الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى بحث مع عاهل الأردن سبل مكافحة الإرهاب.. والتقى كلينتون وكيسنجر وأولبرايت




كتب - أحمد امبابى  وحمادة الكحلى  وإلهام رفعت

فى  إطار مشاركته فى  فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يلقى  الرئيس عبد الفتاح السيسى  اليوم الثلاثاء كلمة أمام قمة المناخ التى  دعا إليها الأمين العام  للأمم المتحدة.
ويلقى  الرئيس الكلمة نيابة عن المجموعة العربية وتستغرق مدتها 5 دقائق، يعبر خلالها عن مطالب الدول النامية بتقديم الدعم الفنى  والمادى  لتطوير القدرات الصناعية والمعنوية من الدول الكبري، باعتبارها تتحمل المسئولية الأكبر عن ارتفاع معدلات التلوث، التى  تسببت فى تفاقم التغيرات المناخية التى  يواجهها كوكب الأرض.
وفى  مستهل نشاطه فى  نيويورك استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى  أمس الأول الملك عبد الله الثانى، عاهل المملكة العربية الأردنية الهاشمية، حيث بحث الجانبان الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولى  لمحاربة التطرف والإرهاب فى  المنطقة، من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على  البعدين الأمنى  والعسكري، ولكن تشمل أيضاً البعدين التنموى  والاجتماعي، وتضمن اجتثاث جذور الإرهاب، ومواجهة جميع التنظيمات الإرهابية فى  المنطقة.
وأكد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى  باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول استعراض الموقف فى  منطقة الشرق الأوسط، حيث  أكد الجانبان  أهمية الحفاظ على السلامة الإقليمية للعراق ووحدة شعبه، ودعم الحكومة العراقية الجديدة، والتأكيد على  أهمية أن تعكس كافة أطياف الشعب العراقي، بما يضمن استقرار العراق.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، شدد الجانبان على  ضرورة الحل السياسى  للأزمة السورية، بما يضمن وحدة التراب الوطنى  لسوريا وكذا وحدة شعبها، فضلاً عن بذل الجهود اللازمة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة فى  سوريا، أخذاً فى  الاعتبار التداعيات الإقليمية للأزمة السورية على  دول الجوار السوري، على  الصعيدين الأمنى  والاقتصادي.
وعلى  الصعيد الليبي، توافقت رؤى  الجانبين بشأن أهمية دعم المؤسسات الشرعية للدولة الليبية، لا سيما مجلس النواب المنتخب، والتوصل إلى  وقف لإطلاق النار، يعقبه حوار وطنى  شامل يضم كافة أطياف الشعب الليبي، بما يؤدى  إلى  التوصل إلى  حل سياسى  يهدف إلى  تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الليبي، فضلاً عن التأكيد على  عدم التدخل فى  الشأن الليبي، وكذا ضرورة التزم كافة الأطراف الخارجية بالامتناع عن تزويد الجماعات المتطرفة بالسلاح.
أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فقد أعرب العاهل الأردنى  عن تقديره للجهود التى  بذلتها مصر من أجل التوصل إلى  وقف لإطلاق النار، والتحضير لمؤتمر إعادة الإعمار فى  قطاع غزة، الذى  ستستضيفه مصر فى  12 أكتوبر المقبل، معولاً على  الدور المصرى  لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، بما يمهد لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى  والإسرائيلى.
من جانب آخر، اتفق الجانبان على  تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة، التى  تربط بين البلدين، فضلا عن تعميقها فى  كافة المجالات.
والتقى  الرئيس السيسي، عقب وصوله بان كى  مون سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك بحضور سامح شكرى  وزير الخارجية والسفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى  الأمم المتحدة بنيويورك.
وقال السفير علاء يوسف إن سكرتير عام الأمم المتحدة أعرب فى  بداية اللقاء عن تعازيه فى  ضحايا الحادث الإرهابى  الذى  وقع صباح أمس الأول فى  القاهرة، معرباً عن دعم الأمم المتحدة الكامل لمصر فى  المرحلة المقبلة، وكذا فى  جهودها لمكافحة الإرهاب.
كما حيا الأمين العام الجهود الدءوبة التى  تقوم بها مصر فى  منطقة الشرق الأوسط ولا سيما التوصل لوقف إطلاق النار فى  غزة وإقرار الهدنة، معرباً عن أمله فى  أن يتم تثبيت هذا الاتفاق بحيث يصبح مستقراً ومستداماً، ومنوهاً إلى  ضرورة وجود آليات للمراقبة والتحقق تضمن عدم خرق هذا الاتفاق، وأضاف بان كى  مون أنه يعتزم المشاركة فى  المؤتمر الاقتصادى  لإعادة إعمار غزة، الذى  ستستضيفه مصر فى  الثانى  عشر من أكتوبر المقبل.
ومن جانبه استعرض الرئيس التطورات المختلفة فى  المنطقة، منوهاً إلى  تصاعد قوى  الإرهاب والتطرف، وموضحاً ان استمرار القضية الفلسطينية دون حل على  مدار عقود طويلة وفر بيئة خصبة ومناخاً مواتياً لهذه القوى، مستعرضاً الجهود التى  تبذلها مصر لتثبيت الهدنة بين الفسلطينيين والإسرائيليين تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين.
 وفى الشأن الليبى ذكر السكرتير  العام أنه سيرأس اجتماعا دوليا بشأن ليبيا يشارك فيه عدد كبير من الدول مشددا على أهمية استعادة الاستقرار السياسى والاستتباب الأمنى فى ليبيا كما حذر من خطورة الأوضاع على منطقة الشرق الأوسط بأسرها مستفسرا عن رؤية مصر لتسوية الأزمة الليبية.
