السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آخر مبتكرات عصابات الإرهاب!! دورة تدريبية للدخول فى الإسلام




د.عبدالله النجار

تنظيمات الإرهاب السياسى أو بتعبير أصح العصابات التى ادثرت بعباءة الإسلام ومصطلحاته ابتكرت بدعًا ما أنزل الله بها من سلطان وفيها من الغرابة والعجب ما يدل على أننا نواجه وحوشا غير أليفة
تنظيمات الإرهاب السياسى فى العراق وغير العراق التى ابتلينا بها فى وقتنا الحاضر، وأضفت على قائدها أو رئيسها صفة الخليفة، بل ودعت جميع الناس وليس المسلمين وحدهم ـ إلى مبايعته، والاعتراف به، بل والانصياع لحكمه، وجعلت تلك البيعة هى صك حماية الحياة، فإما أن تبايع رئيسها ذا الأصل اليهودى، وأما أن يضرب عنقك بالسيف، ويفصل الرأس عن الجسد، ثم توضع على ظهر القتيل ويتم تصويره إلى غير ذلك من المفزعات التى ابتلينا بها وتنغص حياتنا صباح مساء.
هذه التنظيمات أو بتعبير أصح العصابات التى ادثرت بعباءة الإسلام ومصطلحاته ابتكرت بدعا ما أنزل الله بها من سلطان، وفيها من الغرابة والعجب ما يدل على أننا نواجه وحوشا غير أليفة لم يعهد ما فيها من الشرور والآثام  فيما يعرفه البشر عن أكثر المخلوقات أذى وشرا على ظهر الأرض، وكأننا نواجه مخلوقات عجيبة جاءت إلينا من الفضاء أو خارج نطاق كوكبنا الأرضى، ومن يدرى فلعل تلك المخلوقات الجديدة فى شرها والعنيفة فى أذاها هى نوع من العفاريت أو الجن الكافر الذى سلطه الله على عباده ليختبر به مدى قوة إيمانهم، وقدرتهم على مجابهة الفتن العجيبة التى ابتكروها للإفساد فى الأرض والتعدى على قيم الدين ومبادئ الإسلام، وإهدار جميع القيم فى الحياة، إن الشيطان ـ وهو رئيس الجن والعفاريت الكفرة ليخجل من نفسه حين يرى شياطين  الإنس ممن هم أقل منه خبرة ودراية وقدرة على التشكل والتخفى يتفوقون عليه فيما يدبره من المكائد، وما يغرى به على الفسق والإجرام والشرور، والتفوق فى تخريب البلاد وقتل العباد إلى هذا الحد المزعج الذى لم يشهد له البشر منذ أن خلقه الله مثيلا على ظهر الأرض.
لقد تواترت الأنباء بما انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن آخر ما تفتقت عنه القريحة الشيطانية لتلك العصابات التى تزعم أنها تقيم دولة الإسلام وأن زعيمها هو خليفة المسلمين الذى تجب بيعته ويتعين الخنوع له، ومنها أنهم قد وضعوا شروطا لمن يريد أن يدخل جنتهم الوارفة ويعد من المسلمين أمثالهم ومن تلك الشروط أن يحضر دورة تدريبية يتعلم منها مبادئ الإسلام وطقوسه وفقا لما يريدونه هم وليس كما يريد الله ورسوله، وقد جعلوا هذه الدورة شرطا رئيسيا لكل من عداهم حتى يكون مثلهم من المسلمين، وإلا فإنه لن يكون مسلما وسوف يستباح دمه وعرضه وماله.. ومن باب التشجيع على دخول الناس فى تلك الدورات، فإنهم قد أضفوا نوعا من العصمة على حياته إلى أن يجتاز مدة تلك الدورة بالقبول والرضا من تلك العصابات، وهذه المدة مدارها ثلاثة أشهر يتمتع الشخص فيها بحماية حياته وعرضه، فلا يقتل ولا يعتدى عليه فى بدنه بما يمس مواطن الحياء منه، وذلك وفقا لما يرغب فيه القادة فى ميادين القتال من الاستمتاع به، أو تركه لأنه لا يروق من يريد تلك المتعة القذرة ناهيك عن زوجته وبناته فإنهن يصبحن سبايا، رهن الإشارة للاستمتاع بهن، وأما أمواله وممتلكاته فإنها تصبح هباء، وملكا لمن فرضوا عليه هذا الذل، وفى نهاية تلك الدورة  العجيبة إن حاز على رضاهم نجا بجلده وأصبح مثلهم يتمتع بجميع الحقوق، وهو لن يصل لذلك إلا إذا وجدوا فيه قدرا من الشر والانحراف والعنف برقى لمستواهم فى تلك الصفات الفاجرة، وربما تظاهر بأنه أكثر منهم عنفا وأوفر منهم شرا، حتى يفوز بالرضا والثقة من أولئك الشياطين الفجرة.
وإذا أخفق فى نهاية الدورة أطيح بعنقه وجزت رأسه وفعل به مالا يفعل بالحيوانات الأليفة أو غير الأليفة وتصبح زوجته وبناته من سبايا النساء اللاتى يوزعن على من يريد الاستمتاع بهن من أعضاء تلك العصابات، ويقال إن المسئول عن سبى النساء قد اختار مائة امرأة من أجمل النساء فى منطقة من المناطق التى استولى عليها هؤلاء التتار الجدد وقام بإهدائهن إلى قادة الميادين لتكون السبية مادة للترفيه، كلما أراد ـ قاتله الله ـ أن يستمتع بها أو أن يرفه عن نفسه من مشقة الجرائم التى يقوم بتنفيذها فيما يسمونه ميدان الجهاد.
إن الدخول فى الإسلام لا يحتاج إلى دورة تدريبية أو غير تدريبية بل ولا يحتاج إلى تأهيل أو اختبار يستهدف صدق النوايا بل يكفى فيه أن ينطق الإنسان بالشهادة هذه الشهادة فى حد ذاتها كافية لدخوله الإسلام، والحكم عليه بأنه مسلم بل إن النطق بها يصم من يرميه بالكفر، بأنه هو الكافر، لأن من يكفر شخصا نطق بالشهادة لابد أن يكون هو الكافر، لأنه ينكر توحيد الله، ولا يعترف بالشهادة له بالوحدانية ولا لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرسالة.
ومن المعلوم شرعا أن من يطلب الدخول فى الإسلام إذا لم يكن معلوما أنه من المسلمين قبل ذلك، يجب أن يجاب إلى طلبه فورا ويلقن النطق بالشهادتين، وارجاء هذا الإجراء لأى سبب كان يعد إثما عظيما وتأخير دخول شخص فى الإسلام قدرا من الوقت حتى ولو بلغ لحظة، فإن تلك اللحظة قد تكون فارقة فى حياة هذا الإنسان، وقد تكون سببا فى نجاته وسعادته فى الآخرة، ذلك هو المقرر شرعا وهو المعلوم من دين الله، والمنقول عن أهل العلم الثقاة وفقا لما فهموه من مصادر شرع الله، ومن ثم تكون فكرة الدورة التدريبية هذه فكرة شيطانية خالصة وهى من ابتكار شيطان كافر أو مارد نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن همزات الشياطين وندرأ به ـ سبحانه ـ فى نحور أولئك المجرمين الضالين.