«ميادين الإسكندرية» تحولت إلى أسواق عشوائية للخضار والفاكهة

الإسكندرية ـ إلهام رفعت

فى ظاهرة ليست حضارية، ولا تليق بميادين محافظة عريقة كـ«الإسكندرية»، تحولت أهم الشوارع والمحاور الرئيسية فى المحافظة إلى أسواق عشوائية للخضار والفاكهة، وأخرى تم تخصيصها لبيع الملابس، فى حين يفترش آخرون الأرصفة ومنتصف الشوارع لتسويق الأجهزة الكهربائية، منها شارع «محطة مصر– المنشية – الساعة» وغيرها.
فيما لم يترك الباعة الجائلون قضبان محطتى القطار والترام، فافترشوا القضبان، وبدأوا فى تسويق أجهزتهم وسلعهم من خلال الشارع والمناطق الحية والحضارية، دون أدنى رقابة من مجالس المدن أو الأجهزة الرقابية الموجودة بالمحافظة.
«مفيش فايدة» عبارة رددتها سيدة فى محطة مصر، قائلة بصوت مرتفع «من أسبوعين بس كانت المحطة نظيفة وجميلة، ولكن للأسف سريعا ما تحولت إلى أسواق عشوائية أخرى»، مؤكدة أنها شاهدت رجال الشرطة وهم يرفعون الإشغالات، ويتسامرون مع الباعة بلطف ولين، وتم تصوير الشارع بكاميرات الفيديو والفوتوغرافيا، وسريعا وفور خلع نعال رجال الشرطة من المنطقة عاد الباعة مرة أخرى بعرباتهم وأقفاص الفاكهة والخضار، ونظرا لتكرار المشهد فأنوه إلى أن «مافيش فايدة».
يقول أحمد عبد اللطيف، أحد الباعة المتراصين الطريق، وصاحب قفص مملوء بالبلح يفترش به الأرض، بلهجة ريفية حادة «إن رجال الشرطة يقطعون عيشى وأختبئ منهم بعيدا حتى يتركوا المكان»، قائلا: «أنا خريج جامعة وعندى مصاريف ومش لاقى شغل، فأعمل إيه؟ أروح أسرق يعنى عشان آكل؟، منوها إلى أنه من سكان رشيد، والإقبال على الشراء تراجع للغاية، فى حين أن العمل الآن أصبح بمثابة إهانة وتسول.
أما أم محمد، بائعة الجبن القريش والفطير المشلتت فقالت: «أقوم فى الفجر وأركب القطر من كفر الدوار ومعايا فطير وجبنة وبيض، وأفرش فى المحطة من الصبح للعصر وأرجع بيتى تانى آخر النهار، والحكاية مش سهلة، هناك من يأخذ من دون أى مبالغ لمجرد السماح لى بالفرش، فى حين أننى لو مدفعتش سيكون مصير بضاعتى التراب، موضحة أنها تركت كفر الدوار ودمنهور لأن فى الإسكندرية لا يوجد وجه مقارنة بين إقبال المواطنين هنا وهناك، خاصة أن سكان الإسكندرية يتسارعون إلى منتجات الأرياف والحاجات الفلاحي، مشيرة إلى أنها تعول أولادها الأيتام بعد وفاة زوجها، ولم يترك لهم معاشاً لأنه كان يعمل أجيراً باليومية فى أرض زراعية.
وعن ميدان المنشية كان قد وعد محافظ الإسكندرية الباعة الجائلين بحل مشاكلهم، حيث قام بتسليم الباكيات المخصصة لشارع السبعينات بالمنشية وعددها 51 باكية بمساحة 2×2 متر.
ولإنهاء المشكلة جذريا خصص المحافظ مول فلورينا بمنطقة المنشية الذى تم استئجاره بمعرفة المحافظة لحل مشكلة الباعة الجائلين بالمنطقة، وقرر انشاء 280 باكية جديدة داخل المول ليتم تسكين الباعة الذين تم حصرهم وتسجيلهم مؤخرا.
ومن جانبها قامت إدارة شرطة المرافق بحملة لإزالة التعديات والإشغالات بدوائر أقسام المدينة، شارك فيها ضباط إدارات وأقسام المديرية بالتنسيق مع موظفى إدارة الإشغالات، فيما تم تنفيذ 18 حالة تنفيذ قرارات إدارية صادرة من الأحياء وإزالة أكشاك وبوفيهات وفترينات، هذا ما يشبه بالتأكيد لعبة القط والفأر.