الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مدارس «العامرية» تائهة بين «هيئة الأبنية» و«الإدارة التعليمية»





 الإسكندرية ـ نسرين عبد الرحيم

ليس من الغريب فى شىء قيام المسئولين والقيادات التنفيذية فى محافظة  الإسكندرية بجولات تفقدية على مدارس الثغر، وذلك للاطمئنان على سير العملية التعليمية، ومتابعة الحالة الأمنية، ولكن الأغرب هو أن تأتى تلك الجولات التفقدية والزيارات المفاجئة للمدارس «الهاى  كلاس» ، فى حين لا تنل  المدارس الفقيرة شرف الزيارة، ولم يلتفت أحد منهم إلى مياه الصرف الصحى والمخلفات التى تحيط بالأسوار .
فيما لم يشاهد أحدهم المدارس التى أوشكت على الانهيار، ومقالب القمامة الموجودة أمام أسوار، المدارس ناهيك عن تكدس الطلاب داخل الفصول، فضلا عن تجاهلهم شكوى المعلمين من اقتحام البلطجية للمدارس ليلاً لتعاطى المخدرات والمبيت داخلها، إضافة إلى أن ذلك يحدث ببرج العرب والعامرية والناصرية وغيرها من الأماكن النائية بالثغر.
ألقت «روزاليوسف» عدستها على المدارس التى غمرتها المشاكل، وإليكم التفاصيل..
يقول نادر أحمد حسن، مدير مدرسة الحسن بن على الابتدائية المشتركة، التابعه لإدارة العامرية التعليمية، إن هناك اهمالاً لجميع المدارس الموجودة فى المربع بالمنطقة، حيث يوجد بها مدرسة «إعدادى - ثانوى  تجارى بنات»، لافتا إلى أنه منذ بداية العام الدراسى وجولات المسئولين التفقدية لمدارس الثغر وتمنى حينها أن يكون لمدارس العامرية نصيب من تلك الجولات لنتمكن من عرض المشاكل عليهم.
ويشير حسن إلى أن دورات المياه الموجودة بالمدرسة التى يديرها طابق واحد فقط معرض للانهيار فى أى لحظة ولا يمكن أن يستخدمه التلاميذ، مشيرا إلى أنهم يستخدمون دورات المياه الخاصة بالمسجد والذى أيضا معرض للانهيار بين لحظة وأخري، ناهيك أن مخزن الكتب مغلق والأسقف متهالكة، منوها إلى أن المدرسة بأجمعها تحتاج أعمال تطوير، وتوسعة الفصول لتكدس التلاميذ فيها نظرا لقلتها، وذلك من خلال هدم المبانى المتهالكة وإعادة بنائها مرة أخرى للاستفادة منها.
ويستنكر مدير مدرسة الحسن بن على الابتدائية المشتركة من تسلل البلطجية إلى أغلبية المدارس التابعة لإدارة العامرية التعليمية من خلال أسوارها، والمبيت داخلها كمسكن لهم، وستار لتعاطى المخدرات، وسط صمت من الطرفين الأهالى والمسئولين خوفا على حياتهم من الخارجين عن القانون.
أما المدرسة الإعدادية والكائنة فى نفس المنطقة وبنفس الاسم الذى تحمله المدرسة الابتدائية، لا توجد بها مقاعد، ليصل الأمر إلى أدهى من ذلك أن المعلمين أنفسهم يخشون الدخول على التلاميذ الفصول، لكونهم بلطجية يحملون أسلحة بيضاء وعلى أتم الاستعداد للاشتباك مع المعلمين فى أى لحظة، ناهيك عن المشاجرات التى تتم أثناء العودة وانتهاء اليوم الدراسى، فى الوقت الذى يخلو فيه الطريق المؤدى إليها من الإنارة.
وبنبرة من الاستياء قال رجب على، ولى أمر أحد التلاميذ: «ابنى لا يريد الذهاب إلى المدرسة من اليوم الدراسى الثاني، وذلك خوفا ممن يحملون السلاح الأبيض «المطواة»، مطالباً بوجود أمن بالمدرسة لمنع المشاجرات وضبط سير العملية التعليمية وحفاظاً على أرواح التلاميذ.
بينما المدرسة الثانوية التجارية والتى تحمل أيضاً ذات الاسم الذى تحمله الابتدائية لكونها داخل مربع المدارس، شاهد عيان على التسيب من قبل الطالبات، ففيها يضرب الطالبات المدرسات، حيث ترى إحدى المعلمات التى فضلت عدم ذكر اسمها أن جميع الزيارات والجولات التفقدية التى يقوم بها المسئولون للمدارس روتينية، ولا يعيرون اهتمامهم للمشاكل التى تقع أعينهم عليها.
وطالبت المعلمة بضرورة ترميم المدارس، وإعادة بناء المتهالكة وإنشاء فصول إضافية لتقليل كثافة الفصول، لافتة إلى أنه عند عرض المشاكل التى تعانى منها العامرية على الإدارة التعليمية تنفى بحجة أن الحى التابعة له تلك المدارس لا يتبعنا، وتابع للأبنية التعليمية، فى الوقت الذى تؤكد فيه هيئة الأبنية أن الحى تابع للمحافظة، متسائلة من المسئول هنا عن حل وإنهاء تلك المشاكل.