السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأقليات تواجه خطر الإقصاء والعنف




التكفير والتقييد، والتهجير والتهميش مخاوف تعيشها الأقليات بعد فوز د. محمد مرسى برئاسة مصر، تنوعت المخاوف ما بين دينية وفكرية، وازداد الامر سوءا بعد الحديث عن إلزام الرئيس الجديد بتطبيق الشريعة الاسلامية، فالاحاديث لا تتوقف بين جميع فئات المجتمع حول فرض النقاب او التضييق على غير المحجبات وتقييد حرية الإبداع ورغم ان الرئيس لم يتول الرئاسة بعد الا ان المخاوف تتزايد فهل ينجح د.مرسى فى تبديد شبح الدول الاخوانية؟
فى البداية توضح امانى الوشاح، المتحدثة باسم امازيغ مصر، أن الامازيغ الذين يبلغ عددهم قرابة 200 ألف شخص ويقطنون واحة سيوة والصعيد لهم طبيعتهم وهويتهم التى يحاولون الحفاظ عليها، ومن المعروف أنهم قاموا بـتأييد مرشح الدولة المدنية (الفريق أحمد شفيق) رغم أن أغلبهم اتجاهاتهم سلفية لكن يخشون من امتداد المشروع الاسلامى للصحراء الغربية، لان هذا المد قد يؤدى لضياع فكرة التعددية الثقاقية، فعلى سبيل المثال لن يسمح باستخدام اللغة الامازيغية لان اللغة العربية هى لغة القرآن، ومن وجهة نظرهم لا يجوز التحدث بغيرها ولان مشروعهم هو الخلافة الاسلامية لذا لن يسمحوا بفكرة وجود الامازيغ داخل مصر.
وتكمل "أن فكرة الدولة الدينية لن تسمح بممارسة اى عادات او تقاليد من شأنها التعارض مع الشريعة الاسلامية ولن يتم الاعتراف بالاقليات بمصر وسيحدث قهر ثقافى وفقدان جميع الحريات التى تم الحصول عليها على امتداد السنوات الماضية".
 اضطهاد الشيعة
ويرى محمد غنيم المتحدث باسم الشيعة بمصر، أن فكرة أن يتولى مرشح إسلامى مصر معناه انه امتداد لمشروع الاخوان بتونس والمغرب وليبيا ومصر ضد مشروع الشيعة بحزب الله وسوريا وإيران والعراق، وبالتالى سيكون هناك تضييق على الشيعة وممارسات اضطهادية وأمنية متشددة ضدهم ولن يسمح بتداول اى كتب او ممارسة اى احتفالات.. وربما يصل الامر للتكفير والتهجير.
تهجير اليهود
وتكمل نادية هارون، المتحدثة باسم الطائفة اليهودية بمصر، أن مجىء الاخوان المسلمين لحكم مصر يزعج اى مواطن يتمنى اى يعيش بحرية فمن المعروف عن الاخوان انهم يستحوذون على كل شىء ولن يسمحوا لاحد بمعارضتهم، فما بالنا لو اختلف معهم فى الشريعة، وقد سمعنا عن دعوات وأقوال تطالب بهجرتنا خارج مصر لكننا مصريون ولن نسمح لاحد باجبارنا على مغادرة مصر، والمشكلة الاكبر اننا لا يوجد بينا وبينهم اى نوع من التواصل وهو الامر الذى ينذر بصدام رهيب إذا ما تولوا السلطة بمصر.
