الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تخلى الشباب فكريًا عن ذوى الخبرة




كتبت – هاجر كمال وداليا سمير

اصبح بإمكان الشباب الحصول على المعلومات بشكل سريع واكثر دقة، مما ادى الى نوع من الاستقلال عن اهل الخبرة الذين كانوا المصدر الوحيد للمعلومة الصحيحة قبل ان تظهر وسائل الاتصال الحديثة ، ولكن قد تشكل طريقة الحصول على المعلومة بشكل فردى من الانترنت خطورة على الشباب لانها قد تكون مغلوطة وغير صحيحة، وخاصة اننا نعيش فى مجتمع تفرض عاداته وتقاليده على الفتيات والشباب أن يبقوا فى بيوت أسرهم مع اعتراف منقوص بحقهم فى الخصوصية أو اتخاذ قرارات تتعلق بالعمل والدراسة أو حتى اختيار شريك الحياة، ويتطلع هؤلاء إلى الاعتراف بهم ككيانات مستقلة تملك أمرها وتستطيع صناعة مستقبل خاص، قد لا يتفق بالضرورة مع تصورات الأهل وخططهم المسبقة.
عن سبب ابتعاد الشباب عن اهل الخبرة؟ ومدى صحة المعلومات من على الانترنت؟، وتفاعل الشباب مع وسائل الاتصال بشكل ايجابى.. يروى الشباب تجاربهم فى الاستقلال.


