السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس فى أول خطاب رسمى بعد تأدية اليمين : لن أخونكم




شهدت القاعة الكبرى بجامعة القاهرة انقسامًا فى هتافات الحضور أثناء دخول المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق سامى عنان قبل دخول رئيس الجمهورية د.مرسى بإلقاء خطابه الرسمى الأول الذى أدى فيه اليمين للمرة الثالثة، حيث علت هتافات إخوانية بسقوط حكم العسكر بينما رد فريق آخر بهتافات: «الشعب والجيش إيد واحدة».
 
 
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها مقرئ الرئاسة الشيخ الدكتور أحمد نعينع.
واشتعلت القاعة بعدها بالهتافات والصيحات المرحبة بالرئيس المنتخب تخللتها وصلات من التصفيق والهتاف المؤيد للرئيس المدنى والمطالبة بسقوط حكم العسكر وأخرى تنادى: «الجيش والشعب إيد واحدة».
 
وفور دخول الرئيس محمد مرسى ضجت القاعة مكتملة الصفوف بالتصفيق بعد أن قام الجميع تحية للرئيس المنتخب.
 
 
وفى لفتة ذكية وفور أن بدأ الرئيس كلمته بادر بتقديم اعتذار لطلاب كليتى الآداب والحقوق الذين تم تأجيل امتحان لهم بسبب زيارة مرسى للجامعة.. وهو ما رد عليه الحاضرون جميعًا بالتصفيق الحاد.
 
 
وقال الرئيس الدكتور محمد مرسى فى خطابه الأول.. إن مصر لن تعود للوراء أبداً.. وقال إننا نبدأ معا صفحة جديدة فى تاريخ مصر.. نطوى بها صفحة بغيضة ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلآف السنين.
 
 
وفى مستهل كلمته.. قال الرئيس محمد مرسى: بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد الله رب العالمين.. والله أكبر فوق الجميع.. «قل بفضل الله وبرحمته وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».. الشعب المصرى العظيم.. الحفل الكريم.. الحضور الكرام السيدات والسادة أحييكم جميعا بالتحية الخالدة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
تابع مرسى قائلا «إلى أبنائى طلاب جامعة القاهرة الذين أجلت امتحاناتهم اليوم، وهم فقط فى كليتى الحقوق والآداب وسوف يؤدون الامتحان فى الفترة المسائية.. وتأجل الامتحان الذى كان فى الصباح إلى يوم الخميس 11 من شهر يوليو المقبل، فأرجو أن يتقبلوا منى اعتذارى عن تأجيل امتحاناتهم».
 
 
أرحب بكم جميعا أيها الإخوة ونحن فى جامعة القاهرة التى تعد جامعة الامة التى كانت أولى خطواتى للتعليم العالى فى رحابها.. والتى أشرف بالانتماء إاليها طالبا ومعيدا ومدرسا مساعدا ثم بعد ذلك رحلة الدراسات العليا فإننى اشرف بهذا الانتماء لجامعة القاهرة.. جامعة القاهرة معهد العلم العريق حيث التعليم والبحث العلمى والعلماء الأجلاء فى جميع المجالات.
 
 وأضاف الرئيس أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة قد وفى بوعده وعهده بألا يكون بديلا للإرادة الشعبية، موجها لهم التحية على ما بذلوه من جهد من أجل مصر، كما حيا رجال الشرطة المصرية على ما يبذلوه من جهد لحفظ الأمن للبلاد.
 
 
وجدد مرسى تعهده للشعب بالحافظ على المؤسسة العسكرية وإعلاء شأنها .
 
 وتعهد مرسى ببذل كل جهد للحفاظ على الأمن القومى المصرى ووحدة الوطن، وقال إن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها ويعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ لمهمته لحماية أمن وحدود الوطن.
 
 
كما أكد الدكتور محمد مرسى أن مصر لا تصدر الثورة إلى أحد ولا تقبل أن يتدخل أحد فى شئونها.
 
 
 وقال إننا نحمل رسالة سلام للعالم، وكذلك رسالة حق وعدل، مؤكدا دعم مصر للشعب الفلسطينى والشعب السوري، مشددا على ضرورة وقف عملية إراقة دماء الشعب السوري، كما أن مصر تقف مع الشعب الفلسطينى حتى يحصل على حقوقه المشروعة.
 
 
وقال الرئيس: هانحن نبدأ معا مرحلة جديدة فى تاريخ مصر نطوى بها صفحة ونستفتح بها صفحة مضيئة إن شاء الله، نسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين، حيث عاشت مصر عصور ازدهار نفخر بها ويفخر بها ملايين العرب والمسلمين كما عانت أحيانا لحظات انكسار سنعمل بقوة على ألا يعود.. فمصر لن تعود إلى الوراء.. لن تعود إلى الوراء.
 
 
وتابع مرسى قائلا «السيدات والسادة لقد أنجز الشعب المصرى بفضل الله تعالى ثم بتضحيات شهدائه الأبرار إنجازات عظيمة سنحافظ عليها.. ولن نفرط فيها أبدا لانها، ولدت من رحم المعاناة وتكبد الشعب فيها مئات الأرواح وآلاف الجرحى، متعهداً بالقصاص لدماء الشهداء.
 
