الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قرى فقيرة تبرعت بـ«قوتها» لصالح المجهود الحربى




تحقيق - نور أبو شقرة

41 عاماً مضت على ملحمة أكتوبر المجيدة تلك الملحمة التى وقف العالم كله ينظر إليها بكل فخر ويرى كيف حول أبناء الشعب نكسة يوليو إلى نصر عظيم.
كتب الجندى خلالها تاريخاً جديداً يدل على عظمة العسكرية، فعبر القناة وهو يردد صيحة النصر «الله أكبر» وأخذ يقتحم حصون خط بارليف فى شجاعة نادرة، ليمسح عنا مشهد هزيمة يوليو بعد أن أعتقد الجميع أن الجندى الذى هزم  من قبل فى النكسة لا يمكن أن يخوض أى حرب أبدا، ويحتاج إلى سنوات قبل أن يفكر فى خوض أى معركة وأعتقدت إسرائيل أن أى حرب محسوم نتائجها قبل أن تبدأ لجهلها بعزيمة أبناء مصر ومعدن قواتها المسلحة الأصيل.
وأكد بقطر قرقار 77 سنة  أنه بعد نكسة الخامس من يونيو 1967 رجع الجيش المصرى من سيناء محطماً، لكن القيادة السياسية بدأت على الفور فى بناء جيشها مرة أخرى ومعالجة القصور فى التدريبات العسكرية والأخطاء التى وقعت فيها أدت لهزيمة الجيش فى 67 واستعد الجيش لخوض معركة اخرى لتحرير سيناء من قبضة العدو الصهيونى.
وأضاف أن معركة رأس العش هى البداية الحقيقية لاستعادة الجيش الثقة حيث أستطاع الجندى المصرى أن يوقع خسائر فادحة بالعدو ورداً على تلك المعركة قامت القوات الصهيونية برد عنيف على الأراضى المصرية وضرب مدرسة بحر البقر وفى عملية تدل على قذارة الإسرائيليين فقتل عدد من الأطفال كما قاموا بضرب مصنع الحديد والصلب فى «أبو زعبل» على مشارف القاهرة ويقول بقطر إنه كان للشعب المصرى دور فى غاية الأهمية والصعوبة، حيث شارك مع القوات المسلحة المصرية فى مواجهة العدو الصهيونى فصمد الشعب ووقف بجوار جيشه رغم ما مر به من ازمات فصمد الشعب فى وجه المؤامرات وطاف الفنانون عواصم البلاد العربية وعلى رأسهم كوكب الشرق لتجمع التبرعات لصالح المجهود الحربى أما الشعب فكان يداً واحدة «مسلماً ومسيحياً» وكل فرد منهم كان على اتم استعداد أن يشارك فى الحرب.
وأشار إلى أحد أهم أسباب هذا النصر العظيم هى وحدة الصف وقوة العزيمة لدى الشعب العظيم، تحملنا كل الأزمات حتى قرر الرئيس محمد أنور السادات العبور فى يوم السبت 6 اكتوبر 1973 واستقبلت هذا الخبر كواحد من المصريين بفرحة عارمة وقلق شديد فى نفس الوقت خوفاً على جنودنا الأبطال وتكاتف الشعب المصرى منتظراً الاشارة ليقوم بتقديم المساعدة إن لزم الأمر وقام آخرون بالجلوس خلف الراديو منتظراً القرارات ومعرفة اخبار الجيش عن طريقه.
