الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عيد الأضحى.. ذبح ولحم وشواء




يستعد المصريون مع اقتراب عيد الأضحى لاقتناء أدوات الذبح الشواء، ويكثر الاقبال على المحلات التى تشتهر بحرفة سن السكاكين والسواطير وأدوات الطهى والشواء، وفى خلال أسبوع واحد وحتى نهاية اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك ينفق المصريون على السكاكين والسواطير وأدوات الذبح ضعف ما ينفقونه على مدار السنة كلها ابتهاجا بالعيد وبغرض تنفيذ السنة النبوية فى ذبح الأضاحى، وكعادتهم مع كل عام يشترون الأضحية والسكين معا الى جانب أدوات الشواء والسلخ، وتعتبرالسكين من اهم الادوات الحادة التى يستخدمها المضحى فى ذبح أضحيته وسلخ جلدها، لراحة الذبيحة، كما فى الحديث الذى ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».
وعن استعداد اصحاب المحلات والمصريين لاقتناء ادوات الذبح والشواء:
يقول «عمر فتحى» التلميذ بالصف الثانى الابتدائى ان الذبح يعنى أورمة وساطور للتقطيع ونخلص بسرعة، ولابد من توافر السكاكيين قبلها بأكثر من يوم وبنجيبها من السيدة لانهم اكثر محلات بتبيع سكاكين حادة ومسنونة، ولو فى اكياس بنشتريها ونبدأ فى الاعداد علشان كل حاجة تكون جاهزة اول يوم ومفيش اى تأخير يحصل وبابا يخلص الدبح بسرعة.
وتتابع الحاجة «أم محمد»، قبل العيد بكام اسبوع بنزل الحسين وبشترى كل لوازم التقطيع والذبح ولو فى ادوات من السنة اللى فاتت باخدها معايا علشان اسنها واوفر من انى اشترى ادوات جديدة، حيث تقول: ابنى الكبير هو الذى يقوم بتقسيم الأضحية، وهو مش صبور، علشان كده لابد من وجود أدوات جاهزة تسهل عليه الأمر، وهو كمان يقوم بتقطيع نصيب الأسرة قطعا صغيرة للاستهلاك اليومى.
«دلو كبير أو أكثر» من أهم الأدوات التى يجب استقبال العيد الكبير بها، هكذا تستعد سهير جمال حيث تقول إن هذه الأداة هى أول ما يسأل عنه الجزار ليضع فيه الذبيحة عندما يقوم بتقسيمها بين المشتركين أو يضع فيه الخروف بعد توضيبه.
ويقول «محمد سيد» سنان أسلحة: أعمل بهذه المهنة منذ 10 سنوات، من سن السكاكين والسواطير القديمة وبيع السكاكين الجاهزة ومستلزمات الشواء من شوايات وأورم تقطيع اللحوم، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك يزداد العمل ليصبح العمل على مدار ساعات اليوم الـ24 ساعة، خلال يوم الوقفة وأول وثانى أيام عيد الأضحى، حيث يحرص الجزارون والمواطنون بالمنازل على سن السكاكين والسواطير لذبح وتقطيع اللحوم ابتهاجا بالعيد وتجهيزها للطهى، وتستعد المحلات لتوفير اكبر عدد من السكاكيين سواء للذبح او للاستعمال المنزلى.
ويضيف «عم ابراهيم» صاحب محل شوايات وأدوات ذبح، تختلف أنواع الأسلحة بحسب استخدامها، فهناك ما يختص للذبح، وما يستخدم للسلخ، وما يستخدم لـتشفية اللحم عن العظم، وهناك ما يستخدم أيضا لتكسير العظم، وتختلف أسلحة الجزار عن سكاكين المنزل العادية، حيث إن استخدام الجزارين لهذه الأسلحة يومى ويعتمد عليها بشكل دائم، لذلك تكون مختلفة من حيث الحجم والخامة، فلابد أن تعتمد على خامة أمتن لكثرة استخدامها فى الذبح والتقطيع وتكون معظم هذه الاسلحة مصرية، اما الاستعمال المنزلى فيكون معظمه مستورد لانه لايحتاج لنفس المتانة التى يحتاجها الجزار.
ويقول «الحاج سيد» ان المصريين مختلفون فى اذواقهم فهناك البعض الذى يهوى شواء اللحوم بالمنزل فى وسط لمة العائلة، لذلك يزداد بيع الشوايات والأورم لتقطيع اللحوم عليها عملا بمبدأ «الشىء لزوم الشىء»، وتختلف من حيث الحجم والخامة على حسب طلب العميل، فهناك الشوايات الكبيرة والصغيرة والتى تصنع من الصاج والأسياخ التى تستخدم فى عملية الشواء، وهناك الأورم الخشبية ذات الأرجل والعادية كل على حسب ذوق الزبون وطلبه، ولكن كل هذا يكون متوافرا داخل المحل وبأسعار متفاوتة تناسب دخل الزبون.
وتابع «محمد الحسين» تعد المعايير العالمية فى استخدام السكين فى التقطيع، سواء للمطابخ أو المسالخ، ألا يكون مقبض السكين خشبيا لأن الخشب مع الاستخدام المتكرر يساعد فى نقل البكتيريا، كما تضم المعايير العالمية أن تكون غير قابلة للصدأ، وأيضا أن تكون آمنة للمستخدم.
