الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أكتوبر» الحرب التى غيّرت حياة قادة إسرائيل




ترجمة: أميرة يونس وسيد مصطفى

لم تؤثر الحرب على القيادات الكبرى التى شاركت فيها أمثال ديان وجولدا مائير، وإنما أفرزت الحرب العديد من الوجوه أهمها قطبان فى الحكومة الإسرائيلية الحالية وهما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، بينما يعتبر موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلى هو آخر القادة العسكريين الإسرائيليين الذين حضروا حرب أكتوبر.
واعترف وزير الدفاع الإسرائيلى «موشيه يعالون» بأنه لم يكن يتوقع أبدا أن يكون ضابطا بالجيش ولم يكن يحب الحياة العسكرية وانضم يعالون مع اندلاع الحرب العالمية لخدمة الاحتياط فى فرقة المظليين رقم 55، التى كانت تحت قيادة «دانى مط».
ويقص الوزير تجربته فى الحرب واصفا شعوره بحالة خوف غريبة تشبه ما أصاب جميع الإسرائيليين على حد وصفه.
وأضاف يعالون: إن جميع الإسرائيليين بعد حرب الأيام الستة (نكسة يونيو 1967) كانوا يعتقدون أن إسرائيل أصبحت فى عداد القوى الكبرى.
وعاد يعالون بعد الحرب للخدمة الدائمة وأنهى دورة ضباط، ومع نهاية الدورة عاد ليتولى مناصب قيادية فى الفرقة 50.
شارك فى الحرب أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلى ايهود باراك وزير الدفاع الأسبق، ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن باراك قوله: إنه يجب الحفاظ على اليقظة المطلقة، وعدم الوقوع فى أسر الأوهام، ويذكر باراك أن العبرة المستخلصة من هذه الحرب هى التى كانت وراء قرار تفضيل (ائتلاف السلام) فى مايو 1990.
وشغل ارئيل شارون مكانة بارزة خلال المعارك فى حرب أكتوبر، وذلك بعد أن نجح فى قيادة قواته فى الثغرة، واعترف شارون بأن الحرب بدأت وهو كان فى المزرعة الخاصة به فى مدينة زئيف، عندما جاء من يخبره أن «المصريين خدعونا» بهذه الكلمات وصف شارون دوره فى حرب أكتوبر، حيث تصور فى البداية أنها مجرد نزهة ولم يعتقد أنها ستفتح عليه أبواب الجحيم هو وجنوده.
وأكد شارون أنه تنبأ بالحرب، قائلا: وأذكر أننى وقبل الحرب بأسبوع كامل كنت فى زيارة لقناة السويس عندما لاحظت تحركات على الجبهة، وكشف تقرير عن الوجه الآخر لما يسمونه بنجاحات شارون والوجه السلبى له خلال الحرب وأن شارون كان فى هذه الحرب متسرعًا بشكل هستيرى.
ويضيف التقرير أن شارون عبر قناة السويس وسط مخاطر شديدة من دون إجراءات وحسابات عسكرية صحيحة.
كما رسم شلومو بن عامى وزير الخارجية السابق فى حكومة ايهود باراك خطا مباشرا من حرب أكتوبر حتى الانتفاضة وعقب بن عامى على الهزيمة الإسرائيلية بأكتوبر بأنه يجب على قادة إسرائيل أن يتعلموا ونستخلص العبر من حرب أكتوبر ونتسم بالشجاعة الأدبية لنواجه بها عدونا.
وفي سياق متصل اتهمت صحيفة معاريف العبرية المخابرات الحربية الإسرائيلية بالتهاون بما حصلت عليه من معلومات تأكد نية مصر القيام بحرب ضد إسرائيل قبل الخامس من أكتوبر، وحملتها المسئولية كاملة عن هزيمة الجيش الإسرائيلى، وطالبت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو «بالإفراج عن مزيد من الوثائق المتعلقة بحرب أكتوبر (يوم الغفران) التى منيت خلالها إسرائيل بهزيمة موجعة».
وأشارت الصحيفة إلى شهادة العقيد «يوئيل بن بورات» الذى شغل منصب قائد وحدة التنصت 848،  والذى سمح الجيش الإسرائيلى بنشرها اليوم بمناسبة مرور 41 عاما على حرب أكتوبر، موضحا أن الوحدة قامت بنقل المعلومات التى استطاعت جمعها إلى المسئولين وعلى رأسهم رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية «إيلى زاعيرا» والتى أكدت أن تحركات الجيشين المصرى والسورى على الجبهة تنبئ باستعدادهم وجاهزيتهم لشن حرب على إسرائيل، كما أبلغتهم بمعلومة بنية مصر التحرك ضد إسرائيل فى الخامس من أكتوبر، قائلا إن هذه المعلومة كانت تكفى إسرائيل للتحرك والاستنفار إلا أنها قوبلت ببرود شديد، وكانت إسرائيل قد زعمت مرارا عن تجنيدها لأشرف مروان صهر الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»  لحساب إسرائيل.
وأوضحت معاريف أنه لا يزال هناك جزء كبير من شهادة بورات تحت السرية التامة لعدم تشويه صورة المخابرات الإسرائيلية أكثر مما هى عليه.