الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كاهن يشعل الفتنة الطائفية




تحقيق - سيد مصطفى

«إسرائيل هى المكان الوحيد الآمن للمسيحيين بالشرق الأوسط» بهذه الكلمات بدأ الكاهن المسيحى جبرائيل نداف الذى يرأس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية فى بلدة يافا بالقرب من الناصرة بالأراضى المحتلة، هجومه على الإسلام والمسلمين فى المنطقة العربية ووصفهم بالاضطهاد والعنصرية ضد المسيحيين على العكس دافع عن دولة الإحتلال الإسرائيلى واعتبرها الحصن الحصين للمسيحيين، ولم تكن تصريحات «نداف» الأخيرة بالأمم المتحدة سوى أحد فصول الفتنة المشتعلة داخل الأراضى المقدسة والتي قادها نداف لتجنيد مسيحيى عرب 48 فى جيش الاحتلال، وهو القرار الذى باركته حكومة الاحتلال لتصدر جوابات «الخدمة التطوعية» للمسيحيين العرب، حيث تصاعدت أشكال الاحتجاجات ضد القرار الصهيونى وتنوعت، وأشعل هذا الكاهن موجة غضب شديدة داخل الوسط العربى بإسرائيل.

وذكر موقع ذا تايم أوف إسرائيل أن الأب جبرائيل نداف ألقى كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قائلاً «فى الشرق الأوسط اليوم، هناك بلد واحد،لا تتعرض فيه المسيحية للاضطهاد، ولكن بمودة يمنح فيها حرية التعبير، وحرية العبادة والأمن، إنها إسرائيل «الدولة اليهودية» فإسرائيل هى المكان الوحيد الآمن للمسيحيين فى الشرق الأوسط».
وألقى القس نداف بشهادته أمام 47 دولة عضوة فى المجلس خلال نقاش خاص حول العنصرية، وطلبت منظمة «رصد الأمم المتحدة» حضور نداف للمجلس وهى تعمل على مراقبة إمتثال الهيئة المتعددة الجنسيات لميثاق الأمم المتحدة.
  وأوضح نداف عقب كلمته بالأمم المتحدة أنه يقتل 120000 مسيحى كل عام فى منطقة الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، مؤكداً أن هذا يعنى أن كل خمس دقائق يقتل مسيحى بسبب إيمانه، غير من يتمكنون من الهرب من الاضطهاد على أيدى المتطرفين المسلمين، والذى وصفهم أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة لحكامهم المسلمين».
وأضاف الكاهن قائلاً إنه «حان الوقت يستيقظ العالم على حقيقة أن أولئك الذين يريدون تدمير الدولة اليهودية وتوقيع مذكرة الموت على المسيحيين مجاناً فى الأراضى المقدسة، مناشداً من أسماهم طالبى السلام بأن لا يطاردوهم من البلد الحر الوحيد بالمنطقة».
وأشار الموقع إلى أن نداف أصبح شخصية مثيرة للجدل فى إسرائيل بعد انضمامه إلى «منتدى تجنيد الطائفة المسيحية» فى أكتوبر 2012، بل وقام بالدعوة العلنية للمسيحيين فى إسرائيل لأداء الخدمة العسكرية فى الجيش الإسرائيلى، مما أثار ضده انتقادات من أعضاء كنيست عرب وتهديدات على عائلته، وتعرض نجله فى ديسمبر 2013 للاعتداء ونقل إلى المستشفى بسبب آراء والده.
ودشن عدد من «مسيحيى عرب 48» صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للمطالبة بإقالة القس جبرائيل نداف وأكد الشباب أن رسالتهم التصدى للمشروع التقسيمى ضد العرب المتواجدين داخل الخط الأخضر.
وأكد مدشنو الصفحة اسيتاءهم من سياسة القس جبرائيل نداف قائلين:«خسئ كل من يحاول المس بقدسية بلادنا وصليب كنائسنا، نحن نور العالم، نحن رجالات سلام، نحن صليب رجاء، ولسنا أغناماً يقودها نداف وسنوصل رسالتنا بمنع مطالبي التجنيد وأذيالهم من استكمال مشروعهم التقسيمي ضد الأقلية العربية.