وحذر من بعض السكاكين التى تباع فى بعض المحال التجارية والتى تعانى من رداءة فى الصنع والمواد المستخدمة بها التى تساعد على حدوث صدأ ملوث مع الاستخدام المتكرر، ويتم نقله مع الطعام أثناء التقطيع، ونصح باستخدام القفاز الجديد الذى يمنع وصول السكين أثناء التقطيع لليد بعد حوادث الطوارئ التى تحصل أثناء العيد.
وقال «رمضان احمد» إن عيد الأضحى يعتبر العيد الأهم لدينا، منذ دخول عشر ذى الحجة نتجهز فى اختيار الأضاحى، ومن ثم نذهب لشراء أدوات الذبح والسلخ من المحال التى تباع فيها، مضيفا نستخدم النوع الأجود بغض النظر عن السعر، كما أن عادات بعض المصريين مع كل عيد أضحى مبارك أن يذبحوا الأضحية فى المنازل ليعودوا أطفالهم عليها، مما يعتبر جزءا مهما فى احتفالية العيد، فمنهم من يجهز أدوات الشواء، والآخر يشعل النار، ويشاركون العائلة الاحتفالية معهم، واهم الادوات التى يحرص المصريون على اقتنائها: الساطور، فحم، شواية، ميزان، سكاكين، أكياس بلاستيك، أورمة، تلك الأدوات لابد من تجهيزها فى كل بيت استقبالا للعيد الكبير، حيث يقوم معظم البيوت بشراء أو استعارة تلك الأدوات من بعضهم البعض حتى تسهل عملية تقطيع وتوزيع لحوم الأضاحى.
وتضيف «راوية بسيونى»: أهم حاجة فى العيد الكبير أن أقوم بسن سكاكينى الصغيرة والكبيرة وأعتبرها فرصة من العام للعام أحافظ بها على السكاكين حامية وتقطع بسرعة، واعتبر هذه العادة مهمة جدا حتى لا أرهق عند تقطيع اللحوم، وافضل السكاكين المستوردة لان سعرها كويس وكمان جودتها عالية على عكس السكاكين المصرية بتكون غالية على الفاضى.
وتقول «نوال سليمان» أقوم بشراء الفحم لزوم الشواء وأيضا الأكياس البلاستيكية لتوزيع اللحم، أما الميزان والتأكد من أنه يعمل بكفاءة فهى مهمة محمد رضوان، حيث يشير إلى أنه يفضل التوزيع المتساوى للأضحية، ثلث لبيته وثلث للأهل والأصدقاء ويستخرج كهدايا والثلث الأخير يكون للفقراء والمساكين ويستخرج للصدقات، لذلك لا بد من الميزان حتى تكون الأوزان متساوية.
وتجلس المعلمة «أم محمد» أمام محلها الكبير وتحيطها السكاكين والسواطير من كل جانب لتقول بابتسامة تملؤها الحزن فين أيام زمان والاحتفال بالعيد، ورثت هذا المحل من والدى، ومنذ 30 عاما لم يمر عيد أضحى أسوأ مما نرى هذا العام، بنشحت الزبون لكى يشترى شواية أو سكاكين للذبح، مضيفة أن السوق تعانى من ركود كبير، مرجحة أسبابه بحالة الخوف المسيطرة على المواطنين، فيسمعون كل يوم انفجار قنبلة فى مكان مختلف، فضلا عن أن حكم الإخوان خرب البلد، وبدلا من تطبيق الشريعة والدين الإسلامى قتلوا الناس وسرقوهم، ومن ثم الحالة الاقتصادية ساءت بشكل مضاعف عما كانت عليه أيام مبارك، وفقد الكثيرون أعمالهم.
أما عن أسعار أدوات الذبح، فقالت السواطير يتراوح سعرها حسب الحجم فتبدأ بـ15 جنيها إلى 60 جنيها، أما شوايات اللحوم وتبدأ من 10 جنيهات للشواية الصغيرة إلى 130، مشيرة إلى أن الإقبال على شوايات الفحم أصبح نادرا جدا بعد ظهور شوايات الكهرباء، لأنها رخيصة وعملية ولا ينتج عنها أدخنة.
ويضيف «على عبد الفتاح» عامل بورشة سن السكاكين وصناعة الأورمة: إن الجزارين قبل عيد الأضحى يحضرون عدة شغلهم المكونة من السواطير والسكاكين الكبيرة والصغيرة، التى تختلف فى أنواعها ما بين سكين للذبح وأخرى لفصل الجلد عن العظم، وأخرى لصناعة البوفتيك، وبما انه لا يوجد أشهى وألذ من اللحمة المشوية، فكان ضروريا التعرف على الفحم، وتستطيع أن تصل لمحلات الفحم بمنتهى السهولة حيث السواد يغطى أرضية الشارع وواجهة المحل وملابس البائع، ويقول محمد شيشة صاحب محل فحم بالسيدة زينب إن أفضل أنواع فحم الشواء يكون من خشب أشجار الموالح، وفحم الجازورينا والصنط، وأسعار الكيلو تتراوح بين 3 و5 جنيهات مشيرا إلى أن أجود أنواع الفحم تأتى من الشرقية والمنوفية والقليوبية، وفحم سريع الاشتعال للشوى دون إضافة بنزين أو جاز عليه، فضلا عن استمراره مشتعلا اكبر وقت ممكن.