الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ماجدة»: صورت «العمر لحظة» بعد وقف إطلاق النار و«يوسف السباعى» اغتيل والفيلم فى المهد




تقرير ـ سهير عبدالحميد

تعتبر الفنانة ماجدة الصباحي، من أبرز الفنانين الذين ارتبطوا بذكرى نصر أكتوبر 73، حيث تتصارع الفضائيات على عرض فيلمها «العمر لحظة» كل عام، الذى حاولت فيه تجسيد الحرب والمعارك التى دارت آنذاك، وبث روح الطمأنينة لدى الشعب الذى ساند قواته المسلحة فى عبور الملحمة التاريخية، علاوة على أنها دائما ما تحاول الاهتمام فى أفلامها بالقضايا الوطنية..
«الصباحى» تروى ذكرياتها لـ «روزاليوسف» داخل جبهة القتال وقت تصوير الفيلم، الذى دعم الجيش فيه المشاهد بالدبابات والمدرعات.

فى البداية تتحدث ماجدة عن سبب تقديمها فيلم «العمر لحظة» وتقول قبل الحرب بسنوات وأنا أبحث عن قصة تعبر عن المرحلة التى كانت تمر بها أرض الكنانة فى ذات التوقيت، فى الوقت الذى تقوم فيه القصة بإعادة بناء الجيش ومحاولة زرع التفاؤل داخل الجنود بعد نكسة، ولم أجد شيئاً قيم يصلح تقديمه للشعب والقوات المسلحة ويحقق الأفكار التى كانت تدور بذهني، إلى أن جاء العبور العظيم الذى عبر بنا من ظلمات اليأس الى نور العزة والكرامة، واستطاع الجيش أن يسجل مصر فى التاريخ بحروف من نور، وأعطى فيه الجنود درسا للعدو وأثبتوا له خلاله أنهم الجند الباسل الذى لا يمكن أن يرضخ لأى عدو مهما كانت قوته أو عدته وعتاده.
ولفتت ماجدة إلى أنها لم تجد أجمل من رائعة الكاتب الكبير يوسف السباعى «العمر لحظة»، حيث وجدت فيه ثلاثة نماذج يعبرونعن الأحداث، الأول منهم هو شخصية ضابط الجيش الذى جسده محمد خيرى، وشخصية العسكرى الذى عبر عن شريحة مهمة سواء داخل الجيش أو خارجه وجسدها بجدارة الراحل أحمد زكى، أما الشخصية الثالثة فهى شخصية الصحفية التى تمثل المجتمع المدنى من الإعلام والصحافة وأهل الفن، لافتة إلى أنها أضافت بعض التفاصيل على الشخصية التى تجعلها تتناسب مع طبيعتها.
وأوضحت الفنانة أنها شرعت فى التحضير للفيلم، وكان ذلك عقب وقف إطلاق النار بين الجيش المصرى والعدو الإسرائيلى، موضحة أن يوسف السباعى خاطبها لشخصها وأبدى لها أن الفيلم يحتاج إلى رجل مفتول العضلات ليقدمه، قائلا: «مش هتقدرى تقدميه بمفردك ده محتاج دولة تنتجه».
وأشادت ماجدة بدور القوات المسلحة فى دعمها لها معنويا، ومساندتها الفيلم إلى أن خرج بهذا الشكل الذى يتم عرضه عبر القنوات الفضائية والتليفزيون المصري، وذلك من خلال توفيرها مدرعات ودبابات حقيقية للتصوير على الجبهة التى دار فيها القتال، منوهة إلى أن من أبرز المواقف التى لا يمكن أن تنساها «استشهاد طيار الجيش أثناء التصوير الذى كانت القوات المسلحة خصصته لتوفير جميع ما يحتاجه الفيلم».
وتابعت ماجدة قائلة: «استغرق تحضير وتصوير ومونتاج «العمر لحظة» من عام 1974 حتى 1979 وعرض نفس العام الذى أنهينا فيه العمل، حيث تأخر خروج الفيلم للنور بسبب الاصابات المتكررة التى كانت تحدث للفنانين أثناء التصوير على المعدات الحربية فى الجبهة، خاصة أن الحرب لم تكن انتهت فى بداية التصوير، ثم جاءت فترة المباحثات.
وأضافت الفنانة: ومن الأشياء المؤسفة أن مؤلف الفيلم يوسف السباعى لم يمهله القدر ليشاهد الفيلم على الشاشة، حيث تم اغتياله قبل العرض الخاص بأيام، وعندما شاهدنا الفيلم بكينا جميعا حزنًا على رحيله، تمنينا حينها أن يكون حيا ليجنى ثمار جهده الذى كان يجرى فيه العمل دون كلل أو ملل.
وكشفت ماجدة عن مفاجأة وهى أن المشهد الشهير الذى يعرض حادث مدرسة «بحر البقر»، الذى وقع  فى فترة حرب الاستنزاف، هو مشهد سينمائى تم تصويره أثناء فيلم «العمر لحظة»، أشرف عليه خبير عسكرى، وتم تصويره فى مدرسة «بحر البقر» التى وقع فيها الحادث البشع بمحافظة الشرقية، منوهة إلى أن أغنية الموسيقار بليغ حمدى الذى غناها كورال الأطفال حزنا على ضحايا  «بحر البقر» تم غناؤها أيضاً فى الفيلم، وأخذ مقطع من الأغنية وأضيف لإحدى أغانى ثورة 25 يناير، علاوة على مساندة فرق بورسعيدية كذلك السمسمية للتعبير عن فرحة النصر خلال تصوير الفيلم.
وأشارت الفنانة إلى أنها كانت حريصة على زيارة الجبهة بانتظام سواء خلال حرب الاستنزاف أو بعد نصر أكتوبر، كذلك المسشفيات العسكرية لدعم رجال القوات المسلحة، مشيرة إلى أن هذا كان أقل واجب فى إمكانها تقديمه للجيش والشعب والدولة لتبرهن على ولائها وانتمائها لتراب هذا الوطن، وتقديرا للجنود الباسلين فى كسر العدو من خلال اشتباكات عنيفة لن ينساها العدو.
وأنهت ماجدة حديثها قائلة: كرمنى الرئيس السادات فى عيد الفن عن فيلم «العمر لحظة»، قائلا: أى انسان مصرى وطنى ومخلص لبلده وقام بواجبه على الوجه المنوط به، لابد وأن يتم تكريمه.