«الثورة جعلت الشباب اكثر ثقة فى نفسه»
قال اسلام سيد24  سنة، إنه بعد اندلاع ثورات الشوارع وإعطاء أهمية لكلمة الشباب التى كانت مهملة من قبل أصبح رأى الشاب الآن سيف على رقبة الأراء الأخرى حتى ذوى الخبرة، والأن أصبح الشارع الإعلامى ضمن المناظرات الإعلامية نرى فيه الكثير من التهجمات فى الرأى مابين المتمثل فى التيار الشبابى ورجل يقارب عمره عمر والده ويمكن أن يوصل اللقاء بالسب والقذف وهذا إن دل يدل على أن الشباب أصبح فى انفتاح ضار جدا بآرائه ويريد أن يفرض رأيه بالقوة، فالشباب لكى يعطوا رأى صائب يجب أن يتعلموا  الاحترام، والعزله الاجتماعية ناتجه عن أشياء كثيرة منها الفراغ وهو متمثل فى فراغ وقتى أو عاطفى منها بطالة، فالبعض يلجأ للانترنت ومنها مواقع التواصل الاجتماعى للفراغ العاطفى أو الوقتى لاقامة العلاقات ، يمكن لتكوين صدقات، يمكن لعمل صفاقات فالعزلة الاجتماعية أصبحت فى مجتمعنا الحالى سببًا فى اللجوء للانترنت و أننا أصبحنا فى موضع تكاسل رهيب يعيشه الكبار والصغار ، هذا بالاضافة إلى توافر كميه معلوماتيه غزيرة جدا بهذه الشبكه العنكبوتيه منها المغلوطة ومنها الصائبة حيث نجد مثلا فى مجال الطب الكثير من الأطباء يوجد مواقع وصفحات تواصل اجتماعى للتواصل ووضع الاستشارات عليه ويوجد الآلاف ينقلون هذه المعلومات دون الرجوع إلى المصدر أو دون البحث عن مدى صحتها، وذلك يضع الملايين فى حالة ارتباك وفى حالة شائعات ما بين الصح والخطأ ويمكن قياس كل هذا فى مجالات عدة مثل الفن الرياضة السياسة وغيرها وهذا ما يميز العالم العربى الذى يعيش جو مليئًا بالشائعات الخاطئه والصائبة.
«نسعى لتقليل الفجوة بيننا وبين اهل الخبرة»
وأضافت «ضحى أحمد» 27 سنة،: إن الشباب فى الوقت الحالى  معتقد أن الزمن غير الزمن والجيل غير الجيل، وبالتالى الكبار لن يقدروا على فهم  وجهة نظرهم ولا كيفية تفكيرهم فى بعض الأمور، فى حين أنهم لم تكن لديهم خبرة ولا تجارب مروا بها زى اللى مرت بها الناس الكبيرة فمن المفترض أن نسعى فى محاولة تقليل الفجوة التى أصبحت موجودة بين الأجيال بحيث أن يبقى لهم رأيهم المستقل ولكن بالاستعانة بخبرة الكبار.
«ذوى الخبرة يعملون على تهميش الشباب»
ومن جانبها أوضحت «نهى وجيه»28 سنة ، أن الأزمة الأساسية متمثلة فى أن أهل الخبرة فى كل الأوقات يحاولون أن يهمشوا من دور الشباب فى كل شيء وناظرين لهم على أنهم جيل تافه، ولذلك قرر الشباب الابتعاد عن أهل الخبرة.
«نريد تكوين رأى مستقل مبنى على البحث الذاتى»  
وأيدها «عمرو سليم « 21 سنة،  أن كل شاب يريد أن يعمل لنفسه قيمة وشخصية على حساب أهل الخبرة وفى بعض الأحيان يكون ذلك الرأى خاطئًا، ولكن بالنسبة لبعض الشباب أنه يقنع نفسه بأنه صاحب رأى وأن رأيه هو الصحيح والصواب، فى حين أن بعض الأهل قد يكون هم السبب الرئيسى للجوء الشباب للتعامل مع صفحات التواصل الاجتماعى والبحث على من يفهمهم وشعورهم المؤقت بالارتياح لهم وقد يؤدى هذا اللجوء إلى الوقوع فى الخطأ.
«رسولنا أوصانا بالاستشارة»            
و أوضح «على أحمد» 20 سنة،  أنه لايجوز الابتعاد عن أهل الخبرة لأن النبى صلى الله عليه وسلم  قال: رأيكم شورى بينكم وأوصانا بالمشورة من أهل الرأي، فلذلك تجب الاستعانة بأهل الخبرة لأنه قد تقابلنا بعض المشاكل فى أغلب الأوقات وتكون لأول مرة فى حياتنا لذا يجب اللجوء لهم لتجنب تلك المشاكل والابتعاد عنها، واستمرار الشباب على الاستقلال بآرائهم سيعرضهم لفقد التواصل بين جيلين من المفترض أنهم سيعيدون بناء مصر فى الفترة الحالية ، مشيراً إلى أنه لن تؤثر معلومات الإنترنت على معلومات أهل الرأى والخبرة وذلك لأن الإحساس الصادر من الإنترنت لن يكن صادقاً مثل أهل الخبرة عندما تسمع منهم.
«آراء ذوى الخبرة لاتتناسب مع حياتنا الحالية»
وأضافت «مروة محمود»19سنة،: إنه بالرغم من احتياجنا الشديد لأهل الخبرة والرأى وكبار السن إلا أنه فى بعض الأحيان قد تكون الآراء غير مناسبة فى عصرنا الحالي، وبالتأكيد نحتاج لمشاركة أهل الخبرة لكن يجب أن يكون أهل الخبرة كل منه فى مجاله.
 «أفضل الاستقلال المادى عن المعنوى»
بدأ عاصم عبدالله،30سنة، قول إنه يفتقد الوقت الذى يجلس فية مع كبار السن فى عائلته ويجد ان هناك فارقًا كبيرًا فى التفكيروتبادل الخبارت لذا انتهز أول فرصة للاستقلال فبمجرد حصوله على فرصة عمل تمكنه من الاستقلال المادى، ترك البيت إلى شقة منفصلة تملكها الأسرة وكانت الحجة المناسبة التى تجعلهم يتقبلون أمر انفصاله عنهم أن الشقة التى انتقل إليها أقرب إلى عمله وتجاوز مرحلة الاستقلال المعنوى ليصبح مستقلًا عنهم ماديا، ووافق والداه بينما اتهمه إخوته بالأنانية والهروب، إلا أن عاصم كان يعتبر الاستقلال خطوته الأولى فى طريق تحقيق الذات.
«الاستقلال مرحلة طبيعية وتطور مطلوب»
وتقول «رنا عمرو» 30سنة، إنه لابد من الاستقلال فكريا عن الاهل ولكن هذا لايمنع أن نستمد الخبرة من اهلها فالأسهل إنى أبعد وأشوفهم بزاوية أوسع وأفتقدهم ويفتقدوننى فكرة الاستقلال عن الأهل حتمية ويرى ضرورة تطبيقها بشكل تلقائى بمجرد أن ينتهى الشاب من دراسته ويجد فرصة عمل مناسبة، لينفصل عن الأهل متخذاً مسكناً منفصلاً معتمداً على نفسه فى كل أمور الحياة لو خايفين على الشباب من الانحراف، كتير بينحرفوا وهما فى بيت أهاليهم كما لا يجد حرجًا فى استقلال الفتيات، مؤكداً أنه يفضل الارتباط بفتاة مستقلة معتمدة على نفسها.
«لابد من تحمل مسئولية الاستقلال الفكرى وعقباتة»
«مروة سعيد»32سنة، مش كل الناس يقدروا يستقلوا وأنا أرجل من أى شاب عايش فى بيت أمه، الاستقلال هو حرية لابد أن يلازمها قدر كبير من المسئولية، أما الهروب من المشاكل فتعتبره ضعفا لم تفكر مروة يوما قبل بلوغها سن الـ٢٨ فى الاستقلال عن الأهل إلا أن عملها كمديرة للعلاقات العامة فى بعض فنادق الغردقة وشرم الشيخ فرض عليها الابتعاد عن الأهل لفترات طويلة ذاقت خلالها متعة أن تتحمل مسئولية نفسها.