الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أمريكا «تضحى» بالمسلمين فى عيدهم الكبير!!




كتب - أشرف بدر

لم تفلح ضربات التحالف الذى تقوده أمريكا فى وقف مجازر «داعش» ضد إخواننا الأبرياء فى سوريا والعراق، وذبحهم فى الأيام الحرم، مثلما لم تفلح من قبل محاولات الوسيط الأممى الأخضر الإبراهيمى، المصحوبة بالمناشدات الدامعة من شعوب ومنظمات حقوق الإنسان فى تنفيذ هدنة لمدة 3 أيام حرما لوقف المجازر التى تراق فيها الدماء الطاهرة فى عيد الأضحى  وفى غير العيد، لرجال نذروا أرواحهم فداء لوجه التحرر من استبداد أحد أنظمة القهر والفساد والطغيان، فى بلادنا العربية المنكوبة بحكامها المتسلطين على رقاب شعوبهم، الجاثمين على صدورها المنهكة بالذل والهوان والقمع والكبت، ومصادرة الإنسانية والآدمية.
وسيقامر ويكابر من تبقى من هؤلاء الطواغيت المتمسحين فى الإسلام وهو منهم براء،   وكذلك الذين لا يقلون قذارة من القابعين على الحكم بمن يساندهم إلى حين، لكنهم سيسقطون يوما، لا محالة، لأن إرادة الشعوب من إرادة الله التى  لا تقهر، ذلك أن القوة التى تمثلها أجهزة أمن النظام والوحدات العسكرية التى يسيطرون عليها، والدعاية الممثلة فى وسائل الإعلام ومثقفى ومشائخ السلطان، لن تصمد  كثيرا أمام الواقع الذى يفضح بشاعتهم، ويدحض افتراءاتهم.
لقد  نسى أو تناسى عن جهل هؤلاء المرتزقة  أن «الأشهر الحرم» للعبادة ولا قتال فيها، فقال تعالى «يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل».. فسلط الله عليهم  أنفسهم  بالحرب .
إن ما أقدمت عليه امريكا  بحربها ضد «داعش»  وذبحها  المسلمين الابرياء العزل فى المناطق التى تحتلها «داعش» تذكرنا بموقف رئيسها الموتور جورج بوش الابن وتنفيذه  حكم الاعدام بحق الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين صبيحة عيد الأضحى !!
وما تقوم به  امريكا وحلفها من غير حسنى النية، هو استمرار لحالة التعمية «للعرب والعالم ومحاولة لتغطية عدوانية محتملة من الطاغوت الأكبر «أمريكا» التى نصبت نفسها شرطى العالم، وخاضت تحت إدارة غير المأسوف على انتهاء ولايته جورج بوش الابن حربين مدمرتين فى أفغانستان والعراق، وها هى الآن بإدارة باراك أوباما تتأهب لحرب ثالثة فى سوريا لتضيف لمآسى العالم الإسلامى المصنوعة أمريكياً مأساة أخرى وكأن لم يكفها أرواح ودماء الملايين من العرب والمسلمين التى راحت تحت غطاء ما يسمى بحرب الإرهاب، بينما هى الآن تتحالف مع الإرهابيين لكى تستكمل حلقات مخططها لتدمير قوى الشعوب المقاومة للتخلف والتبعية.
وما يؤكد وجهة النظر  تجاه المخطط الأمريكى هى  تصريحات  رئيس هيئة الأركان الامريكية  المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، الذى قال :إن هناك حاجة إلى ما بين 12 و15 ألف مقاتل من قوات المعارضة لاستعادة المناطق التى سيطرت عليها «داعش»  فى شرق سوريا، وجاءت تلك التصريحات  فى الوقت الذى حددت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الخطوات الأولى فى برنامج تدريب تقوده الولايات المتحدة يمكن أن يستمر عدة سنوات.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن فرقها للتقييم وصلت بالفعل إلى السعودية للمساعدة فى رسم برنامج تقوده الولايات المتحدة هناك من المتوقع أن يدرب أكثر من خمسة آلاف من مقاتلى المعارضة الذى يدعمهم الغرب فى السنة الأولى.. ومن المتوقع، أن تتكلف هذه الخطة 500 مليون دولار فى عامها الأول ستتحملها دول الخليج –كالعادة.
إن محاربة تنظيم الدولة – سواء من بعض الجماعات المجاهدة.. أو من جميعها متحدة – ليس لصالحهم، وليس لصالح سوريا إطلاقاً، إنه مهلكة للجميع.. إنه يغيظ الصديق.. ويفرح العدو، والعدو ليس بشار وعصابته.. ولا إيران  وشيعتها فحسب ولكن العدو هو أوسع.. وأشمل.. وأكبر من هؤلاء بكثير، إن العدو هو الشرق.. والغرب.. والشمال.. والجنوب.. والوسط، إنه بنو يهود، وطواغيت العرب.. والعجم.. والإفرنج إنه كل من يعادى.. ويحارب حرية الإنسان.. ويخاف من الإنسان الحر –كما يقول الكاتب السودانى  «موفق السباعى».
ولا تفوتنا الإشارة إلى أن اللحظة  التى ولدت من خلالها «داعش» واعتبار نفسها جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة  فى  أبريل «2013»، هى  نفس اللحظة التى  قالت فيها السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة  «آن باترسون» لـلرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي» عندما طلب منها التدخل للصلح بينه وبين (جبهة الإنقاذ): جمهورك الوحيد هو «السيسى»!
 إن زمن الأحداث الارتجالية الكبيرة قد ولى وانتهى، وأن الزمن الحالى هو زمن حروب الجيل الرابع وشن المعارك عن بعد وقتل المسلمين بايدى المسلمين من الخوارج والخونة، ولا عزاء للتسامح والوسطية!!