طمس الهوية المسيحية 
أما مدحت بشاي، مفكر قبطي، فيرى ان الاخوان المسلمين طالما وصلوا للحكم فسيحكم البلاد المرشد وبالتالى ستكون هناك اسس للدولة الدينية الاخوانية وبالتالى لن يكون للاقباط وجود بها ورغم ان الاقباط أصبحوا متواصلين مع الشارع السياسى وأضحوا يعبرون عن آرائهم بعيداً عن الكنيسة كمواطنين مصريين احرار، فى حين أن وصول الاخوان سيؤدى لمزيد من القوانين والتشريعات التى ترسخ الدولة الدينية  وتؤدى لضياع الابداع والانغلاق وفرض الاتجاهات والتيارات الاسلامية على جميع التيارات المختلفة بمصر، وقد أثبتت التجارب عند انتخابات مجلسى الشعب والشورى واعداد اللجنة التأسيسية أن الاخوان المسلميون لا يؤمنون بالديمقراطية والمشاركة السياسية ولا يؤمنون بالرأى الاخر وإنما يستحوذون على كل شىء.
ويتابع "ان الاخطر هو الوصول لمرحلة التكفير او التشكيك فى نوايا الاخر وميوله واتجاهاته وربما تتعدد ردود افعالهم تجاه الاقليات ما بين الاقصاء والتهديد او اللجوء للعنف والاضهاد.
 تجريم التمييز
وأشار د.نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان الى ان هناك ترقباً من الاقباط من تزايد المخاوف التى تتضمن فرض الجزية وبناء الكنائس وهل سيفرض على الفتيات زياً معيناً؟ وهل يتم اقصاء الاقباط من المناصب القيادية والمجالس النيابية والتشريعية؟ فعلى الرئيس اتخاذ قرارات تجعل الاقباط يشعرون بالامان من تلك الهواجس مثل اصدار قانون تجريم التمييز على اساس الدين وسرعة اصدار قانون العبادة الموحد وتعيين نائب قبطى لرئيس الجمهورية وتخصيص نسبة للاقباط فى المجالس النيابية والتشريعية فضلا عن الاسراع فى إجراء تحقيقات موسعة فى القضايا المتعلقة بالاقباط مثل مذبحة القديسين وماسبيرو وهدم الكنائس.
وأكد جبرائيل ضرورة ان يكون نائب الرئيس القبطى مقبولا من الاغلبية القبطية ومشهوداً له بالمواقف الوطنية والدفاع عن حقوق المواطنة وذلك بدون تدخل من أى اسقف من اساقفة الكنيسة فى تعيينه حتى لا تعاد مأساة المعينين الاقباط فى مجلس الشعب المنحل مرة اخرى، وسوف يعترض نشطاء الاقباط بكل الطرق المشروعة من مظاهرات واحتجاجات إذا تم فرض اسم معين لا يقبله المجتمع القبطى أو غير معروف أو ليس له اى مواقف ملموسة، وسوف يعقد نشطاء الاقباط اجتماعا تشاوريا للاتفاق على قائمة تضم سبعة شخصيات مقبولة من الجميع لارسالها الى رئيس الجمهورية ليختار من بينها نائبا قبطيا.
مخاوف نسائية
كما أوضحت د.عزة كامل الناشطة الحقوقية ان ما يطلقون عليه الشعور العام بتخوف النساء من حكم الاسلاميين ليس حقيقياً وانما هو وهم يتغلغل داخل أذهاننا حتى نتقبل الواقع الجديد المفروض علينا خاصة ان هناك مقاومة وزخماً ثورياً ضد سيطرة الاخوان، ومعارضة من النوع الثانى فنحن ما زلنا سيدات أقوياء وسوف نواجه كتنظيم نسائى تلك السيطرة المزعومة بوقفات الاحتجاجية وتقديم الاقتراحات ومشاريع القوانين تخص شريحة السيدات.
كما طالبت عزة الرئيس الجديد ان يحافظ على مدنية الدولة ومراعاة حق المواطنة وعدم التفرقة فى تولى المناصب القيادية بين فئات المجتمع وضرورة تخصيص 50% من تلك المناصب للنساء مثلها مثل الرجال، واتاحة الفرصة للنساء فى ممارسة المشاركة السياسية بدون أى قيود.
