الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عندما تكتب د.هدى: أبى جمال عبدالناصر!




منذ سنوات والدكتورة «هدى جمال عبدالناصر» مشغولة بتراث والدها الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» وقد بذلت جهداً رائعا وكبيراً تستحق عليه كل التحية والتقدير والاحترام بلا حدود!
إن ما فعلته «د.هدى» على مدى سنوات طويلة ما بين بحث وتنقيب فى الأرشيف والدهاليز أسفر عن أكثر من عشرة مجلدات ضخمة تضم كل تراث «عبدالناصر» أو معظمه وفى آخر كتبها جمعت كل الحوارات الصحفية التى أجريت معه تحت عنوان «عبدالناصر فى مواجهة الصحافة».
وما أكثر الكتب والدراسات والأبحاث التى صدرت عن الرئيس جمال عبدالناصر سواء بالعربية أو باللغات الأجنبية وفى مقدمتها بالطبع كتب ومؤلفات الاستاذ الكبير «محمد حسنين هيكل».
لكن يبقى كتاب واحد لم يصدر حتى الآن عن «جمال عبدالناصر» رغم مرور 44 عاما على رحيله فى 28 سبتمبر 1970 وليس أقدر من د.هدى نفسها على أن تروى فصول هذا الكتاب عن «عبدالناصر» رب الأسرة والوالد والإنسان وحياته يوما بعد يوم بعيدا عن هموم ومشاغل السياسة!
صحيح أن السيدة الفاضلة «تحية» زوجة الرئيس «عبدالناصر» صدر لها بعد سنوات من رحيلها كتابها «ذكريات معه» ورغم قيمته العالية وأهميته البالغة، لكن الواجب يقتضى أن تكتب «د.هدى» كتابا كاملا شاملا وقد سبق أن كتبت مقالا رائعا كان عنوانه على ما أذكر «أبى جمال عبدالناصر».
فى حواراتها الصحفية والتليفزيونية روت «د.هدى» بعض الذكريات.
روت بعضها فى حوار طويل أجراه معها الاستاذ الصحفى الكبير «محمود مراد» صدر فى مارس 1976، وكذلك الحوار الذى أجراه معها المذيع اللامع طارق حبيب الذى ضمنه برنامجه الرائع «ملفات ثورة يوليو».
وليس سراً أن «د.هدى» كانت تعمل بمكتب سكرتارية الرئيس حتى وفاته بمرتب ستة وثلاثين جنيها فى الشهر «المعلومة للاستاذ هيكل الذى يضيف مستكملا»: وبعد الرحيل عرض الرئيس أنور السادات على «هدى» أن تواصل عملها فى سكرتارية رئيس الجمهورية كما كانت مع أبيها، ولكنها أستأذنته أن يسمح لها بالعمل فى الأهرام، فبقاؤها فى الرئاسة أكثر مما تستطيع تحمله عاطفيا».
وتقول د.هدى عبدالناصر: عرفت أشياء كثيرة خلال عملى معه كسكرتيرة أدركت بيقين لماذا دهمه مرض السكر، ولماذا أصابته الأزمة فى القلب، كان كل الذين حوله يلقون عليه بالمسئولية، يشركونه فى كل كبيرة وصغيرة.
لا بأس أن تروى «د.هدى» المتاح مما رأته عن قرب وشاهدته ولمسته وقرأته! يكفى أن تروى حكايات وقصصا إنسانية بسيطة كانت شاهدة عليها سواء كابنة لجمال عبدالناصر أو موظفة فى مكتب سكرتارية الرئاسة!
لا عيب أن تروى لنا مشاهد عن «عبدالناصر» الجد بعد أن جاء الاحفاد ليملأوا حياته المتعبة بالسياسة ببعض لهو وبراءة الأطفال!!
لا مانع أن تحكى رأى عبدالناصر الحقيقى وغير المعلن فى صحافة مصر وما كان يكتب فيها قبل وبعد الثورة! وماذا كان رأيه فى نجوم ذلك الزمن نجوم الصحافة والفن والأدب!!
لقد قالت «هدى» فى اختصار بليغ عن «عبدالحكيم عامر» صديق العمر: لم أشاهد أبى حزينا على أحد مثل حزنه على المشير، كان حزنه صامتا، ولم نكن نتحدث معه إلا بالكاد واستمرت حالة الحزن الرهيبة، رحم الله أبى ورحم صديقه «عبدالحكيم عامر».
كل التحية والتقدير لجهدك الفذ فى تجميع تراث والدك زعيم مصر وابنها البار، وفى انتظار كتابك الجديد: «أبى جمال عبدالناصر».