 
وقال: لقد فرض الشعب المصرى إرادته وسيادته ومارس لأول مرة فى تاريخه الحديث سلطاته الكاملة.. فانتخب مجلسا للشعب ومجلسا للشورى فى انتخابات حرة نزيهة عكست تمثيلا حقيقيا لجميع مكونات المجتمع المصرى.. واختار البرلمان المنتخب جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد لمصر.. بدأت هذه الجمعية عملها وستستعين وأنا على يقين من ذلك بكافة الخبراء فى كل الاتجاهات،، ليأتى الدستور معبرا عن التوافق الوطنى ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية ومحافظا على هوية الأمة والمقومات الأساسية للمجتمع وحارسا للحريات العامة والخاصة.. دستور يقوم على الحق والعدل والقانون ويحمى استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والإبداع.. دستور يحقق العدل الاجتماعى وينقل مصر إلى مصاف الدول الحديثة التى يكون الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب».
 
 
وأضاف الرئيس مرسى «سيكون فى مصر الجديدة: الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب وهذه من أولى مهماتى معكم حكما بين السلطات راعيا للدستور والقانون وبعد أن أولانى الشعب ثقته فى انتخابات حرة نزيهة أشرف عليها قضاة مصر العظام العدول وحرستها القوات المسلحة ورجال الشرطة الأمناء وأعلن شيوخ القضاء المصرى نتيجتها النزيهة التى جاءت بها صناديق الانتخاب.
 
 
وتابع الرئيس قائلا «يا أبناء مصر جميعا.. أعاهد الله وأعاهدكم وأقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى وان أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة.. وأن احافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، ومن تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه واستقلاله.. حيث إنه من الضرورى أن أحافظ على القوات المسلحة والشرطة والقضاء وأن احافظ على كل أبناء مصر وشعبها.
 
 
وأضاف: «السيدات والسادة سوف أبذل كل جهدى للحفاظ على أمننا القومى وحماية حدود هذا الوطن مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه الذى يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومى وأعاهد الله تعالى أن أحافظ على هذه المؤسسة وأحافظ على أبنائها جندا وقيادات وأن أعلى من شأنها وأن أدعمها وأن أتخذ كل الوسائل والأسباب لتكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون الشعب معها فى كل ما تعمل أن شاء الله».
 
 
وقال: «أعاهد الله وأعاهدكم والعالم يسمع ويرى والله فوق الجميع يسمع ويرى على أن يكون أمن البلاد واستقرارها نصب عينى ومسئوليتى مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا انفسهم لحماية الأرواح والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة وأن نستكمل معا استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل.. وأن يحصل كل مصرى ومصرية على حقه أمام منصة العدالة العالية.
 
 
وأضاف الرئيس مرسى «لقد وفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذى أخذه على نفسه ألا يكون بديلا عن الإرادة الشعبية».
 
 
وتابع الرئيس مرسى قائلا : «إن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها ويعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ إلى مهمته لحماية أمن وحدود الوطن والحفاظ على قواتنا المسلحة قوية عزيزة متماسكة تعمل مع باقى مؤسسات الدولة فى إطار الدستور والقانون.. فتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت وما تكبدوه من مشاق.
 
 
وقال «إن النهوض بمصر هو مسئوليتنا جميعا لا مجال للانتظار فمصر فى حاجة ماسة إلى كل يد تبنى مستقبلها المشرق.. وإن الامم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بمشاركة كل ابنائها والتعاون المثمر بين المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى هذا الأساس فإننا سنفتح اآافاق فى الفترة المقبلة لتمكين المجتمع بكل مكوناته وفئاته وتوسيع دور المجتمع الأهلى والمدنى للمساهمة بجد فى كل قضايا الوطن».
 
 
وقال «إن الشعب المصرى الأصيل الذى خرج ثائرا.. فى ميادين العزة والكرامة.. فى ميادين الشهداء.. فى ميادين التحرير وكل ميادين مصر.. استطاع تقويم مسار السلطة بل أسقط هذه السلطة الظالمة بشكل سلمى حضارى ضاربا بذلك أروع النماذج التى عرفتها الأمم فى رقابة المجتمع على السلطة الحاكمة».
 
إننى من هذا المنطلق أقول لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية إلى مسارات اخرى إن الشعب اختارنى من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة ولا أريده أن يقبل.
 
 
أعاهد الله واعاهدكم بان أبذل غاية الوسع والطاقة للحفاظ على الدولة المصرية وإصلاحها بما يجعل مؤسساتها أكثر تعبيرا عن المصريين وقربا منهم وأن تعمل أجهزة الدول على حماية ورعاية مصالح المواطنين فى الداخل والخارج باعتبار ان المواطن المصرى هو محور اهتمامها وهو العمود الفقرى لتنمية الشاملة.
 
 
أيها الشعب المصرى العظيم إن النظام السابق فرط فى أمن مصر القومى وأدى إلى تقزيم دورها الدولى والاقليمى ولكننا نقول اليوم إننا سوف نبنى مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القومى بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقى فى الدوائر العربية والاسلامية والافريقية والدولية.
 
