الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أعمل على إصدار دستور جديد للكنيسة الإنجيلية يواكب العصر




الدكتور القس جورج شاكر راعى الكنيسة الانجيلية بسيدى بشر بالاسكندرية انتخب رئيسا لسنودس النيل الانجيلى والمجمع الاعلى للكنيسة الانجيلية المشيخية بمصر الى جانب كونه رئيس مجلس إدارة المؤسسات التعليمية بالكنيسة الانجيلية وسكرتير عام الطائفة الانجيلية.. ومع كل هذه المناصب التى شغلها القس جورج فشخصيته تمتاز بالروحانية والعمق سواء على مستوى الدراسات الاكاديمية أو الخبرة الحياتية أو المؤلفات الروحية، فقد حصل على الدكتوراه حول العمل الرعوى من خلال التنمية البشرية والمفهوم اللاهوتى الكتابى من جامعة لوجوس بأمريكا، وبدأ خدمته بالكنيسة الانجيلية ببنى سويف فى الفترة من عام 1980 وحتى عام 2000 ثم انتقل للخدمة بسيدى بشر.. وأصدر 5 كتب منها «تهانينا بالطلاق المبارك» وهى مجموعة قصصية تدور حول شخص يطلق الخطيئة بعد الارتباط الدائم بها، وكتاب «سر الزواج السعيد» وأحلى ساعات العمر، وفى هذا الحوار نتعرف على أحلام وآمال الدكتور القس جورج للسنودس.

■ فى البداية نريد أن نعرف الفرق بين الطائفة الإنجيلية.. والكنيسة الإنجيلية المشيخية.. والسنودس الإنجيلى؟
- الطائفة الإنجيلية بمصر تشمل على مذاهب إنجيلية كثيرة مثل كنائس الاخوة، الكنائس الرسولية، كنائس نهضة القداسة، كنيسة الله، الكنيسة المعمدانية، الكنيسة الخمسينية، كنيسة المثال المسيحى، كنيسة الإيمان، كنيسة المسيح، وكنيسة النعمة الرسولية، والكنيسة الإنجيلية المشيخية، وغيره.. فالكنيسة الانجيلية المشيخية هى إحدى الكنائس بالطائفة الانجيلية ولها مجلس أعلى يديرها وهو المعروف بسنودس النيل الانجيلى وتسمى مشيخية لانه فى نظام كنيستنا يشكل مجلس إدارة كل كنيسة برئاسة الراعى القسيس ومجموعة من الشيوخ ينتخبهم الشعب كمجلس إدارة للكنيسة، وبالتالى كل كنيسة لها مجمع خاص بها.

■ يطالب البعض بأن يكون رئاسة السنودس لأكثر من عام واحد  فما هو رأيك؟
- هناك اتجاه بالفعل يرى أنه من الافضل أن يكون أكثر من عام، ولكن ككنيسة لديها مجالس متخصصة مثل مجلس إدارة المدارس، ومجلس إدارة اللاهوت، ومجلس إدارة الإعلام، ومجلس شئون القساوسة، ومجلس الإدارة المالية، ومجلس التربية المسيحية، ومجلس الخدمات والتربية، وغيرها من المجالس.
كما أن سنودس النيل مقسم إلى 8 مجاميع هى: مجمع الدلتا ومجمع القاهرة ومجمع الاقاليم الوسطى، ومجمع المنيا ومجمع ملوى، ومجمع أسيوط، ومجمع سوهاج، ومجمع العليا، هذه المجالس والمجامع فى خدمة الكنيسة وإدارتها بشكل غير مركزى ويمكن ان نشبه المجالس ـ على سبيل التشبيه فقط ـ بالوزارات والمجامع بالمحافظات فالعمل بذلك متكامل.

■ هل تفضل فكرة تنقل الراعى للخدمة من كنيسة إلى أخرى؟
- لست من الراغبين فى سرعة الانتقال من مكان إلى آخر، وأرى أنه من الجميل جدا أن يرتبط الراعى بشعبه وأن تكون له رحلة حياة مع شعبه وعلاقة طيبة معهم وثمرة خدمته ويستمر فى الكنيسة التى يرعاها، ولكن فى مرات تكون لبعض الرعاة امكانيات معينة تنمو مع الزمن وتتاح له الفرصة ليستثمر خبراته للخدمة فى مكان أكبر، وهناك بعض المشاكل التى تحدث  فى بعض المواقع التى تجعل البعض يفضل الانتقال الى مكان آخر، وإن كنت أيضا لا أفضل أن تكون المشكلة دافعا للتحرك لأن كل مكان له تحدياته والراعى الناضج لابد له أن يتعامل معها ويطلب الحكمة من الله ليتعامل معها.. وبلا شك الراعى المكرس لخدمة الله عندما يطلب حكمة من الله لرعاية شعبه سيعطيه الله حكمة لهذه الرعاية لأن رابح النفوس حكيم.

