الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يتخلون عن «العربية» ويستبدلونها بـ «الفرانكو»




كتبت - هاجر كمال وداليا سمير

بالرغم من امتلاكنا لغة من أرقى اللغات الموجودة فى العالم بل وتعتبر اعظمهما، حيث اصطفاها الله عز وجل واختارها لينزل بها القرآن الكريم، وهى لغتنا العريقة «العربية»، الا ان معظم الشباب اليوم بدأ يتخلى عنها ويستخدم اللغات الاجنبية الاخرى والتى تعتبر دخيلة علينا، ففى الوقت الذى يأتى الجميع من مختلف بلاد العالم ليتعلم لغة «الضاد» يستغنى عنها شبابنا، مستنكرين انها اللغة الأم التى يجب أن نعمل على تطويرها ونشرها فى كل أنحاء العالم.

فلو نظرنا إلى بلاد الغرب نجدهم يعتزون جدا بلغة البلد ولا يتحدثون بغيرها اثناء تعاملهم مع بعضهم البعض، ويعملون دائما على الترويج لها من خلال المراكز الثقافية المنتشرة خارج بلدهم هذا الى جانب الافلام التى يستخدمون فيها مصطلحاتهم التى يروجون لها.
ولايعنى الاعتزاز باللغة الام الاستغناء عن تعلم المزيد من اللغات الجديدة، ولكن لابد من الاضافة المستمرة بتعلم لغات جديدة حتى نواكب العصر والتطور السريع الذى نشهده.
لم يتوقف الامر على استبدال اللغة العربية بالفرانكو، بل امتد الى تشويهها، حيث انتشرت فى الفترة الاخيرة ألفاظ القاموس المصرى الجديد الذى ابتدعه صناع الأجيال فى الشوارع المصرية والكيانات الشبابية، وتنكروا داخل لغة جديدة يتحاورون بها ويتفاهمون بها مع بعضهم البعض بعيداً عن قاموس الأجيال القديمة، تندرج تحت اللغة العربية فى شكلها الخارجى ولكنها لاتمت بصلة الى اللغة العريقة التى يدعون انهم يتحدثون بها.
وتقول «سمر احمد» 20سنة ان السبب وراء اهمال الشباب للغة العربية هى المناهج الدراسية التى باتت جميعها تهتم باللغات الاخرى وايضا فى مجال العمل الفعلى تجدهم يطلبون اجادة اللغات الاجنبية غير معيرين ادنى اهتمام للغة العربية التى تعتبر هى لغة البلاد الاصلية وهذا التعامل لاتجده الا فى مصر، فطبيعة الحال أن تهتم بلاد العالم باللغة الأم ثم يأتى بعد ذلك اهتمامها بباقى اللغات الاجنبية الاخرى، ولابد ان يتم تطوير المناهج الدراسية حتى يرجع الانتماء مرة اخرى للغة العربية وتستعيد مكانتها مرة اخرى، فلايصح ان يهتم العالم بتعلمها ويدفعون مئات الجنيهات من اجلها ونهملها نحن ولابد ان يغير ارباب العمل قواعد العمل ويضعونها فى اوائل شروطهم للتوظيف.
وأضاف «هشام حسنى» 29 سنة، أنا مش بحب الألفاظ الغريبة دى طبعا لأنى مابحبش أى كلام دخيل على اللغة العربية بيشوه اللغة ومفرداتها، تدنى المستوى الأخلاقى والثقافى عند الأجيال الجديدة من الشباب يرجع لتدهور المستوى التعليمى وغياب دور الأسرة فى التربية، ونفتقد الاهتمام باللغة لعدم الوعى بأهميتها ودورها فى تقدم البلاد، فاللغة عامل اساسى فى تقدم الحضارات المختلفة، ويجب ان يعى الجميع هذا ونرجع مرة اخرى للاهتمام بثقافة احترام اللغة.
