محلب: محدودية الموارد عقبة فى طريق خدمة المواطنين

كتب - حسن أبوخزيم وإيهاب عمر


اختتم المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء زيارته لمحافظة اسيوط أمس والتى بدأها بتفقد العمل بمحطة صرف صحى قرى القوصية بقرية منشأة خشبة والتى يبلغ تكلفتها الاجمالية 21 مليون جنيه وتخدم اكثر من 8 الاف نسمة وتم تنفيذ 87 % من المشروع الذى سيتم الانتهاء منه فى 30 يونيو 2015 بالاضافة الى احلال وتجديد شبكات المياه ودق ابار جديدة لقرى التتالية والمنشأة الصغرى ومنشأة خشبة بتكلفة 6 ملايين جنيه يتم الانتهاء منها فى 30 مارس 2015.
رافقه خلال الزيارة اللواء ابراهيم حماد محافظ اسيوط ووزراء الاسكان والتنمية المحلية والتخطيط والصحة والشباب والرياضة ومسئولو شركة المياه والصرف الصحى ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية.
وتفقد رئيس الوزراء ومرافقوه وحدة طب الاسرة بقرية منشأة خشبة والتى تم تطويرها بمبلغ 2 مليون و 600 الف جنيه وحصلت على اعتماد الجودة ضمن 86 وحدة صحية على مستوى المحافظة واطمأن على سير العملية التعليمية بمدرسة منشأة خشبة الاعدادية المشتركة كما استمع الى طلبات الاهالى بقرى التتالية ومنشأة خشبة وزار وحدة طب الاسرة بقرية التتالية وقرر تشكيل لجنة من الصحة للوقوف على مشاكل الوحدات الصحية وتوفير الامصال المختلفة بمختلف الوحدات الصحية والمستشفيات واستكمال عمليات التطوير ودعمها بالاجهزة والامكانات الطبية.
وشهدت جولة رئيس الوزراء ترحيبا من المواطنين واستمع الى مشاكلهم ووعد بسرعة العمل على حلها علاوة على انقاذ المشروعات الغارقة والمتوقفة دون اتخاذ اجراءات قانونية من قبل مسئولى المحافظة تجاه المتقاعسين عن العمل الامر الذى يؤدى الى تراكم المشكلات الحياتية لابناء اسيوط.
وخلال الزيارة تفقد رئيس الوزراء  مستشفى الإيمان العام، والذى يضم 244 سريرا، منها 180 سريرا مجانيا، حيث تفقد العديد من الأقسام التى تم تطويرها مؤخرا مثل أقسام الجراحة وغرف العمليات والحالات الحرجة، كما استمع لشرح من مدير المستشفى حول الاحتياجات العاجلة ومنها ضرورة تطوير وحدة الكلى لتصل قدرتها العلاجية الى 25 مريضا  بدلاً من قدرتها الحالية وهى 9 مرضى.
وأجرى محلب حوارات باسمة مع المرضى، وفى وحدة الغسيل الكلوى، قال لسيدة عجوز : اؤمرينى يا حاجة، ألف سلامة عليك، فقالت: لقد تم وقف المعاش الخاص بزوجى رحمه الله، ولا أعرف سببا لذلك، فأخذ بياناتها، قائلا: اليوم سنعرف، وستحل المشكلة، كما وعد ببحث طلب مريض مسن آخر وإيجاد فرصة عمل لنجله.
كما عقد محلب اجتماعا مع القيادات التنفيذية، بمحافظة أسيوط وخلال حواره معهم قال : هذه الزيارة هدفها حل المشكلات، وتقييم الوضع على أرض الواقع، وسأتكلم فى أربعة محاور مهمة، هى الصحة والتعليم ومياه الشرب والتعدى على أملاك الدولة، سنتكلم فى هذه الملفات بصدق، وسنبحث عن حلول لمختلف المشكلات.
وفيما يخص الصحة، قال محلب: تعلمون محدودية الموارد التى نمتلكها، والمشاكل التى نواجهها، ولكن هل يستغل هذا التمويل برغم محدوديته الاستغلال الامثل، أم لا؟.. فكلما كان الاداء بالمستوى المطلوب سنرفع من مستوى الخدمة المقدمة، أما إذا كان التمويل محدودا، والأداء سيئا فهذا أمر غير مقبول، وما نستطيعه حاليا، هو رفع كفاءة الاداء، مطالبا بحصر كامل للمستشفيات الحكومية التى بدأ إنشاؤها منذ سنوات، وتوقف العمل بها، وكذا مسح شامل للوضع الانشائى لباقى المستشفيات والوحدات الصحية، سواء التى تحت الانشاء، أو التى يتم تجديدها، بحيث لو تم توجيه جزء من الاستثمارات لها سيكون هناك مردود إيجابى عند المواطن.
