الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الليلة.. نهائي يورو الأحلام بين الإسبان والطليان




يحتضن الليلة الملعب الأوليمبي في مدينة كييف الأوكرانية نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012» والتي تجمع منتخبي إيطاليا واسبانيا في ختام مثير للبطولة التي انطلقت فعالياتها في الثامن من يونيو.
تحمل المباراة نكهة مميزة بالنسبة للاسبان الذين يطمعون في أن يصبحوا أول منتخب أوروبي يحقق ثلاثة ألقاب كبري متتالية بعد كأس أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا وكأس العالم2010 في جنوب أفريقيا في حين يريد الطليان تعزيز سجلهم الذهبي بإحراز اللقب للمرة الثانية بعد 1968 وإضافته إلي أربع كئوس للعالم.
ويخوض المنتخب الإسباني النهائي الرابع له في البطولات الأوروبية بينما سيكون النهائي الثالث للمنتخب الإيطالي في تاريخ البطولة.
وينتظر أن تكون المباراة متكافئة إلي حد كبير وألا تحسم بفارق أكثر من هدف مثلما هو الحال في البطولتين الماضيتين، حيث فاز المنتخب اليوناني علي نظيره البرتغالي 1/صفر في نهائي يورو 2004 والمنتخب الإسباني علي نظيره الألماني بالنتيجة نفسها في نهائي يورو 2008.
ويأمل المنتخب الإيطالي في تحقيق اللقب الثاني له بعد الأول في عام 1968 حيث انتهت المباراة النهائية بالتعادل 1/1 بين المنتخبين الإيطالي واليوغسلافي السابق بعد الوقت الإضافي ولم تكن قاعدة الاحتكام لضربات الترجيح مطبقة في البطولة حتي ذلك الحين.
وأعيدت المباراة بعد يومين فقط وانتهت بفوز المنتخب الإيطالي 2/صفر.. وبعد 32 عاما وجد المنتخب الإيطالي نفسه في وضع الخاسر بالمباراة النهائية أمام نظيره الفرنسي بسبب هدف الفوز الثمين «الهدف الذهبي» الذي سجله ديفيد تريزيجيه في الوقت الإضافي للمباراة النهائية بين المنتخبين في يورو 2000.
وعلي الرغم من أن نجاح المدرب فيسنتي ديل بوسكي مع اسبانيا قائم علي الدفاع الصلب والاستحواذ علي الكرة بشكل كبير فإن إيطاليا بلغت النهائي بفضل أسلوب لعبها الإيجابي والفعال وهجومها القوي بقيادة الموهوب ماريو بالوتيلي صاحب المزاج المتقلب والذي قاد الفريق للفوز علي المانيا في الدور قبل النهائي.
وقاد الأداء المتميز لاسبانيا القائم علي التمرير وسرعة الحركة لتحقيق الفريق نتائج متميزة حيث لم يستطع أي منتخب أوروبي منذ المانيا الغربية في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بلوغ النهائي في ثلاث بطولات كبري متتالية. إلا أن ملامح «الحقبة الاسبانية» ستتحدد بشكل كبير من خلال مباراة الليلة حيث سنري مدي قدرة الماتادور علي ايقاف الطليان.
وإذا ما حققت اسبانيا اللقب الثالث الكبير علي التوالي فإن هذا سيضمن لها مكانا بين العظماء علي مدار تاريخ اللعبة الشعبية.
ووصل الفريقان للعاصمة الأوكرانية في حالتين مزاجيتين مختلفتين.. فقد وصلت اسبانيا للنهائي عبر فوزها بركلات الترجيح علي البرتغال عقب تعادلهما سلبيا بعد وقت إضافي بينما تبدو ايطاليا في أفضل معنوياتها اثر فوزها المثير والمفاجئ علي المانيا بهدفين مقابل هدف.
وعقب فوزها ببطولتي أوروبا وكأس العالم اكتسبت اسبانيا المزيد من الخبرة والمزيد من الجودة علي الصعيد الخططي إلا أنها تبدو منهكة بعض الشيء كما أن اعتراف ديل بوسكي بارهاق اللاعبين يبدو أمرًا يثير القلق.
وقال مدرب اسبانيا ديل بوسكي: اللاعبون مرهقون.. إلا أنهم اعتادوا علي ذلك طوال الموسم واعتقد أننا لن نفرط في التتويج باللقب.
وعقب عرض مفعم بالحيوية أمام ألمانيا سيكون لزاما علي إيطاليا التعافي بعض الشيء بعد أن حصلت علي يوم راحة اقل من اسبانيا إلا أن الحالة المعنوية للفريق تبدو منتعشة عقب ثنائية بالوتيلي التي منحت الفريق مكانا في النهائي وهو الأمر الذي توقعه القليل من الإيطاليين.
وخاض الإيطاليون البطولة وسط مخاوف كبيرة تطاردهم بالاخفاق عقب خروجهم المبكر من كأس العالم في جنوب إفريقيا إضافة لبعض العروض السيئة التي قدموها قبل البطولة.
إلا أن المدرب شيزاري برانديللي استطاع تحقيق ما كان يأمل فيه كل مدرب وطني في هذه الفترة الزمنية القصيرة الخاصة بالبطولة وهو تطوير روح الفريق.
جدير بالذكر ان الفريقين لعبا معا في دور المجموعات حيث تعادلا 1-1 بعد أن تمكن فابريجاس من معادلة الهدف الذي سجله انطونيو دي ناتالي.
كما تجمع مباراة الليلة أيضًا بين أسلوبين متناقضين علي الصعيد الخططي حيث تلعب اسبانيا عادة بطريقة الكرة الشاملة وبدون مهاجم صريح بينما تلعب إيطاليا بطريقة «الكاتانيتشو» الدفاعية معتمدة علي رأس حربة صريح وهو بالوتيلي ومن خلفه انطونيو كاسانو.
وبفضل خط الدفاع الصلب تسيطر اسبانيا علي خط الوسط عادة بفضل الساحر تشابي الونسو وزميليه تشابي هيرنانديز واندريس انيستا إلا أنهما سيواجهان واحدا من أساتذة الأداء علي صعيد خط الوسط وهو الايطالي اندريا بيرلو.
كما تحفل المباراة بمنافسة من نوع خاص بين قائدي الفريقين الحارسين العملاقين ايكير كاسياس مع الاسبان وجان لويجي بوفون مع الطليان.