 أوضح الرئيس أن مصر تؤكد ضرورة دعم البرلمان الليبى وكذا جهود دول الجوار المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسى فى ليبيا منوها إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى لاجتثاث جذور التطرف فضلا عن وقف توريد السلاح إلى الجماعات المتطرفة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى الليبى كما أولى سيادته أهمية لتصويب الخطاب الدينى مشددا على مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعدين العسكرى والأمنى ولكن تمتد لتشمل الجوانب التنموية والاجتماعية.
 وذكر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس قام خلال الاجتماع بتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى السكرتير العام عند تناول الشأن الداخلى المصرى خاصة فيما يتعلق بالنظام القضائى وتأكيد استقلاليته التامة طبقا لمبدأ الفصل بين السلطات وتوافر جميع الضمانات القانونية للمتهمين، فضلا عما يكفله الدستور المصرى من حقوق وحريات أساسية.
 كما التقى الرئيس مجموعة من المفكرين والأكاديميين والأمريكيين والسياسيين السابقين بينهم هنرى كسينجر مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق ومادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة وستيفن هادلى مستشار الأمن القومى للرئيس السابق جورج بوش وبرنت سكروفت مستشار الأمن القومى فى عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب.
 والتقى السيسى رئيس الولايات المتحدة الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والمحتمل ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة.
 واقتصاديا التقى الرئيس أمس أعضاء بورصة شيكاغو حيث بحث معهم انشاء فرع لبورصة سلعية فى مصر كما التقى مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين المهتمين بالحبوب ودار نقاش معهم حول تخزين الحبوب فى مصر لتكون مخزناً عالمياً.
كما أكد السفير علاء يوسف أن جدول أعمال الرئيس أثناء الزيارة يتضمن التعرف على أوضاع الجالية المصرية فى نيويورك حيث سيعقد لقاء مع نخبة من قيادات وأعضاء الجالية.
 جدير بالذكر أن الرئيس السيسى سيلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح غد الأربعاء لمدة 15 دقيقة يستعرض فيها آخر التطورات التى حدثت فى مصر سياسيا واقتصاديا وامنيا كما يستعرض خلالها ما انجزته مصر خلال المائة يوم الاولى من حكمه.
 يأتى ذلك فيما طالب كريم كمال الباحث فى الشأن السياسى والقبطى ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن كل المصريين المقيمين فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى نيويورك والتواجد أثناء كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام الأمم المتحدة للوقوف خلف الرئيس واعلان التأييد له فى جميع خطواته على المستويين السياسى والاقتصادى ومحاربة الإرهاب ولتفويت الفرصة على الجماعة الإرهابية وانصارها من أى تحرك مشبوه ضد مصر.
وفى سياق متصل اهتمت الصحف العالمية بزيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة الأمريكية قائلة إنها زيارة مهمة ليس فقط بالنسبة لمصر وإنما للعديد من قضايا الشرق  الأوسط.
وتوقعت صحيفة الجارديان البريطانية أن تأخذ ظاهرة الإرهاب والتطرف جانباً كبيراً من كلمة السيسى حيث يشدد فيها على ضرورة عدم اختزال الظاهرة فى مواجهة تنظيم بعينه أو منطقة محددة من العالم، ولفتت إلى البيان الذى أصدرته الجالية المصرية فى نيويورك بأظهار فرحتهم بزيارة السيسى والترحيب به، وأدان البيان ما وصفه بالمخطط الخبيث لإفساد فرحة المصريين بهذه المناسبة.
كما اهتمت الصحف الإسرائيلية بمقابلة الرئيس مع وكالة «الاسوشيتد برس» التى شدد فيها على ضرورة مكافحة الإرهاب فى العالم كله وليس فى العراق وسوريا فقط، قائلة إن السيسى حاول تبرئة نفسه للعالم، عن طريق التأكيد أن الإرهابيين هم الذين يؤججون الحروب ويسفكون الدماء فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وأشار صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى أن السيسى واجه انتقادات دولية واسعة العام الماضى، بسبب حملته على الإخوان المسلمين، ولكن فى مقابلته الأولى مع وسائل الإعلام الأجنبية منذ توليه منصبه فى يونيو أصر السيسى على أن جميع تصرفاته كانت لمكافحة التشدد وإنقاذ البلاد من الحروب الأهلية.
ومن جانبها قالت صحيفة «جلوب أند ميل» الكندية إن السيسى يسعى إلى تقديم نفسه ومصر بأنهما فى «طليعة» مواجهة التشدد والتطرف، والتى كانت الخطوة التى سببت انتقادات دولية وأدت إلى تدهور العلاقات مع أمريكا والتى كانت تعد حليفاً رئيسياً لمصر.
وأضافت الصحيفة الكندية أن المصريين أدركوا خطر «الإسلام السياسى» وأنه لو لم يتصرف حينها كان العالم العربى سيواجه «حرباً أهلية» وسفك الدماء مثلما يحدث الآن فى العراق وسوريا.
وفى سياق متصل قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية: إن وزير الدفاع الأمريكى «تشاك هيجل» اتصل بنظيره المصرى صدقى صبحى، لتأكيد عزم الولايات المتحدة لتقديم 10 مروحيات أباتشى لمصر لدعم جهود القاهرة لمكافحة الإرهاب، قائلة إنها محاولة لتلطيف الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة قبل سفر السيسى.
وأشارت صحيفة «صنداى تليجراف» إلى أن التطرف الإسلامى مشكلة كبيرة فى الشرق الأوسط، منذ فترة طويلة وتحولت الآن من كبرى الأزمات التى يواجهها العالم، فلابد أن تتعاون الشعوب لوقف هذا السرطان بكل أشكاله متوقعة أن يتمحور لقاء السيسى فى الأمم المتحدة حول هذه النقطة.