السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تليجراف: معاهدة السلام تدخل مرحلة الاختبار بعد فوز مرسي




ذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن الرئيس المصري المنتخب «محمد مرسي» يواجه معضلة حقيقية، فهو اما ان يبقي علي معاهدة السلام مع اسرائيل دون اي تغيير، وبالتالي يرضي امريكا واسرائيل، ويغضب مؤيديه من الجماهير، أو أنه يقدم علي تغيير الاتفاقية، وبالتالي يواجه بعض المشاكل علي المستوي الخارجي.
وأوضحت الصحيفة انه بعد رحيل الرئيس السابق «حسني مبارك» عن السلطة ، علي ما يبدو انه لا مفر أن يتم التدقيق واعادة النظر في معاهدة السلام، فقد أثار فوز «محمد مرسي» في الانتخابات الرئاسية علي حد سواء الخوف والتكهنات حول مستقبل معاهدة «كامب ديفيد» للسلام.
وأشارت الصحيفة إلي أنه قبل الشروع في التوقعات، من الضروري أولا الوقوف علي بعض الحقائق:
  العداء الشعبي
أولا: هناك حالة من العداء تجاه إسرائيل في مصر، وعامة الشعب ليسوا في مزاج لإقامة علاقات حميمة مع اسرائيل، التي توصف علي نطاق واسع من جميع اطياف المجتمع المصري، من اليساريين إلي جماعة الإخوان المسلمين الي السلفيين المحافظين بدولة «الكيان الصهيوني».
وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي قام بها مركز «بيو» للأبحاث أن معظم المصريين يؤيدون الانقلاب علي معاهدة السلام الموقعة عام 1979.
سيناء مشكلة
ثانيا: ان جماعة الاخوان المسلمين ظلت تعمل سنوات عديدة في المعارضة، حلمت من وراء الكواليس بتحرير القدس وإقامة حكم الخلافة، ومع وصول «محمد مرسي» للسلطة، فإن هناك العديد من التحديات الهائلة التي تواجه أمن سيناء قبل أي شيء آخر.
حيث كان دمج سيناء في مصر دائما إشكالية واجهت الحكومات المصرية المتتالية، وقد فشلت كل المحاولات. وكان الأمن في سيناء مصدر قلق حتي في عهد «مبارك»، ولإيجاد حل لهذه المشكلة، حيث كان يتم اغلاق الحدود مع غزة، وهو القرار الذي كلف «مبارك» غاليا من الناحية السياسية.
ثم أخذت المشكلة منعطفا خطيرا بعد ثورة 25 يناير، مع التقارير التي لا نهاية لها من تدهور الأمن في سيناء، واختطاف السياح، وانتشار الجماعات المسلحة في المنطقة.
المفتاح في غزة
ثالثا: ان المعاهدة الأولي بين مصر وإسرائيل لن يتم تحديد مستقبلها، في القاهرة أو القدس، وبالتأكيد ليس في واشنطن، ولكن في قطاع غزة، من قبل أطراف ثالثة - وهي مختلف المجموعات مسلحة - التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في الوضع الأمني المتدهور في سيناء. فإذا نجحت هذه الجماعات في التسلل الي اسرائيل من سيناء وتسببت في  خسائر واسعة الانتشار، فإنها يمكن أن تجر المصريين والإسرائيليين إلي مواجهة غير مرغوب فيها.
العلاقة سارت علي 3 مراحل
وأوضحت الصحيفة انه منذ عام 1948، سارت العلاقة بين مصر وإسرائيل من خلال عدة مراحل،  المرحلة الأولي،  تأرجحت بين العداء الكلي والجزئي عندما كانت مصر بمثابة الراعي للقضية الفلسطينية، والمرحلة الثانية، هي  «السلام البارد»،  عندما حاولت مصر - دون جدوي في الغالب - القيام بدور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، طيلة السنوات الماضية، والآن دخل كلا البلدين المرحلة الثالثة، وسوف  يكون لمصر بقيادة «مرسي» خياران:
وأوضحت أن الخيارين اللذين أمام الرئيس المنتخب هما:
الأول: أنه يمكن تبني سياسة وساطة إيجابية عادلة بين مختلف الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والتي أثبتت نجاحها في الثمانية عشر شهرا الماضية بعد رحيل الرئيس «مبارك». ويمكن أن توفر أيضا الدعم اللوجستي والمعنوي لحكومة حماس في غزة، ولكن مع وضع خطوط حمراء تمنع التسلل عبر سيناء إلي إسرائيل ويبدو أن هذا هو الخيار المفضل حاليا من قبل الجيش المصري.
ومن المتوقع ألا يغير «مرسي» كثيرا في هذا الخيار. ومع ذلك، فإن هذا الخيار قد يضع الاخوان المسلمين علي مسار تصادمي مع اشقائهم من الاخوان المسلمين في غزة. الا ان الفلسطينيين الذين هتفوا بفوز «مرسي» (الأخ الأكبر) لن يكونوا سعداء لرؤيته بغض الطرف عن الحملة العسكرية ضد المتشددين في سيناء أو إلقاء القبض علي متسللين من قطاع غزة. وحتي لو وافقت حماس وتفهمت الوضع الحساس لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فهل ستفهم وتقدر حركات «الجهاد الإسلامي» والفصائل الفلسطينية الأخري ذلك؟!
والثاني: ان يحاول مرسي استعادة الوضع القديم، برعاية الجماعات الفلسطينية التي لن تقبل باقل من تقديم المساعدات والدعم المالي واللوجستي وحتي العسكري، كما فعلت سوريا، وفي هذه الحالة فإن المواجهة المباشرة مع إسرائيل، لا مفر منها.
حلم تحرير القدس
كما أكدت الصحيفة ان بقاء معاهدة السلام، سيتوقف علي طريقة مرسي في السيطرة علي الوضع الامني في سيناء، وكيف أنه سيتعامل مع الاشقاء في عزة. وقالت الصحيفة: «حقا انها معضلة لجماعة (الإخوان المسلمين) التي بنت سمعتها علي حلم تحرير القدس».
ورأت الصحيفة أنه حتي الآن، فإن المرجح ان ينتهج «مرسي» سياسة  الوساطة الإيجابية، وإذا فشلت هذه الجهود، فإنه من المرجح أن  يلقي باللوم علي الجيش والمؤسسة الأمنية.