 
اننا نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل قبلها ومعها رسالة حق وعدل.. وكما تعاهدنا دوما نؤكد احترام التزامات الدولة المصرية فى المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
الجمهورية الثانية تنطلق من المحكمة الدستورية
 
 
للمرة الأولى فى تاريخ مصر وفى تمام الساعة الحادية عشرة من صباح أمس السبت، أدى الرئيس المنتخب د.محمد مرسى اليمين القانونية أمام رئيس وأعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، ليتولى مهام رئاسة الجمهورية رسمياً.
 
 
وقال مرسي: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
 
 
وأكد الرئيس بعد أداء القسم، احترامه للمحكمة الدستورية والقضاء. وقال: «ننطلق اليوم إلى غد أفضل، إلى مصر الجديدة، إلى الجمهورية الثانية».
 
 
وكان رئيس المحكمة الدستورية المستشار فاروق سلطان، قد دعا الرئيس المنتخب قبيل ذلك إلى أداء القسم «إعمالا لنص الفقرة الثالثة من المادة 30 من الإعلان الدستورى (المكمل) الصادر فى 17 يونيو 2012».
 
 
وأكد سلطان فى مستهل الحفل «تستقبل المحكمة الدستورية حصن الأمة المنيع فى مواجهة البغى والظلم واستلاب الحقوق، اليوم أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية».
 
وقال الدكتور مرسى فى كلمته التى ألقاها عقب أداء اليمين الدستورية أن هذه السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) والمحكمة الدستورية تنطلق من مكون أساسى محورى وجوهرى من هذه المؤسسات ضمن السلطة القضائية إلى غد أفضل وإلى مصر الجديدة.. إلى الجمهورية الثانية.
 
اليوم أسس الشعب المصرى لحياة جديدة وحرية تامة وديمقراطية حقيقية وإعلاء مفهوم المؤسسية والاستقرار.
 
 
وتابع: أقدر وأريد أن أقول بالنص احترم السلطة القضائية والسلطة التشريعية وأقوم بدورى لضمان استقلال هذه السلطات واستقلال هاتين السلطتين عن بعضهما وعن السلطة التنفيذية واحترم المحكمة الدستورية وأحكامها والقضاء وأحكامه ومؤسساته جميعها.
 
 
وعقب ذلك قام بمصافحة أعضاء الجمعية العامة للمحكمة ثم غادر المحكمة بعد ذلك.
وألقى المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا كلمة خلال مراسم أداء الرئيس محمد مرسى للقسم الدستورى قال فيها: «أن هذا يوم مشهود من تاريخ مصر ذلك الذى سطر فيه شعبنا العظيم الصابر الثائر بدمائه ونضاله وصلابته صفحة من صفحات المجد والكرامة والعزة».
 
 
وتابع فاروق قائلا «فاليوم تستقبل المحكمة الدستورية العليا هذه القلعة الشامخة من قلاع الحرية والديمقراطية والعدالة.. حصن الأمة فى مواجهة البغى والظلم واستلاب الحقوق .. تستقبل أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بإرادة شعبية ديمقراطية أثمرتها انتخابات حرة نزيهة حسم نتائجها قول فصل لجموع المواطنين».
 
 
وأضاف سلطان: «نرحب بكم ونعتز بحضوركم إلى هذه المؤسسة الدستورية العريقة التى نثق أنكم تشاطرون شعب مصر تقديركم لها واعتزازكم بدورها فى حماية الشرعية الدستورية وإعلاء سياسة القانون على رءوس كل العباد».
 
 
وقال إن وجود الرئيس اليوم فى مقر المحكمة الدستورية العليا هو تجسيد حقيقى لإعلاء الشرعية الدستورية نرفع بها راية الدستور فوق كل الهامات.
 
 
وأشار فاروق إلى أنه «فى يوم الأحد الموافق 4 من شهر شعبان عام 1433 هجريا 24 من يونيو 2012 ميلاديا أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية عن فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية فى الانتخابات التى جرت يومى 16 و17 من يونيو لعام 2012.
وأعرب فاروق سلطان عن تهنئة الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا للدكتور محمد مرسى بانتخابه رئيسا لمصر, قائلا «أقدم لسيادتكم بأصدق التهنئة بالثقة الغالية التى أولاها إياكم شعب مصر العظيم ونتوجه للمولى العظيم أن يوفقكم فى مهمتكم الصعبة ويسدد على طريق الخير خطاكم من أجل مصر وطنا وشعبا».
 
 كان الآلاف من المواطنين قد احتشدوا فى محيط مبنى المحكمة الدستورية العليا على كورنيش النيل بالمعادى رافعين أعلام مصر وصور الرئيس المنتخب قبل وصول الموكب الرئاسى إلى المحكمة التى أحاطت بها المئات من قوات الجيش والشرطة والحرس الجمهورى لتأمين دخول الدكتور محمد مرسى لأداء اليمين القانونية أمام رئيس وأعضاء الجمعية العمومية والمحكمة الدستورية العليا تنفيذًا للإعلان الدستورى المكمل.