الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السادات» بقلم جمال عبدالناصر!




ما أكثر الكلام الفارغ والحكايات التافهة التى نسبها البعض للرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» للتقليل من شأن الرئيس الراحل «أنور السادات» رحمهما الله.
لقد قيل ما قيل بعد رحيل الزعيمين إنهم يقولون ماذا يقولون! دعهم يقولون، لقد كتب جمال عبدالناصر بقلمه شهادته ورأيه فى أنور السادات عام 1954.
كانت المناسبة صدور كتاب «صفحات مجهولة» للسادات فى سلسلة «كتب للجميع»، وكان السادات قد نشرها مسلسلة على صفحات «الجمهورية» جريدة الثورة، وكتب المقدمة للكتاب «الرئيس جمال عبدالناصر» وشملت أربع صفحات كاملة.
كتب الرئيس «جمال عبدالناصر» يقول: «فرغت من تصفح كتاب «القائمقام» «أنور السادات» وسألت نفسى عما دفعنى لهذا الإعجاب به، فجاءنى الرد المنطقى فوراً أنه مضمونه المتحلى بسلامة الأسلوب، وقوة التعبير وطابع البساطة فى سرد الحوادث، وعرض المواقف فى الوقت الذى أرى فيه المؤلف قد تجنب الحديث عن نفسه، فنجده لم يعمد لكتابة قصة حياته ولم يقم بتحقيقات صحفية كبرى، بل قدم لنا سلسلة رائعة متصلة من المشاهدات التى مرت تحت بصره وسمعه، فجاء كتابه مجموعة لصور حية، جمعتها ريشة رسام ماهر، وصورتها فى صورة واحدة أبرزت من مجموعة حقائق وأسانيد تتيح لنا دراسة أحوال مصر المعاصرة عن كثب.
ولم يكتف «جمال عبدالناصر» بهذا الإعجاب والإطراء فقط بل يضيف قائلا: «إن شخصية «أنور السادات» لجديرة بالإعجاب خليقة بالإطراء فعبقريته العسكرية الممتازة وشجاعته ورباطة جاشه وإخلاصه وتفانيه فى خدمة المثل العليا، إلى جانب قوة إرادته، وتنزهه عن الغرض، ورقة عواطفه، وميله الغريزى للعدالة والانصاف، كل هذه الصفات جعلته أهلاً للقيام بدور مهم فى التمهيد لثورة 23 يوليو 1952 والسير بها قدماً فى سبيل النجاح.
لقد استخدم «أنور السادات» هذه السجايا فى جميع أدوار حياته، كما أحسن استخدامها فى خدمة القضية الوطنية، فنجده قد سجن فى شهر نوفمبر عام 1942 بأمر العدو المستعمر ثم أعيد اعتقاله عام 1944 لنشاطه الوطنى ولكم تحمل من ألوان الحرمان والتعذيب، فلم تهن عزيمته ولم تتزعزع عقديته، لا ولم يفت ذلك فى عضده بل ازداد رسوخا وإيمانا ولا غرو فعلى قدر أهل العزم تؤتى العزائم، فكان له من سنوات سجنه الطويلة فرصة للتفكير، والتفكير مليا حتى رجع بتمعنه وتأملاته إلى آلاف السنين الخوالى وطالع ما كان خلالها من مطامع العالم التى شخصت وتجمعت حول هذا البلد الطاهر، فظل الشعب المصرى الأبى الكريم رازحاً تحت نير الاستعباد ردحا طويلا من الزمان، متخلفا بذلك عن تقدم سائر البلدان، فما كاد يفر من معتقله حتى صار رمزاً حيا للمطالبة بالحرية، ومعبراً صادقاً للشعور الجامح الذى سرى فى شعب وادى النيل أجمع، من البحر الأبيض المتوسط حتى أعالى خط الاستواء مطالبا بالتحرر من الظلم والاستبعاد والطغيان».
ها هو ذا يكافح بهمة لا تعرف الكلل فى سبيل المثل العليا، فى الوقت الذى نرى فيه الجموع العالمية، تطالب أيضا بتحقيق العدالة الاجتماعية ولا جدوى فى إنكار مطالبها».
بعد هذا الإعجاب بشخص ومشوار «السادات» من «جمال عبدالناصر» يبدأ «عبدالناصر» فى الكتابة عن بداية الثورة وأسبابها ونضال المصريين فكتب يقول: «لقد عمل الضباط الأحرار جاهدين من أجل إزكاء الحماسة فى القلوب التى ابتأست وإشعال الجذوة فى النفوس التى اتقدت حتى يستطيع الشعب الكريم، مجابهة عدوه اللدود الممثل فى ثلاث: الملكية، الاقطاع الاستعمار».. و.. و...