اللواء حمدى الحديدى مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة: الأسواق العشوائية صداع فى رأس العاصمة

حوار - محمد هاشم


تشتهر محافظة القاهرة بالزحام والتكدس المرورى الشديد حيث يتردد عليها يوميا أكثر من 6 ملايين مواطن من مختلف انحاء الجمهورية ما يزيد من العبء الذى يتحمله رجال المرور بالعاصمة.. «روزاليوسف» حاورت اللواء حمدى الحديدى مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة الذى كشف عن تحقيق انجازات كبيرة فى تحسين الخدمة المرورية التى تقدم للمواطنين ومنها رفع كفاءة محاور العاصمة وزيادة ساعات العمل للضباط والأفراد لتصل إلى 12 ساعة متواصلة بدلا من 8 ساعات.. علما بأن مرور القاهرة هو المرور الوحيد الذى رفع ساعات العمل، إضافة لحظر دخول النقل الثقيل لشوارع المحافظة ووضع خطة أمنية محكمة لتأمين طلاب المدارس والجامعات وسهولة الحركة المرورية، كما تم وضع خطة لحل أزمة المرور تتلخص فى نقل أسواق الجملة إلى المدن الجديدة وإلى أطراف القاهرة.. العديد من الإجراءات والإنجازات يكشفها «الحديدى» فى الحوار التالى:
■ بداية ما الإجراءات التى اتخذتها الإدارة لتسهيل الحركة المرورية فى شوارع العاصمة؟
- قامت الإدارة العامة للمرور - فى إطار خطة وزارة الداخلية - بتسهيل الحركة المرورية، وكان من أبرز ما حققته حظر دخول سيارات النقل التى تسبب حوادث طرق وتمثل مشكلة مرورية مرهقة لسكان العاصمة، وتم منع دخولها بشكل تام وكامل، كذلك قامت الإدارة بزيادة ساعات العمل فكان الانتهاء من العمل حتى الساعة الثانية ظهرا وتم زيادتها حتى الساعة السابعة مساء وإنهاء جميع الإجراءات وذلك لتحقيق راحة المواطنين.
بالاضافة إلى أنه تم نقل الباعة الجائلين من مناطق وسط القاهرة إلى الترجمان، وهذه الخطوة كانت مهمة جدا لتسهيل حركة المواطنين ولإعادة المظهر الحضارى للعاصمة.
■ هل تطبق الادارة استراتيجية معينة فى تعاملها مع الحركة المرورية؟
- بالطبع تضع الادارة استراتيجية للعمل وتنقسم إلى محورين الاول هو تسيير حركة المرور والثانى توفير خدمات متميزة للمواطنين.
■ فى وجهة نظركم ما الاسباب التى تؤدى إلى تكدس المرور فى شوارع القاهرة وما الحلول لهذه المشكلة؟
- أعتقد أن السبب الرئيسى فى الأزمة هى أسواق الجملة وأسواق التجزئة، حيث إن المواطنين يترددون عليها بشكل متزايد مما يتسبب فى أزمة حقيقية فى المرور، ولعل المثل على ذلك منطقة العتبة والموسكى والأزهر، واعتقد أننا لو نقلنا هذه الأسواق إلى مناطق بالمدن الجديدة والمناطق الصحراوية لتمكنا من السيطرة على المشكلة المرورية كذلك نقل الاجهزة والوزارات إلى أماكن خارج العاصمة سوف يخفف الضغط على شوارع العاصمة، كذلك تنظيم النقل الجماعى فلو نظمنا هذه الوسيلة وأصبحت مريحة لن يحتاج المواطن إلى سيارته الملاكى.
بالإضافة إلى أن معظم أصحاب العمارات والابراج لا يلتزمون بوجود جراجات أسفل عماراتهم ويضطر السكان إلى ترك سياراتهم فى الشارع، وهذا سبب مباشر فيما نحن فيه من ازدحام.
أيضا تصميم الكبارى حدث فيه أخطاء فنية جسيمة من الناحية المرورية والتخطيط المرورى مثل كوبرى أكتوبر أكبر شريان فى قلب العاصمة ويبلغ طوله 18 كيلو متراً ويربط القاهرة من شرقها لغربها حيث إنه ضيق جدا ولا يتسع لأكثر من سيارتين فى كل اتجاه وهناك كوبرى الازهر الذى نحاول أن نلغيه بسبب التكدسات التى تحدث عليه.
ونأتى لأهم الأسباب وهو السلوك الشخصى غير المناسب، ولكى نحل المشكلة المرورية يجب أن يبدأ كل شخص بنفسه حتى نستطيع أن نقضى على هذه المشكلة.
■ أعطنا أمثلة للأسواق التى تعطل المرور بالقاهرة؟
- سوق النجف بشارع الجيش وسوق الإكسسوارات بشارع الروينى وسوق الأدوات الكهربائية بشارع العشماوى وسوق الذهب بشارع الصاغة وسوق الملابس بالعتبة وسوق العطارة بالأزهر وسوق الموبيليا بالمناصرة وسوق السيارات الثقيلة بالسبتية.. كل هذه الاسواق صداع فى رأس العاصمة ولو نقلنا تلك الاسواق لاماكن اخرى لقضينا على المشكلة.. فمثلا سوق روض الفرج تم نقله إلى العبور وأصبح سوق العبور الآن مشروعا ناجحا ومربحا جدا.