■ ظهرت منذ فترة مشكلة وجود كنائس إنجيلية فى مناطق نائية وقرى بعيدة بلا خدام ما حقيقة هذه المشكلة؟
- هذا موجود منذ القديم بعد المسيح قال: الحصاد كثير والفعلة قليلون.. وبالفعل يوجد عدد من الكنائس فى الأماكن النائية والقرى لا يوجد بها خدام ومجلس العمل الرعوى والكرازى المسئول فى السنودس التفت لهذه المناطق المحرومة من الخدام، وحاليا تم توفير خدام لهذه الأماكن لكن احتياجنا للخدام مستمر على مر الزمان وهى طبيعة الكنيسة ولهذا ومن موقع مسئوليتى أناشد الكنيسة بصفة عامة تدريب قيادات علمانية للاستفادة بهم فى المناطق المحرومة والجهات النائية، ونناشد ونشجع الشباب والعلمانيين فالكنيسة تحتاج بصفة عامة ومستمرة لكل خادم وكل إنسان مسيحى حقيقى لا يخدم لابد أنه يراجع إيمانه فمكتوب آمنت لذلك تكلمت.. فكيف لشخص اختبر محبة الله لا يشهد عن هذا لاختبار الجميل.

■ ماذا عن الكنائس الإنجيلية بالمهجر؟
- عندنا الآن عدد كبير من الكنائس الانجيلية منتشرة فى أمريكا وبلاد المهجر لخدمة المصريين وكل الناطقين باللغة العربية، والدول العربية تستعين بالقساوسة المصريين، فعندنا قساوسة مصريون يخدمون فى السودان ولبنان وسوريا.

■ كيف تسود روح المحبة بين الطوائف المسيحية؟
- روح المحبة موجودة بالفعل لأن هذه هى مسيحيتنا وإيماننا وحياتنا ولا يمكننا ككنيسة.. إلا أن نعيش المحبة ولا يمكن أن نخدم دون المحبة، ولا يمكن للناس أن تقتنع برسالتنا دون المحبة، ونحتاج باستمرار الى ترسيخ المحبة.. حقيقى أنه وارد جدا أن تحدث بعض الامور السلبية لكن المحبة كفيلة وقادرة بإزالة أى أمور سلبية.. فشمس المحبة قادرة أن تزيل أى غيوم.
وبهذه المناسبة اتذكر أثناء خدمتى فى بنى سويف رأيت نموذجا متجسدا للمحبة الحقيقية فى شخص المتنيح العظيم الانبا أثناسيوس مطران بنى سويف الذى كان نموذجا للعطاء ولخدمة مع كل الكنائس فى الإيبراشية، فقد سعدت جدا بتشريفه لحفل رسامتى قسا بالكنيسة الانجيلية، وايضا سعدت باشتراكه فى حفل زواجى وكان يحضر ايضا فى هذه الاحتفالات مجموعة من الآباء الكهنة، وكنا دائما نتزاور ونتشاور فى القضايا التى تشغل بال الايبارشية كشركاء فى خدمة حقل الرب، وبعد انتقالى للخدمة فى الاسكندرية ظلت العلاقة الطيبة تربطنى بالآباء الكهنة.

■ ماذا عن مجلس كنائس مصر؟
- أنا تشرفت بأن أكون من المؤسسين لمجلس كنائس مصر ونحن نصلى كثيرا ونشكر الله من أجله لانه يعمق الوحدة والترابط  والتعاون بين الكنائس، والحقيقة أود الاشادة من كل قلبى بالدور الريادى والمتميز لقداسة البابا تواضروس الثانى الذى يدعم المجلس بكل قوة فيعطى لكل الكنائس مساحة للعمل بمحبة حقيقية حتى إنه فى عضوية المجلس جعل اشتراك كل الكنائس متساوية فى نسبة الاعضاء، ولم يقبل أن تكون للكنيسة الأرثوذكسية عدد أكبر مشجعا بذلك كل الكنائس وأصغر كنيسة مثل أكبر، كنيسة وأرى فى ذلك لمسة محبة تقدير لكل الكنائس وأود الاشادة أيضا بالأب الدكتور القمص بيشوى حلمى أمين عام المجلس لنشاطه ودوره المتميز فى المجلس كشخص ناضج وقلب كبير وسوف يشعر المسيحيون  بدور ملموس لهذا المجلس كلما مرت الايام عليه، وترسخ وجوده وانتشرت فعاليته وتحققت أهدافه بالتدريج.

■ كيف ترى العدد الكبير من القنوات الفضائية المسيحية الحالية؟ هل يمثل تعددا أم تشتتا؟
- القنوات المسيحية الآن تمثل تنوعا وسر الثراء.. عصفور واحد لا يصنع ربيعا ولون واحد من الورد لا يشكل بستانا وآلة موسيقية واحدة لا تقدم لنا سيمفونية جميلة، هكذا القنوات المسيحية تقدم لنا تنوعا وثراء وتخاطب الجميع وتغطى الجميع وتغطى مساحة كبيرة من الاحتياج «وعظ وترانيم وقداسات» الكل يخدم لمجد المسيح.

■ ما أحلامك التى تتمنى تحقيقها خلال رئاستك لسنودس النيل الإنجيلى؟
- حلمى الخاص هو الانتهاء هذا العام من صياغة دستور الكنيسة الانجيلية الجديد، ولكن فى ضوء القرارات التى تم اتخاذها خلال السنوات الماضية ليواكب متغيرات العصر.. كما أتمنى فى هذا العام تغطية احتياجات الكنيسة من الخدام فى الداخل والخارج.. وأيضا زرع كنائس جديدة فى بلاد المهجر والمدن والاحياء الجديدة وتهيئة ظروف معيشية كريمة للخدام والمساهمة الفعالة مع باقى الكنائس فى مصر لاصدار قانون العبادة الموحد الخاص ببناء الكنائس والمشاركة الايجابية فى اصدار قانون الاحوال الشخصية.