الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تبدأ حربًا سياسية على العرب




ترجمة - سيد مصطفى

بعد لقاء الرئيس الأمريكى بارك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتانياهو، الذى جاء بعد فترة من الفتور السياسى بين البلدين، وصلت إلى تبادل الاتهامات والانتقادات، وتعتبر الزيارة الأولى لنتانياهو بعد حربه على غزة.
 قال الدكتور عمرو زكريا الخبير فى الشئون الإسرائيلية إن اللقاء بين أوباما ونتانياهو لن يحل المشاكل العالقة بين الدولتين، خاصة مشكلة «إيران وحماس»، فالملف الإيرانى يعتبر القلق الأكبر بالنسبة لإسرائيل، وإذا سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بالتدخل ستضرب المفاعل الخاص بإيران عسكريا، مما سيجر المنطقة لحرب، ولذلك فأمريكا تحاول تحجيم دورها فى هذا الملف، وبالنسبة لحماس فإسرائيل تريد من الولايات المتحدة أن تعتبرها منظمة إرهابية وهذا ما ترفضه أمريكا.
وأوضح زكريا فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن إعلان أوباما خلال اللقاء عن حق الشعب الفلسطينى وحرصه على حفظ دماء الأطفال الفلسطينيين هو كلام للاستهلاك المحلى، حيث إن أمريكا استنكرت ما فعلته إسرائيل خلال الحرب، وفى نفس الوقت قامت بإمداد إسرائيل بسلاح قيمته مليار شيكل.
وفى نفس السياق قال الدكتور ياسر طنطاوى خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام الاستراتيجى إنه يبدو لغير المتخصصين وجود خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن هذا غير صحيح، حيث تعتبر إسرائيل ولاية أمريكية، وتسعى الولايات المتحدة دائما إلى أن تحقق الأمان لإسرائيل وستظل هذه العلاقة قوية.
وأوضح أن ما تقوم به إسرائيل من تصريحات وموقفها ضد إيران هو «لعب بالأوراق السياسية» بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تقوم الولايات المتحدة بفرض العقوبات على إيران وتتقارب معها تارة أخرى.
وأشار طنطاوى إلى أن الغرض من اختلاف وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أن تظهر أمريكا وكأنها قامت بمجهود كبير جدا لإدخال طهران فى الإطار السياسى وإدماجها فى الملعب الدولى، وذلك كى تأخذ أكبر مكاسب من إيران.
على صعيد الصحف الإسرائيلية، ذكر موقع «ذا تايم أوف إسرائيل» أن لقاء نتانياهو وأوباما حمل العديد من المعانى المتبادلة بين البلدين، حيث قام نتانياهو بتحذير الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أضرار عقد اتفاق مع إيران قد يحولها إلى قوة نووية.
كما أكد نتانياهو أن إيران تسعى لاتفاق يؤدى إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، مما سيضعها على أبواب التحول لقوة نووية، متمنيا ألا يحدث ذلك.
وأضاف:  الموقع أن الرئيس الأمريكى أكد فى حضور نتانياهو أنه يجب إيجاد طرق لتغيير الوضع، حتى نتجنب سقوط القذائف على الإسرائيليين، كما نتحاشى سقوط أطفال فلسطينيين.
ووصف الموقع اللقاء بأنه قصير ولم تكن له نتائج إيجابية على الصعيد السياسي، معتبرة زيارة نتانياهو لواشنطن قصيرة ومهنية، بالرغم من كونه اللقاء الأول بين الرئيسين منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضح الموقع أن هذا اللقاء سبقه مقدمات لتلطيف الأجواء المتوترة بين البلدين منذ الاجتياح الإسرائيلى لغزة، حيث أظهرت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل فى أعقاب خطاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث انتقدت بشدة الخارجية الأمريكية الخطاب واعتبرها الموقع خطوة غير اعتيادية كرد على خطاب بالأمم المتحدة بشكل عام، كما غازل نتانياهو واشنطن فى خطابه أمام الأمم المتحدة مرتين الأولى حين قال إن العديد من الدول رحبت بمجهود الرئيس أوباما لمواجهة داعش، والثانية حين شكره على قيادة المجهود الدبلوماسى لنزع تصنيع الأسلحة الكيميائية من سوريا.