■ ماذا عن الحملات المرورية التى تقوم بها الإدارة بشكل مستمر؟
- لدينا مشكلة التكدس المرورى.. فكما ذكرت عدد السيارات كبير جدا فى القاهرة، كما أننا نعانى من الانفجار السكانى و رجال المرور متواجدون الآن بشكل مكثف ويقومون بحملات.. وهدفنا الأساسى تحقيق السيولة المرورية ولكن نعانى من الباعة الجائلين ولولا وجودهم لكنا توصلنا إلى نتائج أفضل.
■ هذه الحملات بدأت تعيد العاصمة إلى رونقها لكنها تحتاج مجهوداً أكبر أليس كذلك؟
- نحن نبدأ يومنا كرجال مرور فى الصباح وفترة الذروة الصباحية تبدأ من السادسة صباحا وتكون مهمتنا تسهيل وصول المواطنين إلى أعمالهم والطلبة إلى مدارسهم وتليها فترة هدوء فى الشارع لكن هذا لا يعنى هدوءا فى مهمتنا.. وتأتى فترة الذروة المسائية وهى عند خروج الموظفين من أعمالهم وتكون هى الأصعب ونحاول دائما أن نحدث سيولة فى الحركة المرورية حتى يعود كل مواطن إلى منزله فى اسرع وقت بعد يوم عمل شاق.
■ ماذا عن ظاهرة انتشار الدراجات البخارية والسيارات بدون لوحات معدنية والسير عكس الاتجاه بشوارع القاهرة؟
- بدأنا حملات على جميع الشوارع للقضاء على كل أنواع المخالفات ووضعنا ضوابط لكى لا تتعطل حركة المرور ونستهدف فى تلك الحملات القضاء على تلك الظواهر فى أقرب وقت ممكن فهى تتم على مراحل ويتضح ذلك من خلال الإحصائيات التى تتراجع بشكل مستمر ولا تهاون مع أحد فالسير عكس الاتجاه من الممكن أن يحدث كارثة فى ثانية واحدة والدراجات التى لا تحمل لوحات معدنية يستخدمونها فى أعمال السرقة كما أن الحوادث الناتجة عن تلك الدراجات والسيارات تسبب مشاكل لرجال المباحث اذا وقعت الحادثة وفر المتهم هاربا.
■ ما خطة الإدارة مع بدء العام الدراسى وتأمين التلاميذ والطلاب بالمدارس والجامعات؟
- نحن نسعى فى المقام الاول إلى بث الأمن والأمان فى نفوس أهالى الطلاب والقائمين على العملية التعليمية وتأمين المدارس من خلال تخصيص سيارات دورية أمام كل منطقة بها تجمع مدارس بالتعاون مع الخدمات المرورية المتواجدة بالفعل.. وهنا أريد أن أوجه نداء إلى جميع مديرى المدارس بالتحرى جيدا عن سائقى أتوبيسات المدارس وكشف إذا ما كان أحدهم يجب أن يحصل على دورة فى القيادة السليمة ومبادئ المرور الأساسية، ونحن نستجيب للمدارس التى ترى أن سائقيها يحتاجون إلى دورة لتلقى القواعد السليمة للمرور من خلال إيفاد ضابط إلى المدرسة ليقوم بتوجيه وتعليم هؤلاء السائقين.
■ هل يقوم رجال المرور بإلقاء محاضرات فى الجامعات والمدارس للتوعية المرورية؟
- نقوم باستمرار بإلقاء تلك المحاضرات حيث يقوم الضباط المتواجدون بأماكن قريبة من المدارس بإلقاء دروس تثقيفية للطلاب للتوعية بأهمية المرور واحترام قواعده كما نقوم بإلقاء تلك المحاضرات بالجامعات.
■ المواقف العشوائية.. هل تمثل مشكلة حقيقية لرجال المرور؟
- المواقف العشوائية يستخدمها قطاع كبير جدا من الناس للتنقل والوصول إلى محطات المترو أو الوصول إلى الأماكن التى لا يوجد بها مواصلات ونحن بصفة مستمرة نقوم بحملات متواصلة على تلك المواقف والقضاء عليها ولكن الحل العاجل والمفاجئ يكون له آثار ومعوقات خاصة أن الناس تعتمد بشكل دائم عليها مما يضعنا فى مواجهة مع المواطنين.
■ كم يبلغ عدد السيارات المرخصة فى القاهرة؟
- يبلغ عدد السيارات المرخصة أكثر من 2مليون سيارة على الرغم  من أن القاهرة تكتظ الان بأكثر من 5 ملايين سيارة.
■ هل تعتقد أن فكرة الرئيس السيسى الخاصة بالذهاب إلى العمل بالدراجات فكرة جيدة؟
- بالتأكيد فمعظم الدول المتقدمة تستخدم الدراجات وهى وسيلة ناجحة وصحية ويجب عمل مواقف لها فى المدن الجديدة لاستخدامها كوسيلة للنقل.
■ ماذا عن السائقين متعاطى المخدرات؟
- نستهدفهم يوميا وخلال الشهر الجارى ضبطنا 41 حالة كشفت التحاليل إيجابية تعاطيهم للمواد المخدرة.
■ ماذا عن مجهودات الإدارة فى الشهر الحالى؟
- ضبطنا 216093 قضية ومخالفة بواقع 463 سيارة سير عكس الاتجاه و5214 سيارة سير فى الممنوع و3056 سيارة بدون قيادة و2945 بدون تسيير و39 بدون لوحات وضبط 103 دراجات نارية و10231 مخالفات متنوعة لدراجات بخارية.