وتحكى زينب السيد 77 سنة كانت نكسة 1967 ضربة موجعة للشعب المصرى ولقواته المسلحة ولكنه تماسك ووقف بجوار جيشه حتى استعاد ثقته بنفسه، كان الشعب يداً واحدة مسلماً ومسيحياً يصعب التمييز بينهما فكان كل شاب يقدم مساعدة فى تخصصه فلولا تماسك وترابط هذا الشعب العظيم لما استعاد عافيته مرة أخرى بعد نكسة 67 حيث استعاد الجيش قواه بسرعة كبيرة بفضل شعبه الذى وقف بجواره وسانده فى استرجاع قواه وخوض معركة النصر التى هزت العالم واسقطت هيبة الكيان الصهيونى وقضت على أسطورة «الجيش الذى لا يقهر» كما اكدت أن المجتمع المصرى تحت تأثير الهزيمة يبحث عن شخصية أكثر صلابة وتماسكا. مشيرا إلى انه فى تلك الفترة بدأت الحركات الإسلامية تنشط وقد لاقت هذا الخطوة قبولا عند فئات كبيرة من المصريين المحبطين، وكانت النساء تساعد فى التمريض وأنا كنت من ضمن الذين شاركوا فى تضميد جراح المصابين من الحرب فكان لكل فرد من الشعب دور فعال ومهمة أساسية كل ذلك ساعد فى ترابط الجيش واستعادة قواه من جديد كما ساهمت المرأة فى حملات تطوع فى التمريض، والتبرع بالدم، حتى امتلأت معامل الدم خلال هذه الفترة بأكياس الدم من المتبرعين، كما جمع تبرعات لصالح المجهود الحربى كما قام العديد من القرى بالتبرع بكل مخزونها من الأرز والقمح والذرة للجيش كما تؤكد زينب شدة الترابط القوى الذى كان موجوداً فى تلك الفترة والحب الذى كان موجد فى ذلك الوقت فلم اسمع فى ذلك الوقت عن حادث أو جريمة فى تلك الفترة.
كما أكد حسين رشدى 87 سنة أحد المشاركين فى حرب أكتوبر بقوله لقد كانت النكسة بمثابة الفاجعة التى أصابت المصريين ولم نتخيل لحظة أننا سوف نهزم بهذا الشكل مع العلم اننا كنا نفوقهم عدداً ولكن كان لعنصر المفاجأة دور مهم.
وعند رجوعنا لم يكن الشعب قد علم بعد بما جرى فى الحرب لأن اذاعة صوت العرب كانت تذيع اخباراً بفوز الجيش المصرى وكان الشعب فى استقبالنا بزجاجات المياه والورود، ولكن مع الوقت علم الشعب بما جرى فى المعركة وهزيمة الجيش المصرى الذى استقبلنا بسخرية فى بداية الامر من شدة الخبر، ثم بدأت حرب الاستنزاف التى اعادت لمصر اعتبارها إلى أن قام الرئيس محمد انور السادات بإعلان الحرب وهنا أود أن اقول إن إدارة السادات الحكيمة للحرب من أسباب النصر العظيم فقد كان السادات يذيع فى الراديو على فترات أنه سيخوض الحرب ولم يكن ينوى القيام بها وكان يفعل ذلك عدت مرات حتى اتت اللحظة المناسبة ولم يتوقع العدو انها ستكون حقيقية تلك المرة.
وأشار إلى أن مؤشرات الجريمة تراجعت بلا استثناء أثناء حرب العاشر من رمضان‏، حتى كادت تخلو سجلات الاقسام من الجرائم الجنائية واختفت جرائم السرقة والنشل وتكاتفت الأيدى لمحاربة العدو الصهيونى، ومن ضمن ما لاحظته فى تلك الفترة انتظام المرور.
وأشاد بروح التعاون لم يكن لها مثيل من قبل الشعب المصرى الذى وقف بجوار جيشه العظيم وقت الأزمة حتى تجاوزها وأعاد اعتباره مرة أخرى فى حرب اكتوبر المجيدة التى كانت ولا تزال رمزاً من رموز العزة والكرامة ووصمة عار على جبين الكيان الصهيونى.
وقال د. أحمد محمد الخبير النفسى إن نكسة 67 ساعدت كثيرا فى تحقيق انتصار 73 لأنها حولت الطاقة السلبية الكامنة داخل الشعب المصرى لطاقة ايجابية جعلته يلتف حول قائده جمال عبد الناصر، ورفض تنحيه ثم التف حول القائد محمد انور السادات حتى تم تحقيق نصر 73 الذى جعل العالم يتحدث عن عظمة هذا الشعب ومدى تحمله وتحوله المفاجئ من هزيمة إلى نصر واسترجاع أراضيه.
وأكد د. يسرى عبدالرحمن الخبير النفسى إنه بعد نكسة 67 طرأت تغييرات جذرية على الشعب المصرى بسبب شعوره بالانكسار و انعدام الثقة بالنفس ومع ذلك استطاع الشعب المصرى بعظمته تحويل هذه الطاقة السلبية إلى ايجابية عن طريق الوقوف بجانب القوات المسلحة حتى استعاد أراضيه فى حرب 73.