رقابة إعلامية
فى البداية يقول الاعلامى جمال الشاعر لدينا مخاوف مشروعة مثل كل الفئات، فالاعلاميون لديهم طاقة جبارة بلا حدود يمكن استخدامها فى مشروع نهضة حديثة يتعامل بجدية مع كل الفصائل، وأضاف الشاعر قائلا بأن قدراً كبيراً من تلك المخاوف قد تتبدد مع ظهور ملامح التشكيل الوزارى ومعرفة نواب الرئيس، فاذا كان الأمر يخضع للخبرة والكفاءة و لا ينحاز لفصيل سياسى معين فهو بالتأكيد مؤشر إيجابي.
وأضاف الشاعر قائلا: إن الاعلام لم يعد مفعولا به بل هو سلطة رابعة، وكان له دور مؤثر فى إزالة الأقنعة عن كثير من الشخصيات، ويدعو الشاعر إلى النظر للثقافة والاعلام على أنهم أدوات لإحياء الأمل فى النفوس، وبدونهم لن يكون هناك نهضة ولا تقدم، ووصف الشاعر الوضع السياسى الحالى بأنه كان الأفضل لتجنيب البلاد والعباد شر الحرب الأهلية.
يرى الشاعر أن الاعلاميين يمثلون جانب الرقابة الشعبية، ولا ينكر أن هناك تخوفاً من توغل جماعة الاخوان المسلمين فى النخبة الاعلامية والثقافية، لكنه يحمل بداخله الكثير من الأمل، ويطمح إلى إنشاء نقابة للاعلاميين ترعى حقوقهم وتراقب أداءهم الاعلامي، وكذلك إنشاء مجلس أعلى للاعلام، كما يحلم الشاعر بوزير ثقافة بحجم وقامة ثروت عكاشة ينشر التنوير فى القرى والنجوع مثلما فعل هو.
"معنديش مخاوف خالص بالعكس متفائلة" هذا هو أول ما جاء على لسان الاعلامية جيهان عبد الله المذيعة فى إذاعة نجوم FM وتقول جيهان العهد القادم أفضل كثيرا من العهد الذى مضي، أرى أن مساحة الحرية المتاحة أصبحت بلا حدود، كما أنه لا يوجد من يستطيع تكبيل المصريين، وليس من مصلحة أى فصيل أو تيار سياسى أن يعيد ما مضي، ولذلك فتقول إنها كلها ثقة بأن القادم أفضل كثيرا، واختتمت حديثها قائلة "مش عايزين نبقى محلك سر عايزين البلد تمشي".
فرض كوادر إسلامية
بينما تخالفها الرأى الاعلامية نانو حمدى التى بدأت حديثها بكلمة "أكيد عندى مخاوف طبعا"، وقالت نحن كمسلمين لسنا فى حاجة لمن يعرفنا بديننا، وتقول: أنا على المستوى الشخصى ارتديت الحجاب منذ خمس سنوات بارادتى وانتقلت للعمل الاداري، لكننى كقارئة لتاريخ جماعة الاخوان المسلمين ومن خلال مراقبتى لاستحواذهم على مقاعد البرلمان بخلاف وعد الاكتفاء بـ30%، وكذلك الاستحواذ على التأسيسية والترشح للرئاسة رغم إعلان ما يخالف ذلك فى وقت سابق كلها أمور تدعو للشعور بالخوف والقلق من المستقبل، وعدم الاطمئنان لأى وعود.
وتقول إنها لديها الكثير من المخاوف على حرية الرأى والابداع، كما أنها قلقة من فرض كوادر جماعة الاخوان المسلمين فى الصحف القومية، لكنها رغم ذلك مطمئنة على مصر وغير قلقة، فهى حضارة لم تتأثر بأى استعمار لا انجليزى ولا فرنسي، وهى بالفعل تجربة متفردة فى حضارتها وتتمتع بإسلامية وسطية، وهذا هو ما سوف يحميها من أى خطر قد تتعرض له فى الفترة القادمة.