 ونشر الناشطون مقاطع فيديو تمثل انتهاكات جيش الاحتلال ضد المقدسات المسيحية، وخاصة كنيستى بيت لحم والقيامة.
كما نشرت صفحة «نحن ضد الخدمة المدنية وانت بأنها مخططات ومشاريع للأسرلة وتشويه الهوية، وهو تصعيد واضح تنتهجه المؤسسة الإسرائيلية فى محاولتها لسلخ الشباب الفلسطينى عن شعبه.
شددت الصفحة على تصعيد النضال من طرف جميع الأطر الفاعلة فى المجتمع وكلمة واضحة رافضة للخدمة المدنية والعسكرية وألعاب التجنيد القذر ولا مدنية ولا عسكرية، لا إجبارية ولا تطوعية قائلين «إحنا الشباب العربى الفلسطينى ملناش دور بلعبتكم».
ولم تكن المواجهة الأولى بين عرب 48 والكاهن نداف، فقد اشتعلت المظاهرات الطلابية ضده عقب دعوته لتج؛نيد المسيحيين بالجيش الإسرائيلي، حيث تظاهر المئات من الطلاب العرب فى مختلف الجامعات من الشمال إلى الجنوب ضد مشاريع تجنيد الشباب العرب للجيش الإسرائيلي.
ووجهت المؤسسات الأرثوذكسية فى اجتماع عقدته فى القدس خطاباً شديد اللهجة لنداف، قائلين إن «من يدعون إلى التجنيد ويشجعون الشباب المسيحى على الالتحاق بجيش الاحتلال لا يمثلون الكنيسة، ولا يمثلون المسيحيين الذين فى غالبيتهم الساحقة يرفضون التجنيد جملة وتفصيلاً».
وأكدت الكنائس خلال بيانها الذى نشرته أن المؤسسات المسيحية وأبناء الطوائف المسيحية يرفضون وبشدة تجنيد أبنائهم فى الجيش الإسرائيلى، لاعتبارات أخلاقية وإنسانية ووطنية.
ووجه البطريرك ميشيل صباح والمطران عطا الله حنا من بطريريكية القدس أثناء لقائهما واجتماعهما فى القدس نداء إلى جميع الشباب المسيحى بعدم الانخراط فى الجيش الإسرائيلى وتجاهل الدعاية المغرضة التى تشجع المسيحيين على الخدمة العسكرية.
كما طالبا عبر صفحة حزب التجمع المشارك بالكتلة العبرية بالكنيست على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الشباب المسيحى الذين تلقوا طلبات واستمارات التحاق بالجيش الإسرائيلى بضرورة تمزيقها ورميها وعدم التعاطى معها بأى شكل من الأشكال.
وعقب النائب العربى المسيحى بالكنيست باسل غطاس عن التجمع الوطنى الديمقراطي، عبر بيان له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على هذه الخطوة من قبل الجيش الصهيونى بأنها كانت متوقعة بعد أن بذل الكيان الصهيونى الجهود والموارد وتجنيد العملاء مثل الخورى نداف فى حملة تطويع المسيحيين فى الجيش وحملة اليمين الإسرائيلى لفسخ المسيحيين عن شعبهم بتشجيع اعتبارهم ليسوا عرباً.
وطالب غطاس الشباب المسيحى بإعادة هذه الأوامر بالبريد لمرسليها أو إلى حرقها علناً فى طقوس تعبر عن حالة الرفض الشعبى ضد تجنيد المسيحيين، معتبراً هذه مقدمة لفرض التجنيد الإجبارى ربما خلال أشهر.
وعلق الدكتور رائد غطاس الناشط السياسى المسيحى من عرب 48 والعضو  فى بلدية نتسيرت عيليت والقيادى فى حزب التجمع الوطنى الديمقراطي، لنعزز النضال ضد مؤامرة تجنيد المسيحيين وسلخهم عن شعبنا الفلسطينى وأمتنا العربية.
