الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الفلاحون يروون المحاصيل باستخدام الصرف الصحى




الغربية - محمد جبر


تبعد قرية «مشلة» نحو 25 كيلومترا عن مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، وتعد تلك القرية الثامنة على مستوى العالم من ناحية التلوث، وخلال الشهرين الماضيين فقط تم تسجيل خمس حالات إصابة بمرض السرطان، توفى منهم حالتان خلال 10 أيام، وعلى مدار 3 سنوات سجلت 28 حالة من بينهم 9 أطفال.
يقول أحد الأهالى ويدعى ياسر المسيرى أصيب نجله بمرض السرطان فى الدم: «ماعندناش أى حاجة لها علاقة بالحكومة» فأهالى «مشلة» يعيشون دون مياه شرب أو صرف صحى أو وحدة صحية تقدم العلاج لأبناء القرية التى قامت أمراض البلهاريسيا والفشل الكلوى والسرطان بنهش أجسادهم بسبب تلوث المياه ورى الفلاحين للأراضى الزراعية بمياه الصرف والمجارى ونعانى بشدة من التعامل مع الأمراض التى تصيب الأهالى.
وأضاف «المسيرى» أن القرية سجلت خلال الـ3 سنوات الماضية إصابة 28 حالة مصابة بالسرطان منهم 5 فى شهرين، وشهدت القرية 3 وفيات من الـ28 حالة منهم حالتان فى الـ10 أيام الماضية، لافتا إلى أن أهالى القرية لجأوا إلى المياه الجوفية بانشاء طرمبات ارتوازية وتحليل المياه تبين أنها مليئة بعناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز مما يصيب الأهالى بالفشل الكبدى والسرطان، أمراض مزمنة أخرى ماتوا على إثرها، وأن هذه العناصر تم تسريبها للمياه الجوفية الموجودة بباطن القرية من خلال مصرف القرية والترنشات المحفورة أسفل المنازل والتى يستخدمها المواطنون كمكان لتجمع مياه الصرف الصحى به ثم نقلها أسبوعيا بواسطة عربيات الكسح والتى بدورها تلقيها فى المصرف والذى يستخدم مياه الفلاحين فى رى محاصيلهم الزراعية مما يسفر فى النهاية عن إصابة الأطعمة وسرطنتها.
وأوضح «المسيرى»، أن إصابة نجله بهذا المرض الخبيث أصابة بحالة من الارتباك والصدمة بسبب عدم توقعه لذلك كون ان نجله لم يتعرض لأى أشياء أو أعراض من شأنها إصابته بهذا المرض الخبيث، وأن اكتشاف المرض جاء عن طريق الصدفة بعد أن أصيب بسخونية وفقدانه للطعام فتوجه به للطبيب والذى طلب عمل تحاليل طبية له، ليخبره فيما بعد أن نجله مصاب بسرطان فى الدم، وتم تحويله لمستشفى 57357 والتى قامت بدورها باستقباله وبدء مراحل العلاج.
وأضاف «المسيرى»: أنه اكتشف أن نجله ليس الحالة الوحيدة المصابة فى القرية حيث تبين له أن هناك أكثر من 25 حالة تعالج وهناك 3 حالات توفيت بسبب المرض، مما دفعه للبحث عن الأسباب وقيامه بتحرير محضر ضد وكيل وزارة الصحة بالغربية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى يحمل رقم 53 أحوال مركز كفرالزيات يتهم فيه الصحة وشركة مياه الشرب بانها السبب فى إصابة نجله وعدد كبير من اهالى القرية بمرض السرطان وذلك بسبب تلوث مياه الشرب وإختلاطها بالمخلفات الصناعية إلى جانب ان مواسير المياه فى القرية محرمة دوليا ورغم ذلك تم وضعها عام 2004 ولم تغير حتى الآن، ما عرض الأهالى للإصابة بأمراض الفشل الكلوى والسرطان مطالباً فى بلاغه بتشكيل لجنة من كلية العلوم والطب ومعهد الأورام ونزولها القرية لتحليل المياه ومعرفة اسباب انتشار المرض فى القرية كما تقدم ببلاغ مماثل للمحامى العام لنيابات غرب طنطا ضد وزراء الصحة والإسكان والرى.
ويشير السيد فروح من أهالى القرية، أن تعداد سكان القرية نحو 20 ألف نسمة، ومع ذلك بدون محطة صرف صحى تنقل مخالفاتها من خلالها، مما يجعل الأهالى يلقونها فى المصارف المجاورة وفيما بعد يستخدمون مياه هذه المصارف فى رى محاصيلهم الزراعية وبالتالى تحدث للمحاصيل سرطنة تصيب الإنسان عقب تناوله لها، مطالبا المسئولين بالتحرك لانقاذ هذه القرية من مشاكلها والبدء فى مشروع الصرف الصحى خاصة أن الأهالى تبرعوا لهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بقطعة أرض للبناء عليها محطة صرف لكن للأسف لم يتم البدء فيها حتى الآن، مضيفا أنه تم أخذ عينة مياه وتحليلها فتبين أنها غير صالحة للاستهلاك الادمى وبها شوائب ومخلفات كيماوية تصيب بالفشل والسرطان والأمراض الأخرى المزمنة.  
من ناحية أخرى وسط حالة من الحزن واليأس قال الطفل محمد السيد محسن البالغ من العمر 12 سنة، مصاب بالسرطان وتم اسئصال عينه اليسرى، أنه لم يسلم جسده من مرض السرطان، والذى تسبب لها فى عدة أعراض، أخطرها استئصال عينه اليسرى وهو ماجعله يعيش حالة من اليأس الشديد خاصة بعد معايرة الأطفال من زملائه بأنه صاحب العين الزجاجية.
يذكر أنه فى لافتة إنسانية تبرع تلاميذ وطلاب مدرسة مشلة الابتدائية بمبلغ 2000 جنيه لصالح مستشفى 57357 لسرطان الأطفال تضامنا مع زميلهم أحمد ياسر المسيرى المصاب بالسرطان.