الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعوات للاقتداء بهما : السير على خطى «ريا وسكينة»فى مواجهة التحرش




تعد قصة «ريا وسكينة» تجسيدا لواحدة من أبشع الجرائم التى هزت مصر فى مطلع القرن التاسع عشر والتى أصابت سيدات المجتمع المصرى عموما والسكندرى خصوصا بحالة من الخوف.
وبدأت القصة فى نهاية عام 1919م وكانت الظروف التى تعيشها مصر مهيأة لتقوم السفاحتان بفعلتهما خصوصا فى ظل انشغال رجال الامن بالوضع الامنى فى مصر نتيجة لأحداث ثورة 1919م حيث قامت «ريا وسكينة» وبمساعدة زوجيهما باستدراج النساء وقتلهن بهدف الاستيلاء على مشغولاتهن الذهبية وبيعها، الى ان تمكنت قوات الامن بعد اكثر من عام من القبض عليهم وتقديمهم للمحكمة التى قررت اعدامهم وذلك فى يوم 21 مايو 1921 وبذلك اغلق التاريخ صفحاته على سلسلة من ابشع الجرائم التى ضربت اركان المجتمع المصرى.
وبالرغم من اتفاق الجميع على ان «ريا وسكينة» من اخطر السفاحين فى تاريخ مصر، الا ان نظرة بعض النساء من سكان الاسكندرية تغيرت تجاههما وبالاخص نساء «حى اللبان» بمنطقة «القبارى».. فالبعض يرى أن «ريا وسكينة» مثالا يحتذى به البعض فقام بعض السيدات بانشاء رابطة «محبى ريا وسكينة» على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» وذلك لتشجيع النساء من خلالها على التعامل مع ظروف الحياة الصعبة ومقاومة عمليات التحرش التى تحدث للمرأة فى الشارع ومساعدتها على مواجهة العنف الذى يواجهها يوميا واستمداد قوتها من «ريا وسكينة».
فبعض النساء يرى ان «ريا وسكينة» هما السيدتان الأجرأ والاقوى فى تاريخ مصر ومثال حى «للست السكندرية»، فيما رأى جانب اخر انهما معتادتا الاجرام ولا تستحقان ان يضرب بهما المثل لانهما من اخطر مجرمى اسكندرية.. فمن جانبها قالت «الحاجة حسنية» انها تعيش بمنطقة القبارى منذ ان كانت طفلة، ولكنها لم تعاصر هؤلاء المجرمين فكانت تسمع عنهم من اهالى المنطقة وانهم من اخطر مجرمى اسكندرية، ولكنها ترى انهم الأجرأ على مستوى العالم لانهم خلقوا داخل الناس الرعب والخوف منهم ولكنهم فى نفس الوقت استمدوا القوة والجرأة الشديدة لمواجهة التحديات وصعوبة الحياة.. واضافت انه خلال فترة سكنها «بحى اللبان» رأت قوة وصلابة المرأة السكندرية بعد زوال هذه العصابة، والتى تعد جرائمهم بمثابة مذبحة للنساء، وكانت منطقة «زنقة الستات» تمثل لهم المكان الامثل للايقاع بضحاياهم، لكن بعد التغييرات التى اصابت المجتمع السكندرى بدأت الناس تعرف جيدا ان هؤلاء من المستحيل ان يتكرروا ولكنهم اثروا فى المرأة السكندرية بشكل كبير، حيث اصبحت تتصدى لاى محاولات عنف ضدها، واعطاء درس للرجال بأن «الست السكندرية» هى الاجرأ والاقوى فى تاريخ مصر وان «ريا وسكينة» هما من استمدت المرأة السكندرية منهما الشجاعة والصبر على تقلبات الحياة الصعبة فى هذه المنطقة والتى تعد من اخطر المناطق بالاسكندرية.. ويعتقد الغرباء عن الحى بأن المنزل الذى شهد جرائم ريا وسكينة مسكون بالاشباح وهو ما ينفيه شيوخ وعجائز الحى ومن أشهرهم «الحاج مصطفى» رحمه الله أقدم خياط بالمنطقة، حيث قالت زوجته «الحاجة فهيمة 96 عاما» لقد ظل منزل ريا وسكينة مهجورا لوقت طويل ولم يجرؤ أحد على السكن فيه بعد أن انتشرت الشائعات المؤكدة بأنه مسكون بالأشباح، حتى كان منتصف الخمسينيات حين سكنه أحد الفتوات الذى أطلق الناس عليه اسم «محمود ابن ريا» لشهرته الواسعة فى الاجرام، وعدم قدرة الناس على مواجهته، فكان يدخل البيت ليلا ويبيت فيه وكنت أراه يخرج بقطع الرخام التى كانت تشكل أرضية المنزل ليبيعه، ونتيجة لذلك انهار المنزل عليه فى أحد الايام وقمنا باخراجه ونقله الى المستشفى الذى توفى فيه بعد الحادث بأيام قليلة، وتسترسل الحاجة فهيمة فى ذكرياتها: «وظل المنزل كومة من التراب كان الناس يطلقون عليها اسم «الخرابة» حتى أوائل الستينيات حيث تم بيع الأرض بمبلغ 60 جنيها وبنى محله منزل من خمسة أدوار وهو المنزل الذى يحمل رقم 5 فى شارع محمد يوسف فخر الذى كان اسمه فى الماضى «ماكوريس» .