وعلى العكس ما إدعاه «نداف» فى الأمم المتحدة، ذكرت صفحة عرب 48 على «فيس بوك» أنه وصل لمنزل المطران بولس ماركوتسو النائب  البطريركى اللاتينى العام فى  البلاد فى بيته بالناصرة رسائل تهديد العرب المسيحيين «ملزمون بترك البلاد وكل ساعة تأخير ستكلفهم حياة 100 شخص من بين المسيحيين التابعين له وذلك عقب رفضه لمبادرة «نداف» كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أحد المواطنين ويدعى غسان منير من اللد بسبب مشاركة منير على صفحته بصورة كان يهاجم فيها القس جبرائيل نداف.
 وأكد القيادى بالمجلس الثورى لحركة فتح الدكتور حازم أبوشنب أن هذا الإجراء غير مقبول وطنيا ويصعب تطبيقه على أرض الواقع وذلك لأن التيارات المسيحية والمسيحيين فى داخل الدولة العبرية هم فلسطينيون خلص.
 وأضاف أبوشنب فى تصريح خاص أن هذا الاتجاه جاء من إسرائيل للوقيعة بين عرب 48 واللعب على قصة الأديان ولاستعداء الفلسطينيين على  هذه الفئة من الشعب كما فعلوا بين فتح وحماس.
 وأعلن أبوشنب أن موقف حركة فتح بأنها تعامل الشعب الفلسطينى بكل طوائفه بالمساواة فلهم نفس الحقوق والواجبات سواء على الجانب الحركى أو القانون الفلسطيني.
 وفى نفس السياق علق علاء مطر القيادى الفتحاوى أيضا بأن مسيحيو عرب 48 لا يقلقون وطنية عن أى فلسطينى آخر ودائما يكونون فى الصفوف الأولى للمقاومة.
 وذكر فى تصريحات خاصة أن أحد هؤلاء المسيحيين دفع مصاريف الحج لجاره المسلم منذ يومين فقط مؤكداً أن إسرائيل لن تستطيع اختراق هذا الحائط الصلب لأن هؤلاء شركاء مقاومة ولهم مقدسات سواء بالقدس أو ببيت لحم.
 وعلى صعيد النشطاء الأقباط فى مصر علق الناشط القبطى كمال زاخر على إعلان إسرائيل وما نسب للأب جبرائيل نداف بأنه عمل مخابراتى يحدث به ما هو أكثر من ذلك حيث يطلقون كلمة ويبدأون فى البناء عليها.
 وأكد أن الموضوع جرى تضخيمه من اعلام الاحتلال والمبالغة فى الرد عليه من الوسائل الإعلامية.
 وقال الناشط القبطى سليمان شفيق إن هذا المطلب جرى اثارته من قبل نواب عرب كعزمى بشارة الذى طالب بالمواطنة الكاملة لعرب 48 ومنها التجنيد فى الجيش الإسرائيلى مشيرا إلى أن القضية ترجع لدولة الاحتلال باعتبارهم مواطنين لديها..  ويبرر شفيق الجرأة الإسرائيلية فى عرض هذا المطلب الآن هو ضعف منظمة التحرير وأن حركة حماس أصبحت «إرهابية» وذلك لأن عرب 48 كان يشتد ساعدهم بالمقاومة الفلسطينية.
 وأضاف الدكتور عمرو زكريا الخبير فى الشئون الإسرائيلية أن تجنيد غير اليهود لم يبدأ بتلك الخطوة فى جيش الاحتلال وانما سبقهم الدروز، بل وهناك بعض السيدات من عرب 48 مشيرا بأنهم ليس عندهم نفس مشكلة المسلمين لأن الآخيرين أكثر ارتباطاً بالقدس.
 وفسر عمرو فى تصريحات خاصة «الخطوة الإسرائيلية بأنها للانخراط الكامل لهذا الفصيل بداخل دولة إسرائيلية وأن الكيان الصهيونى يسعى لدمج جميع الطوائف داخل دولته فى هذا التوقيت والدليل على ذلك أنه قام بتجنيد «المتدينين» من اليهود الذين كان يجرى إعفاؤهم على مدى عقود طويلة..  كما أكد أنه لن يتم تجنيدهم فى وحدات قتالية بل فى أعمال إدارية وذلك بسبب انعدام الثقة فيهم على عكس الدروز المتواجدوين بالوحدات القتالية.