الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قرية الحرية» حلم الشباب القناوى.. حبيسة التنفيذ منذ 20 عاماً




 قنا ـ حسن الكومى
على بعد 20 كيلو متراً من مدينة قنا توجد قرية الحرية الكائنة بالقرب من جبل المراشدة بمركز الوقف، شاهدة على إهمال المسئولين وتهميشهم للصعيد بأكلمه ليست تلك القرية فقط، فمنذ أكثر من 20 سنة تخلت الدولة عن واحد من أهم وأكبر المشروعات «مشروع شباب الخريجين» بالمراشدة، حيث استصلحت الحكومة 25 ألف فدان بصحراء المراشدة ليتم توزيعها على شباب الخريجين من الحاصلين على بكالوريوس زراعة والدبلومات والمعاهد الزراعية، على أن يخصص جزء منها للمتضررين من قانون المالك والمستأجر رقم 92 لسنة 96، وذلك فى إطار تنفيذ البرنامج الانتخابى للرئيس الأسبق حسنى مبارك للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب القناوى.
كانت قد أسندت وزارة الزراعة وهيئة تعمير الصحارى المشروع إلى شركة وادى كوم أمبو لتنفيذه، وبالفعل أقامت الشركة جزءا لا يذكر من المشروع.
وأطلقت الشركة التى أسندت إليها الوزارة الأعمال اسم «قرية الحرية»، ومن أجل تسهيل عملية الزراعة على الشباب تم نظمت الشركة ترعا رئيسية «مبطنة» بطول 8 كم، وترعا أخرى فرعية بطول 24 كم، وطرقا داخلية، فضلا عن إنشاء 3 محطات رفع مياه شاملة خطوط الطرد الحديدية، إلى جانب مياه الآبار التى قامت بحفرها، ونظام كامل للرى بالتنقيط ، إلى جانب أن الشركة دفعت لهيئة كهرباء الريف 5 ملايين جنيه لتوصيل الكهرباء إلى المنطقة التى سيكون نصيب الفرد منها نحو 2.5 فدان.
الغريب فى الأمر أن بعد كل ذلك تكاسلت وزارة الزراعة وتخلت عن المشروع وتركته فريسة فى أيدى مافيا الأراضي، فضلا عن تحويلها إلى خرابة تسكنها الفئران والزواحف وينعق فيها البوم، واستغلها تجار السلاح والخارجون عن القانون مأوى لهم، ناهيك عن أنهم سرقوا الأبواب والنوافذ ومحول الكهرباء الذى يبلغ سعره 150 ألف جنيه، فى الوقت الذى تكلف ذلك المشروع نحو 300 مليون جنيه.
يقول عبد الرحمن سعيد، حاصل على بكالوريوس زراعة، إنه منذ أن تم الإعلان عن المشروع تم اسناده إلى أكثر من جهة، فى حين أن الوزارة تطرحه ثم يصل إلى مديرية الزراعة بقنا ولكن لا حياة لمن تنادي، متهما الزراعة بأنها السبب فى التقصير والقرية شاهد على الإهمال.
من جانبه أوضح محافظ قنا أنه بذل مجهودا مكثفا منذ توليه منصب المحافظ من خلال شن حملات إزالة بتلك الأراضى، إلا أن كل معتد فور الإزالة يرجع للاستحواذ على قطعته مرة أخري.
وقال المحافظ: إن عملية طردهم من تلك الأراضى «صعب جداً»، خاصة وأنهم قاموا بزراعتها، لافتاً إلى أن المحافظة حصلت على قرار تضمن 201 فدان جاهزة للزراعة، مشيرا إلى أنه سيتم توزيعها قريباً على شباب مركز الوقف.
وأوضحت المهندسة أمل إسماعيل، وكيل وزارة الزراعة بقنا، أن مديرية الزراعة خصصت 16 ألف فدان غرب قرية المراشدة، وتم مخاطبة هيئة الاستصلاح لضمها ضمن خطة الدولة ليتم توزيعها على شباب الخريجين وصغار المزارعين من أبناء المحافظة، وذلك ضمن المشروع القومى الذى قام بطرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستصلاح المليون فدان.