الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تسرب مياه خزان «إسنا» يهدد منازل 4 قرى بالانهيار




الأقصر ـ أسماء مرعى    


رغما من تجهيز 20 بير مياه جوفية فى إبريل الماضى فى مركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، إلا أنها مازلت خارج نطاق الخدمة حتى الآن، لتكون سببا فى معاناة عدد من القرى والنجوع منها «المنشية ـ القرايا ـ جسر السيالةـ الرمادي»، لفيضان المياه من خزان قنطار إسنا، والذى يعكس بدوره وينبأ بهدم منازل سكان القرية وانهيارها، فى الوقت الذى يتسبب الفيضان فى بوار وتجريف الآلاف من الأراضى الزراعية، ويعطل استكمال مشروع الصرف الصحى بالمنطقة، وذلك وسط تجاهل المسئولين، ليكون الإهمال خير عنوان.
يقول محمد عبد المنعم، أحد الأهالي، إن حياتنا أصبحت مستحيلة منذ 4 سنوات، لغرق منازلنا فى المياه وتعرضها للانهيار، بعد أن تسببت فى تشقق وتصدع الجدران، ما دفعنا إلى انتظار الموت تحت الأنقاض بين لحظة والأخرى، منوها إلى أن معظم الأهالى يضطرون إلى إعادة تأهيل وترميم المنازل كل عام، ناهيك عن تغير أرضية المنازل بالسيراميك لمنع المياه.
ويشير عبد المنعم إلى أنهم تقدموا بعدد من الشكاوى إلى المسئولين بالمجلس المحلى وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، لارتفاع منسوب الفائض من خزان قناطر إسنا، ولكن كان الصمت هو خير رد، وتم تهميش شكوانا دون النظر إلى الأضرار التى تلحق بنا جراء تلك المياه، ولا الخسائر المالية التى نتكبدها من كل عام.
وتوضح فاطمة محمد، أن حوائط منزلها مهددة بالانهيار لكثرة التصدعات والتشققات التى أحدثتها المياه، موضحة أنها تقوم يوميا بنزح وشفط المياه عن طريق الجراكن وتفريغها فى الشوارع المرتفعة، لتعود مرة أخرى إلينا، مستنكرة من أصحاب سيارات الكسح الذين استغلوا الأزمة ورفعوا أسعار النقل ليصل إلى 50 جنيها
للمرة الواحدة.
وتتفق معها فى الرأى فريال على، أحد المضارين، وتقول إن المياه غمرت منازلنا، حيث تصل داخلها لمسافة تصلى إلى متر، وبعد كل مرة ننزح فيها المياه تعود مرة أخرى فى اليوم الذى يليه، لتصبح معاناة مأساوية لنا، فى الوقت الذى انهارت فيه بعض المنازل بالفعل، منوها إلى أن هذا المشهد والمعاناة تتكرر يوميا منذ 4 سنوات، مستنكرا من تجاهل المسئولين واستقبال شكواهم بـ «ودن من طين وأخرى من عجين».
ويلفت عماد محمد، أحد سكان القرى، إلى أنه قام برفع منزله عن الأرض مسافة تصل لـ 70 سم، للهروب من شبح المياه الجوفية التى تهدد منزله والآخرين من سكان القرى بالانهيار، لافتا إلى المعاناة والتكلفة التى يتكبدها كل أسبوع لكسح طرنشات البيارات وخزانات المنازل، فضلا عن انتشار البعوض والذباب والفيروسات بسبب المياه الراكدة والتى تهدد بالأمراض وتعرض حياتنا وأطفالنا للخطر.
ويضيف أبو عبد الرحمن: «منازل مدينة إسنا تعوم فوق برك من المياه، فضلا عن تفريغ سيارات الكسح مياهها الملوثة فى الترع والمصارف، دون النظر إلى أن مركز إسنا من أكبر مراكز المحافظة إصابة بمرض الفشل الكلوى والفيروسات الكبدية.
من جانبه يقول خيرى عبدالمعز، فنى شبكات بشركة المياه والصرف الصحي، إن مشكلة المياه الجوفية مسئولية مجلس مدينة إسنا، حيث إنه تم الانتهاء من تجهيز مشروع الـ 20 بيرًا لشفط المياه الجوفية، بتكلفه 20 مليون جنيه، فى إبريل الماضى، ويتم التأكد من تشغيلهم من قبل الشركة المنفذة التى قامت بتسليم المشروع للمجلس المحلى للمدينة الذى تقاعس عن تشغيلهم ليتحول المشروع إلى حبيس الخدمة.
ويشير عبد المعز، إلى أن تشغيل مشروع آبار المياه الجوفية بالقرى المضارة والمحيطة بخزان القناطر سيخفف المعاناة عن البسطاء وسكان القرى بنسبة 80%، كما يمنح الفرصة لاستكمال مشروع الصرف الصحى الذى توقف فى بعض المناطق بسبب المياه الجوفية التى أطاحت بشوارع المنطقة.
وفى نفس السياق أوضح محمد أبوحسوب، رئيس المجلس المحلى لمدينة إسنا، أن مشروع آبار المياه الجوفية لا يندرج حاليا تحت مسئولية المجلس لأن المشروع لم يتم إسناده بشكل رسمى إلى المجلس المحلى سوى أنه تم تحرير محضر استلام فقط، وذلك على أساس أن تقوم الشركة المنفذة بتشغيل المشروع لمدة 3 أشهر «تحت التجريب»، ما يجعل الشركة المنفذة لمشروع الأبيار هى المسئول الأول والوحيد عنها، منوها إلى أنه جار دراسة أزمة طفح المياه للوقوف على أسبابها وكيفية علاجها بمركز بحوث المياه الجوفية التابع لوزارة الرى والموارد المائية بالقاهرة.