الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أحمد السقا: تناول «داعش» فى«الجزيرة 2» صدفة وأتمنى أصل بقضايا بلدى للعالمية




حوار - سهير عبد الحميد
يشعر الفنان أحمد السقا بحالة من الرضا الداخلى بعد النجاح الذى حققه «الجزيرة 2»، الذى فاق كل التوقعات، مؤكدا أن سبب نجاح الفيلم هو القرب الشديد من الواقع الذى عاشه المصريون فى الثلاث سنوات الماضية وأنه يعتبره وثيقة تاريخية مهمة لرصد هذه الفترة.
السقا فى حواره التالى تحدث عن كواليس «الجزيرة 2» والصعوبات التى واجهها فى التصوير وعلاقته الإنسانية والفنية بالراحل خالد صالح وكشف عن تفاصيل أعماله المقبلة وحلمه للوصول للعالمية.

■ بداية لماذا اقبلتم كفريق عمل «الجزيرة» على تقديم جزء ثان رغم مرور 7 سنوات على الجزء الأول؟


- الفكرة كانت موجودة بعد نجاح «الجزيرة» مع الناس وكان من المفترض تقديمه منذ أربع سنوات، لكن التغيرات المتتالية التى حدثت للمجتمع المصرى بكل جوانبه جعلتنا نؤجل الجزء الثانى فترة، لأننا نحاول من خلاله التأريخ لفترة معينة بكل معانيها وأعتقد أنها كانت من أخطر السنوات التى مرت على مصر، لذلك حاولنا أن لا نطرح وجهة نظر واحدة، لكن أكثر من رأى وتركنا للمشاهد حرية الاختيار وربما القدر هو الذى ساق لنا فكرة تقديم جزء ثان من «الجزيرة» ليختتم به المرحوم خالد صالح حياته الفنية ونقوم بإهدائه لروحه بدلا من أن يكون بيننا ليحتفل بنجاحه.


■ «الجزيرة 2» تعرض لأزمات إنتاجية أوقفت تصويره أكثر من مرة وكان من المفترض أن يشترى السبكى الفيلم، فما حقيقة ذلك؟


- لم يحدث هذا على الإطلاق وكل ما أثير حول هذا الموضوع عار تماما من الصحة والمنتج الوحيد للفيلم هو المنتج هشام عبد الخالق ومعه شركاته فى المجموعة المتحدة ولم يعرض للبيع مطلقا، لكن كل ما فى الأمر أن هناك مشكلة كبيرة للتصوير فى الأماكن الحقيقية التى سبق أن صورنا فيها الجزء الأول، خاصة منطقة الأقصر وهذا جعل التصوير الخارجى أشبه بالمأساة وتوقفنا أكثر من مرة بجانب بناء الديكورات التى أخذت وقت طويلة.


■ الفيلم يتضمن جرعة سياسية مكثفة وإسقاطًا على أشياء فى الواقع، خاصة الرحالة فى «الجزيرة» الصورة المصغرة لتنظيم «داعش»، فهل هذا كان مقصودًا؟


- بداية.. الصدفة وحدها لعبت دورًا فى أشياء كثيرة، فالفيلم يتم تصويره منذ ما يقرب من 10 شهور وأخذت كتابته عامًا ونصف العام ولم يكن موجودًا فى هذا التوقيت تنظيم «داعش» ودعينى أقول لك «الجزيرة 2» خال من أى إسقاطات أو رمزيات وهناك عرض لوجهات نظر وأيديولوجيات مختلفة دون فرضها على الناس، فلو قلنا إن «الجزيرة 2» مأخوذ عن قصة حقيقية لقضية شهيرة كلنا عايشناها فى فترة ما، فالجزء الثانى هو الواقع بكل ماضيه وحددنا فى تتر الفيلم الفترة الزمنية التى يدور فيها وهى من 24 يناير 2011 حتى منتصف 2012، وفى النهاية «الجزيرة 2» وثيقة تاريخية لفترة عشناها وهذا هو دور السينما.


