الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف يحصل «داعش» على الملايين يوميًا؟




على الخط الحدودى بين تركيا وسوريا هناك جانبان متناقضان. ففى الوقت الذى يبدوفيه الجزء الجنوبى من حدود تركيا هادئًا، تمضى الحياة على الطرف الآخر، أى الجزء الشمالى من حدود سوريا، على النقيض تماما بقتال لا يتوقف يسعى بواسطته داعش الإرهابية إلى فرض سطوتها على أكثر ما يمكن من القرى وضمها إلى «دولة خلافتها» التى ترغب فى «بقائها وتمددها».
وبحسب موقع «سى ان ان» فإن داعش يقوم فى قرى مثل «بيسسلان» بتحصيل جزء من الأموال التى تحتاجها للإبقاء على «دولتها» وتمديدها ففيها تجرى أكبر عمليات تهريب للنفط تشمل ملايين البراميل.
ويتم استخراج النفط من الآبار وتتم تصفيته فى منشآت تكرير استولى عليها مسلحوداعش شمال العراق وسوريا وحتى وقت قريب، كان من أسهل ما يكون إدخال النفط إلى تركيا عبر الحدود لاسيما مع ثمنه الزهيد وارتفاعه الكبير فى الجزء الآخر من الحدود بما يجعل شهية الأتراك مفتوحة على هذه السلعة، ويكفى أنه فى هاطاى، التى لا تبعد عن هذه القرية سوى نصف ساعة، لا يقل سعر الجالون عن 7.5 دولار.
لكن الفظائع التى بثها داعش بنفسه من خلال قطع الرءوس وغير ذلك، جددت الضغوط القوية عليه وبالتالى ضيّقت من سهولة حصوله على الموارد. فقبل أسبوع فقط، دمّر طيران التحالف عدة منشآت نفطية يسيطر عليها داعش بهدف التأثير على مواردها المالية.
وفيما يخص التهريب عبر الحدود ليس سوى مورد واحد من ضمن عدة موارد يعتمد عليها داعش للحصول على الأموال. وتعترف وزارة الخزانة الأمريكية بأنها لا تملك أرقاما محددة ودقيقة لثروة هذه الجماعة الارهابية، ولكنها تعتقد أنّ داعش يحصل على عدة ملايين من الدولارات يوميا.
وقال مسئول فى وزارة الخزانة «علينا ألا ننسى إنفاقهم على الأسلحة والمرتبات وعندما يتعلق الأمر بحجم ما يحصلون عليه فإنّ الترجيحات واسعة ولكننى أعتقد أنهم لا يحصلون على أقل من مليون دولار يوميا».
واعتبر ماثيوليفيت مدير برنامج ستين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أنّ «داعش هوأفضل تنظيم مموّل رأيناه حتى الآن وزيادة على أموال تهريب النفط فإنّ داعش يحصل على هبات من أنصار أثرياء له فى دول من ضمنها تركيا وقطر.
لكنّ ليفيت نبّه أيضا إلى أن لداعش أساليب أخرى من أبرزها الجريمة المنظمة داخل الأراضى التى يسيطر عليها لاسيما أنّها نشأت ضمن أوساط العصابات التى ظهرت فى العراق بما يعيد جذورها إلى مؤسسة إجرامية.
وقال «لا ينبغى علينا أن نشعر بالمفاجأة. تذكروا أنّ داعش هو ما كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وأن القاعدة فى العراق وشبكة التوحيد وشبكة الزرقاوى كلها نفس الشىء وأن جميعها كان يتمول ذاتيا بواسطة النشاط الإجرامى المحلى داخل حدود العراق».
وأضاف أنّ داعش ينشط باعتباره مؤسسة صلبة منظمة على الجريمة وهذا يعنى أنّه يمكنه طلب المال من أى شخص يوجد فى المنطقة التى يسيطر عليها. وعلى كل من يرغب فى النشاط الاقتصادى داخل منطقة يسيطر عليها داعش فعليه أن يدفع الضرائب وعلى كل شاحنة تستخدم جسرًا أوطريقًا سريعًا توجد فى منطقة يسيطر عليها مسلحو داعش، أن تدفع معلومًا لذلك. وتشير التقارير إلى أنّ السكان القاطنين فى تلك المناطق يدفعون عمليا على كل شىء.
وقال «هناك تقارير تشير إلى أن كل من يرغب من سكان الموصل سحب أمواله من البنك، مطالب بأن  يتبرع  بشىء من ذلك المبلغ للتنظيم. لذلك فإنّ سيطرة التنظيم على أراض هو ما منحه فرصة اتباع هذا الأسلوب على خلاف تنظيم القاعدة الذى لم يفرض سطوته على أراض من قبل. والأمر يتعلق بالتقليد المغرق فى القدم والذى يلخص مفهوم الغزو وفرض السطوة. فما تأخذه هو ما تملكه».
واعتبر المدير التنفيذى لمؤسسة قوة الطوارئ السورية فى واشنطن معاذ مصطفى أن الحل الجذرى لن يكون القصف لتدمير المنشآت التى تساعد داعش على تمويل نفسه ذاتيا، وإنما ينبغى استعادة الأراضى وإعادة فرض النظام المدنى فيها. وضرب مثالاً على ذلك أنّ داعش بات يسيطر فى الرقة على محاصيل القمح والقطن.
وأضاف أنّه لوحدث هذا التدخل الأمريكى قبل ثلاث سنوات لما ظهرت جماعة داعش الإرهابية. ومع قصف التحالف لمنشآت النفط وحتى مخازن الحبوب، فإنّه لا أمل واضحا فى كون داعش سيتم سلب قدرته على التموّل ذاتيا مادام يسيطر بريا على أراض يمكن للقاطنين فيها ان يخضعوا للضرائب وأن يكونوا محلاً للنهب والسلب والسرقة، وفقا للخبراء.