمزاولة المهنة نجدهم فى المستشفيات يعالجون آلاف المرضى وهم فى عجالة من أمرهم، وكأنهم ليسوا بشرًا لمجرد أنهم من الطبقة الفقيرة التى تذهب للعلاج بالمستشفيات لتوفير النفقات.
وكانت من بين الضحايا سيدة على سرير العناية المركزة بالدور الخامس بمستشفى شبين الكوم الجامعى تدعى وفاء عبدالحميد نصر الجزيرى «41 سنة ربة منزل»، مقيمة مع أسرتها بمركز اشمون بالمنوفية، تعانى من السرطان الذى لم يشخص من قبل الطبيب الأول واستمرت فى علاج بالخطأ لمدة عام ونصف العام التى شخصت حالتها وتم علاجها بالإشعاع بالخطأ أيضا والذى أدى إلى جعل 95٪ من جسدها به تقيحات جلدية، مما جعل الأطباء يقولون لأهلها أن ينتظروا موتها فى أى لحظة.
يقول زوجها مبروك والحزن والإرهاق يشعان من عينيه، بدأت رحلة العلاج مع زوجتى منذ سنتين، وكانت البداية على يدى أحد الأطباء بمركز اشمون «محمد ع.أ» والذى قال لها فى البداية عند ظهور ورم بسيط بالثدى الأيسر إنه مجرد كيس دهنى، واعطاها علاجًا لأكثر من عام وصل شهريا إلى 60 جنيهًا ، ولكن لم يتم عمل أى شىء، واستمر الورم فى الزيادة والتعب، وعندما ذهبنا إلى الطبيب قال لابد من قطع الجزء بعملية جراحية، وما كان علينا إلا أن نوافق، وقمت بأخذ الجزء المبتور منها، وذهبت لتحليله فى القاهرة، ووجدت المفاجأة بأن زوجتى تعانى من السرطان الذى لم يتمكن الطبيب أن يكتشفه وظل يعالجها طيلة العام ونصف العام دون أى علم ما أدى إلى تردى حالتها وازدياد المرض وتفاقمه.
وأضاف مبروك قمت بالذهاب بزوجتى إلى مستشفى الحسين بالقاهرة، وأكدوا أن الخطأ الكبير الذى تم هو بتر الجزء المصاب وقالوا بإن السرطان انتشر فى الجسم وفى حاجة إلى علاج كيماوى، وبالفعل تم عمل 6 جلسات علاج كيماوى على فترات كل 21 يوما، وبعدها 10 جلسات اشعاع ذرى، وتم الانتهاء من كل هذا، وعدنا إلى المنزل.
وبعد رجوعها بساعات ازدادت درجة الحرارة جدا ولم ينفع معها أى علاج أو كمدات، ذهبت إلى الحسين مرة أخرى لأقابل الطبيب المسئول عن علاجها «إسلام» رفض مقابلتنا وجاءنا أحد زملائه وقال إنها طبيعية بعد الاشعاع، وتأخذ أدوية وستكون جيدة، وعدت ولكن الحرارة ارتفعت أكثر وبدأت تقيحات جلدية تظهر من أعلى عينها إلى جسمها، على الفور أخذتها وذهبت بها إلى مستشفى شبين الكوم الجامعى، وتحولت فى 72 ساعة من سيدة تتماثل إلى الشفاء إلى جثة فى طريقها إلى الموت.
وطالب مبروك المشير عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والدكتور عادل العدوى وزير الصحة بضرورة أن يتم إنهاء مشكلة زوجته فى صرخة استغاثة قبل أن تموت، وأن يتم علاجها وأخذ عينات منها وتحليلها لبيان سبب المرض، حتى لا يتم تشريحها بعد الموت، حتى لا تتعرض للإهانة أكثر من ذلك.
ووسط دموعه قال مبروك لقد اشتريت لزوجتى الكفن ولا أعلم هل ستعيش أم أنها ستموت.