■ لماذا اخترتم التركيز على نماذج سلبية سواء لرجال دين أو للجهاز الشرطى؟


- لا أتفق معك فى هذا الأمر، فالنماذج السيئة الموجودة فى الفيلم ليست لرجل دين وإنما المتاجرون بالدين وممثلة فى الشيخ جعفر، الذى جسده خالد صالح وهذا النموذج موجود بكثرة وطغى على السطح فى السنوات الأربع الأخيرة، أما نموذج رجل الشرطة فأنا لا اعتبره العميد رشدى فى «الجزيرة 2» هو رجل شرطة، لأنه استقال من منصبه ويحاول الانتقام من كبير الرحالة الذى قتل زوجته أيضا، الفيلم يتضمن نماذج مبشرة وإيجابية مثل شخصية «على» ابن منصور الحفنى، فهو رغم حبه لأبيه ومشاعره تجاهه، إلا أنه يرفض تصرفاته وأفعاله والظروف تدفعه لأن يكمل طريق أبيه وجده ويصبح فى النهاية كبير الجزيرة، ولا ننسى أيضا زملاء خالد الصاوى فى الشرطة الذين يتبنون قضية الانتقام من الذى قتل أسرته، وللأسف عيننا لا تشاهد إلا الشىء السيئ وعلينا أن نغير أنفسنا وننظر للأشياء بأكثر شمولية ولا نركز على السيئ فقط.


■ هل صحيح أنك خفضت أجرك من أجل خروج «الجزيرة 2» للنور؟


- كلنا نعلم أن ميزانية الفيلم كانت محدودة وكان علينا أن نضحى حتى يخرج العمل بالشكل الذى يليق بنا وبنجاح الجزء الأول، وكان هناك اتفاق بيننا كفريق عمل من الفنانين والمخرج شريف عرفة أن كل واحد فينا يخفض من أجره عن المعدل الطبيعى، فى المقابل فإن المنتج هشام عبد الخالق لا يبخل على باقى الأمور الخاصة بالتقنيات والمعارك والديكور والأماكن التى نصور فيها، وهذا ظهر على الشاشة، الحمد لله الفيلم حقق صدى كبيرًا مع الناس.


■ البعض رأى أن مدة الفيلم والتى تجاوزت الساعتين ونصف الساعة طويلة، فما تعليقك؟


- ضحك ورد: أنا عن نفسى لم أشعر أن الفيلم طويل والناس نفس الحكاية والسر فى ذلك هو الإيقاع الذى صار به الفيلم وجعل الملل مختفيًا طوال الوقت لأنه كانت هناك أحداث متسارعة ومتتالية، وعلى مستوى السينما العالمية هناك أفلام تجاوزت أربع وست ساعات والناس لم تمل منها مثل The good father وScare Face وKill Bill.


■ هل ترى أن وجود خالد صالح فى «الجزيرة 2» كان كلمة السر فى نجاحه؟


- أنا لا أريد أن أربط نجاح عمل فنى وهو أمر دنياوى بالقدر الإلهى، فلكل أجل كتاب وإذا كان هناك إنسان حزين على رحيل خالد صالح، فلن يكون بقدر حزنى عليه فهو عشرة عمر ولم نكن أنا وهو زملاء فن فقط، لكن عشنا مع بعض أكثر من نصف تاريخى وتاريخه الفنى، وقبل أن التقى به فى فيلم «تيتو» كنت أذهب لأشاهد العروض المسرحية التى كان يقدمها على مسرح كلية الحقوق وكان فيه ميزة إنسانية مهمة وهى الرضا وأثناء تصوير الفيلم كان يقول أشياء لم نفهمها إلا بعد رحيله.


■ هل تركتم نهاية «الجزيرة 2» مفتوحة لرغبتكم فى تصوير جزء ثالث؟


- حتى الآن لم نقرر هذا الأمر والواقع والمتغيرات التى تحدث به هى التى ستحدد ما إذا كنا سنقدم جزءًا ثالثًا أم لا.


■ تعود للدراما التليفزيونية بعد غياب عامين، حدثنا عن مسلسلك المقبل؟


- أحضر الآن لمسلسل «ذهاب وعودة» مع المؤلف عصام يوسف والمخرج أحمد شفيق والمنتج صادق الصباح وهو مأخوذ عن قصة حقيقية دارت أحداثها عام 2010، وسيعرض رمضان المقبل إن شاء الله.


■ وما قصة تعاونك مع النجم فان دام فى فيلم عالمى؟


- هناك مشروع معروض على بالفعل من الفنان العالمى جان كلود فان دام وهو تحت الدراسة، لأن هذه الخطوة بالتحديد لابد أن تكون مدروسة.


■ هل لديك حلم قديم بالعالمية؟


- أتمنى أن أصل بقضايا وهموم بلدى للعالم كله.


■ وما قصة تعاونك مع الفنان كريم عبد العزيز فى عمل فنى؟


- هذا مشروع قائم بينى وبين المنتج هشام عبد الخالق وأتمنى تقديمه فى أسرع وقت، لأن كريم من أحب الأصدقاء لى وأتمنى العمل معه.