وأضاف الموقع أن هذا لا يعنى أن كل شىء على ما يرام بين تل أبيب وواشنطن، هناك قلق إسرائيلى حول عقد الولايات المتحدة صفقة مع إيران، بدون تحقيق المطالب الإسرائيلية بإنهاء إيران من تخصيب اليورانيوم وإزالة المنشآت النووية الإيرانية، خاصة أن الجولة القادمة لمجموعة 5+1 ستكون حاسمة للتوصل للاتفاق بين واشنطن وطهران.
كما تتضمن قائمة اللقاء من المواضيع الشائكة بالنسبة لنتانياهو وإسرائيل محاولات إشراك الدول العربية فى إحياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى المطالبة الدائمة لإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلى جونثان بولارد.
وفى نفس السياق ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الحوار تطرق إلى مسألة الاستيطان فى القدس، حيث انتقدت الإذاعة الولايات المتحدة حول ما قالته عما يحدث وراء الخط الأخضر فى القدس، وهو ما رفضه نتانياهو قائلاً: «أنا لا أفهم هذا النقد»، مؤكدًا أن عرب القدس يشترون الشقق فى غرب المدينة بحرية، بل أعلن صراحة بأنه لا يمكنه منع اليهود من شراء الشقق بالقدس الشرقية لأنها تأتى فى ضوء الملكية الخاصة والحقوق الفردية والتمييز ضد اليهود والعرب وهذا يتعارض مع القيم التى تعتقد الولايات المتحدة فيها.
وأعلن نتانياهو أن محادثاته مع الرئيس الأمريكى تناولت أيضًا قضية المستوطنات، ولكن ليس على وجه التحديد المستوطنات فى القدس مثل «جفعات أو سلوان»، كما أن لهجة الحديث عن هذا الموضوع لم تكن شديدة.
ونفى نتانياهو أن تكون قضية شراء سكان المنازل فى سلوان تمت بمبادرة من الحكومة، ولكن كأفراد، مشددًا على أنها حقوق فردية لليهود لشراء المنازل، وأنه لن يقبل بمنع هذا، ولا أحد يستطيع انتزاع هذه المنازل ومصادرة هذه الممتلكات، فمن حق اليهود بيع منازلهم للعرب والعرب بيع منازلهم لليهود.
وكانت كلمة نتانياهو أمام الأمم المتحدة قد فتحت أبوابًا جديدة من الجدل حول الدور الإسرائيلية بالمنطقة، والتطرف الذى تمارسه الدولة العبرية حيث وصف «حماس» بأنها أخطر من «داعش» وأشار للبرنامج النووى الإيرانى، وعن «الدولة اليهودية» فى رسائل سياسية أراد أن يوصلها للمجتمع الدولي، وإقناع العالم بمظلمة إسرائيل، وهو ما يعد حربًا إسرائيلية جديدة على العرب ولكن بشكل سياسى، بعد الفشل فى المعركة العسكرية فى غزة، وإخفاقها فى الوصول لأهدافها.
وقال الدكتور خالد سعيد الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية وعضو مركز يافا للدراسات إن خطاب نتانياهو سلط الضوء على إيران وحماس، حيث أوضح أن الهاجس الأمنى عنده مهم لأعلى درجة، وبين أنه لا يزال على رأس أولويات الكيان الصهيونى.
وأكد خالد فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن نتانياهو وجه رسالة للغرب مفادها أنكم تهتمون بداعش فقط، ولا تنظرون لإيران بصفتها دولة تهدد المجتمع الدولى.
وأوضح خالد أن إسرائيل تستغل الغرب بدعوى أنها مهددة من إيران لتحصل على سلام لمحاربة إيران.
وفى نفس السياق قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة والسياسى الفلسطينى إن نتانياهو كان يتلاعب بالألفاظ، ويحاول إيهام العالم بأنه يدافع عن الشعب اليهودى، فبعد أن حدث تقسيم فلسطين على أساس دينى فى عام 1948، فهو يحول الصراع مرة أخرى من صراع سياسى إلى صراع دينى، بل ويرفع الصراع الدينى إلى أعلى مستوياته.