السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ظل يوجه جنوده حتى أصابته «شظية» مدفعية شقت رأسه نصفين




الشهيد البطل أحمد حمدى وُلد فى 20 مايو عام 1929وتخرّج فى كلية الهندسة قسم الميكانيكا وفى عام 1951 التحق بالقوات الجوية ومنها نُقل إلى سلاح المهندسين عام 1954 وحصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية «فرونز» العسكرية العليا بالاتحاد السوفييتى بدرجة امتيازالاسماعيلية - شهيرة ونيس
وفى حرب 1956 وأثناء العدوان الثلاثى أظهر الشهيد أحمد حمدى بطولة واضحة حينما فجّر بنفسه كوبرى الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وكان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى للقناة بين الأشجار لمراقبة تحرّكات العدوّ ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أى وسيلة للمراقبة وقتها وقد نفّذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.
للشهيد العديد من البطولات التى قام بها فى تاريخه المشرف الا أننا هنا بصدد الحديث عن لحظات استشهاده فى ارض المعركة.. معركة الحرية والكرامة.. تلك اللحظات التى يرويها الضمرانى محمود عبدالله احد رجال معركة العبور من مواليد محافظة الاسماعيلية ومقيم حاليا بمنطقة أبوخليفة التابعة للمحافظة، والذى كان شاهد العيان الوحيد على استشهاد العميد أحمد حمدي.
يقول «الضمرانى» إنه التحق بالخدمة العسكرية فى 1970 بسلاح المهندسين باللواء 25 تحت قيادة العميد أحمد حمدى وكان ضمن أفراد الكتيبة 40 كبارى التى كانت مكلفة بإنشاء الكبارى لعبور القوات المصرية لاقتحام خط بارليف المنيع جهة السويس بالجيش الثالث الميداني.
ويضيف ان جاسوسا إسرائيليا رصد تحركاتهم وقام بدوره بإبلاغ القوات الإسرائيلية بمهام اللواء 25 وعليه فتم إعداد كمين للقوات المصرية فور الانتهاء من تركيب الكبارى والاستعداد للعبور، وكان العميد احمد حمدى هو قائد اللواء فى تلك المهام والذى كان متواجدا بشخصه وسط المعركة وفور انتهائنا من تنفيذ مهامنا آن آنذاك فوجئنا بقصف إسرائيلى جوى موجه علينا الامر الذى جعل القوات المصرية تلجأ إلى دخول مخابئها التى تم قصفها نظرا للمعلومات التى وردت إلى قوات العدو عن مكانها حتى قضى تماما على قوات اللواء 25 ولم يتبق منهم سوى 27 جنديا كنت أنا واحدا منهم.
وأوضح أن العميد أحمد حمدى كان احد أبطال هذه الملحمة العظيمة والذى استشهد واقفا دون أن يفر وظل، يوجه جنوده حتى أصابته «شظية» مدفعية شقت رأسه نصفين وظل واقف مكانه دون أن يقع وهو المكان الذى أنشئ عليه نفق قناة السويس والمعروف باسم الشهيد البطل.
واستكمل الضمرانى حديثه قائلا: ذهبنا إلى وسط مدينة السويس وشاركنا فى المقاومة مع أبنائها واكتشفنا بعد ذلك أننا أصبحنا ضمن قائمة المفقودين فى المعركة إلى أن تم وقف إطلاق النار وانتصرت القوات المصرية فى ملحمة عسكرية رائعة.
وفى النهاية ناشد الضمرانى عبدالله جميع الأجهزة المعنية بالنظر إليه بعين الاعتبار كأحد أبطال معركة العبور خاصة أنه مازال يعانى من عقبات كثيرة فى حياته اليومية، فهو لا يتقاضى أكثر من 400 جنيه شهريا كمعاش من المفترض ان يعينه على حياته التى قاربت على الانتهاء دون الحصول على أبسط حقوقه المعيشة.
كما يؤكد الضمرانى وجود العشرات غيره من ابطال معركة اكتوبر بمحافظة الاسماعيلية غفل عنهم الزمن كل ما قدموه من أعمال بطولية لهذا البلد، وانتهت بهم الحال الى الاقامة بمنازل موحشة عفى عليها الزمن، ساعدت عوامل التعرية على تآكل أسقفها ومن المنتظر ان تنهار على اهليها فى اى وقت، متسائلا: اين المسئولون وابطال هذا البلد كى ينظروا بعين الرأفة والرحمة لنا؟