الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سنهور البحرية» محرومة من الخدمات.. ومياه الشرب دائمة الانقطاع




الفيوم ـ حسين فتحى
ربما لا يعرف الكثيرون من أبناء محافظة الفيوم أن هناك قريتين بمسمى واحد، إحداهما قرية سنهور القبلية والأخرى البحرية، فى حين تعتبر القبلية مركز التجارة الأول بمركز سنورس، حيث وصل سعر متر الأرض بها إلى 25 ألف جنيه، إذا ما قورن بأسعار القاهرة العاصمة لا تجد أية نسبة أو تناسب، بينما الأخرى البحرية لا تبعد عن قرية بحيرة قارون سوى 1500 متر من الجانب القبلي، تعتبر مثالا للفقر المدقع، حيث لا يزيد سعر فدان الأرض الزراعية بها على 100 ألف جنيه والمسافة بين القرية ومدينة الفيوم لا تتجاوز الـ 21 كيلو مترا.
الغريب هنا أن تلك القرية تحولت أراضيها إلى أشواك، ومحطة الصرف الصحى تحولت إلى خردة بعد أن تكلفت 20 مليون جنيه، أما رغيف العيش فحدث ولا حرج، ففى البداية يقول عشرى ربيع، مفتش تموين، إن القرية تعوم فوق بركة مياه صرف صحى بسبب انتشار ظاهرة الطرنشات، رغما عن مد خطوط الصرف الصحى وإنشاء محطة الرفع منذ 7 سنوات ولكن مع الأسف لم تعمل حتى الآن، وتحولت معداتها إلى قطع من الخردة بعد أن التهمها الصدأ.
ويشير عشرى إلى أنهم تقدموا بشكاوى عدة، قائلا: «شكونا لطوب الأرض لإعادة تشغيل المحطة ولكن للأسف المسئولون ودن من طين وأخرى من عجين»، وتعاقب المسئولون والرد واحد، والتقاعس متماثل ولا أحد يدفع ثمن العناء من نقص الخدمات وقلة الإمكانات سوى سكان القرى البسطاء والفقراء.
ويوضح أيمن رحيل، مدرس، أن الأراضى الزراعية تحولت إلى شقوق أرضية وأشواك و نباتات غريبة تنمو فى الأراضى المتصحرة بسبب ندرة مياه الرى التى تصل للقرية عبر خليج صغير لا يصلح أو يكفى سوى رى 200 فدان، فى الوقت الذى تصل فيه مساحة أراضى القرية لـ 1500 فدان، مما يعكس بدوره ويؤثر بالسلب على خصوبة أراضيها.. ويضيف رحيل أن تغطية البحر من نقطة بدايته بقرية بنى صالح كان سببا رئيسيا فى منع وصول مياه الرى إلى القرية وهو ما أدى إلى فشل الفلاحين فى رى أراضيهم أو تمكنهم من زراعتها، ناهيك عن إحباطهم أن تلك الأرض «لم تقم لها قومه».. ويلفت شعبان قرنى أحمد، أعمال حرة، إلى أن القرية تحولت إلى ما يشبه مقلباً للقمامة لتراكم المخلفات فى جميع شوارعها، قائلا: حتى الترعة الصغيرة التى تحمل المياه إلى القرية أصبحت هى الأخرى مقلب قمامة، إلى جانب تصريف مياه الصرف الصحى بها، خاصة أن سكان القرية من البسطاء يستخدمون هذه المياه لحيواناتهم التى تصاب بالأمراض مما يؤدى إلى نفوق الكثير من الماشية و الأبقار.
ويشير حسن عبد الحكيم، عامل، إلى أن القرية تعانى من الانقطاع الدائم لمياه الشرب، والتى لا تأتى إلا فى ساعة متأخرة من الليل، ليستمر عملها ما لا يتخطى 5 ساعات، الأمر الذى يدفع الأهالى إلى السهر ليلا لتدبير احتياجاتهم من المياه.
ويقول صلاح عيسى عبد الكريم، فلاح: وفى محاولة من الوحدة المحلية لجمع القمامة والتخلص منها حفاظا على أرواح المواطنين، قامت بشراء سيارة نقل لجمع المخلفات، ولكن مع الأسف لم تلزم العمل سوى شهرين فقط، فى حين يقوم المسئولون بالوحدة المحلية بتأجير السيارة للأهالى لنقل متعلقاتهم الخاصة بهم، والعمل فى نقل المحاصيل الزراعية بعيداً عن عملها الأساسى «جمع القمامة».
ويستنكر جمعة عبد الرحمن، عامل، من سوء رغيف الخبز الذى تنتجه المخابز بالقرية، منوهاً إلى أنه لا يصلح للاستخدام الآدمى، فى حين يستغل أصحاب المخابز غياب أجهزة الرقابة التموينية فى التفتيش عليهم، ويقومون بنقص وزن الرغيف، وعدم الانتظار عليه ليتم تسويته، وهو ما يدفع المواطنين لاستخدامه كأعلاف للطيور.