وتابع «حسن مصطفى» 23سنة، عدم الاهتمام فى المدارس من البداية هو السبب فى انحدار وتدهور اللغة العربية اليوم ولا نستغرب اذا وجدنا اللغات الاجنبية هى المنتشرة فى هذه الايام فهذه نتيجة طبيعية لما نحن عليه وحتى ثقافة تعلم اللغة بين الشباب تجدها غريبة فتراهم يسارعون فى الالتحاق بالكورسات لتعلم باقى اللغات ولايهتمون بتعلم اللغة العربية على اصولها الصحيحة فهذا خطأ يجب ان نتداركه حتى لانندم على ضياع لغة القرآن الكريم.
وعلى وسائل الاعلام التوعية بأهمية اللغة وعلى رواد الافلام دعمها بشكل ايجابى فى الافلام التى تجذب الشباب فبدلاً من اهتمامهم بالافلام الاجنبية لابد ان نجذبهم الى افلامنا العربية التى تخاطب عقولهم فحان الوقت للاستغناء عن الافلام الهابطة التى لا تفيد عقولهم الابالاستهزاء والسخرية منهم.
ومن جانبها أكدت الدكتورة «هبة العيسوي» أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أن تناول الشباب لبعض الألفاظ مثل (شمال، شبح، برنس، نجم وياأسطى ويازميلى، وشق، قلش رخيص، وغيرها الكثير من بعض الألفاظ الشائعة فى عصرنا هذا) ماهى إلا فترة يحدث فيه تغيير فى اللغة العامية الخاصة بالشباب وأن كل جيل يتبع ألفاظاً معينة تميزه عن غيره من الأجيال الصاعدة، وهذا يعد نوعاً من أنواع التمييز لكى يحقق الشاب ذاته عن طريق الألفاظ التى يخترعها طالما هذا الجيل من الشباب يشعر بأنه لم يحقق ذاته فيضطر يلجأ لأى شىء حتى ولو كانت غير مفهومة بالنسبة لكبار جيله، وأنهم دائما يفضلون أن تكون لهم خصوصية معينة يجب احترامها من كبار السن وعدم الاستهزاء بها.
وأشارت «آية خالد» 20سنة الى أن تناول الشباب بعض الألفاظ الشاذة عن أسلوبنا الذى تربينا عليه على يد أبائنا ما هو إلا قلة تربية وللأسف الشديد أصبحت هذه الألفاظ موضة متداولة بين بعض البنات والأولاد، وقد يرجع سبب استخدام الشباب لهذه الألفاظ الأفلام السينمائية التى أصبحت تعرض أفلاماً متدنية الأخلاق تستخدم الألفاظ والمشاهد الخارجة والتى تجعل الشباب يبتعد عن بيئة التربية والتعليم إلى بيئة الموضة وتدنى الأخلاق والبلطجة.
وقال «محمد جادو» 24سنة إن ثقافة شعب هى التى جعلت الشباب مثلنا يفكر فى الإطلاع للعالم الأوروبى وتقليده فى كل شىء سيئ وليس فى الأشياء الصحيحة واستخدامنا للألفاظ التى يطلق عليها الكبار ألفاظ ناس صايعة كان يعتبرها الكبار فى أول نطقنا بها أنها عيب ولكن فيما بعد تعودوا عليها وأصبحوا يتبادلونها معنا ولم يضعوا لنا حدوداً أو رقابة على مخرجات كلامنا أو ألفاظنا وقد يكون سبب تجاوب أهلنا معنا فى الحديث بهذه الألفاظ هو أن الشاشات الفضائية أصبحت تتناول هذه الألفاظ فاعتقد أهلنا أنها صحيحة حتى ولو لم تعجبهم.
وقال «حسن هشام» 19 سنة، إن أنا وبعض الشباب أصحابى نلجأ للألفاظ دى علشان نعبر عن اللى جوانا حتى ولو كان بألفاظ يفهمها الكبار أنها خارجة وقبيحة، وأن الأمر ده مش مقتصر بس على الأولاد فقط بل أصبح أنه توجد بنات أيضًا يتناولون هذه الألفاظ بين البنات وأصدقائهم الشباب، واننا دائما نبحث عن التجديد حتى ولو كان بالألفاظ، وقد يقول عنا الكبار إن هذا يرجع لقلة التربية ولكنهم لن يعرفوا أن هذا استقلال عن آرائهم وتعبيراتهم وحياتهم الذين تربوا عليها حتى وان كانوا هم الأصح دائما.