ووجه محلب بضرورة الاهتمام بالخدمات فى المستشفيات، سواء النظافة، أو الصيانة، فالمطلوب أن نجد حلولا لهذه الخدمات، وان تصل كفاءة الاداء إلى أعلى درجة، وليس عندنا اختيارات، وبالتالى يجب أن نربط الحافز بالعمل،  والترقية بالأداء، الذى يقوم به من يقدم الخدمة، ويجب أن نقتنع انه ليس أمامنا سوى العمل، ومن لا يرد أن يعمل وسيتم تجنيبه، فنحن فى معركة ضد الارهاب والفساد، ويجب ان يكون للقائد دراية كاملة، وكيف يستطيع أن يدير.
وأضاف رئيس الوزراء: لا يمكن أن نتحجج دائما بالاعتمادات المالية، فإذا كان هناك مشروع تم إنفاق عليه مائة مليون جنيه او اكثر على سبيل المثال، ومتوقف على ٣ أو ٤ ملايين جنيه، سنوفر له ذلك التمويل، فبقاء منشأة مثل المستشفى التعليمى لمدة ١٥ سنة دون الانتهاء منها أمر صادم، وبالتالى يجب ان ننقذ هذا الاقتصاد الغارق، فالدول لا تتقدم إلا بالارادة.
وبشأن التمريض قال رئيس الوزراء: يجب أن تكون لدينا مؤشرات نراعيها عن عدد الاحتياج الحقيقى، مع رفع كفاءة الموجودين.
وقال المهندس ابراهيم محلب: إن لدى معلومات ان هناك اجهزة طبية بملايين الجنيهات فى صناديقها، واريد ان يؤكد لى هذه المعلومة مدير الصحة أو ينفيها، وان كان فيجب حصر هذه الاجهزة لانه من الممكن ان تتلف، وهنا رد المحافظ بأن هذه المشكلة انتهت.
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن قطاع مياه الشرب، حيث أكد أن هناك بعض الشكاوى من عدم جودة المياه، فى بعض الاماكن، ويجب ان تتعاون شركة مياه الشرب، مع وزارتى البيئة والصحة، لاعداد تقرير عن حالة مياه الشرب، بالمحافظة بوجه عام، مع ضرورة الاهتمام ببند الصيانة والتشغيل، حتى لا تهلك الاستثمارات التى تم إنفاقها على هذه المشروعات.
كما طلب تقريرا عن سبب تأخر تنفيذ محطة الوليدية، وتقريرا آخر عن محطات المياه الارتوازية بالمحافظة، مشيرا الى أنه لن يتم التوسع فى مشروعات جديدة الا بقدر الخطة الموضوعة، والاهتمام الاكبر سينصب على الانتهاء من المشروعات التى أنفق عليها لتنتهى، وسنعمل على الوصول بها الى بر الأمان.
وطالب رئيس مجلس الوزراء بحصر الأراضى التى اغتصبت فى أسيوط، مشيرا الى أنه لن يتم السماح بذلك، فمن يغتصب أراضى الدولة، انما يأخذها من قوت الـ٩٠ مليونا، وحقهم، ولن نسمح بأن يتكسب أحد على حساب الشعب، وهذا الامر ينطبق على الاراضى الزراعية المغتصبة.
وبشأن قضايا التعليم، قال رئيس الوزراء: هناك تركيز حاليا على التعليم والصحة، ولهما أولوية كبرى فى أجندة الحكومة، وبالتالى يجب حصر مشكلات التعليم فى المحافظة للعمل على حلها، سواء كثافة الفصول، أو عدم وجود مقاعد، يجب حصر هذه المشكلات بدقة للتعامل معها، ولو كل مسئول قام بعمله فلن ينزل وزير أو رئيس وزراء فى زيارات، مشيرا الى ان المحافظة بها مسئولون عن كل القطاعات، وكأنه مجلس وزراء مصغر، وبالتالى فى ظل اللامركزية يجب أن تكون هناك جهود للتعامل مع المشكلات، ويجب أن تكون المعلومة أكيدة، حتى يكون التخطيط للتعامل معها سليما.