الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لوس أنجلوس تايمز: سياسة مصر الخارجية لن تتغير





 
نشرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» تقريرا حول مسار السياسة الخارجية لمصر تجاه العالم الغربي - لاسيما الولايات المتحدة وإسرائيل- وجيرانها العرب في عهد أول رئيس إسلامي منتخب.
وقالت الصحيفة إن سياسة مصر الخارجية علي الأرجح ستتغير في لهجتها ومعناها العام لكن ليس في جوهرها ، علي الأقل في المدي القصير ، حيث ان الحكومة الجديدة لا يمكنها تحمل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة أو المخاطرة بالغضب الدولي من خلال التخلي عن معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979.
وتشير الصحيفة الامريكية الي أن الرئيس محمد مرسي يواجه أزمات داخلية اجتماعية ومالية التي من المتوقع أن تطغي علي الشئون الخارجية في الأشهر المقبلة، ورغم أن اللهجة ضد واشنطن والقدس قد تزداد حدتها، ولكن مرسي، الذي دخل الانتخابات كمرشح للإخوان المسلمين ، هو في أمس الحاجة إلي الاستثمارات الغربية والإقليمية للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت مصر أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس الجديد سوف يكون ايضا مقيدا من قبل المؤسسة العسكرية للدولة، التي تتلقي 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات الأمريكية، فقبل أيام من انتخاب مرسي قام الجنرالات الذين يسيطرون علي البلاد منذ الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في بداية العام الماضي، بتقييد صلاحيات رئيس الجمهورية لمواجهة النفوذ المتزايد للإسلاميين المحافظين.
ونقلت الصحيفة عن عماد جاد، خبير الشئون الخارجية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، قوله أنه «لن يكون هناك أي تغيير في معاهدة السلام مع إسرائيل، والعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة سوف تستمر»، مضيفا أن مرسي بالفعل سوف يعزز العلاقات مع الولايات المتحدة، فبرنامج جماعة الإخوان المسلمين يستند إلي الأسواق الحرة وهو برنامج ليبرالي عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد.
وانتقلت الصحيفة في تقريرها الي السياسة الخارجية المصرية تجاه إسرائيل, فقالت أن الرئيس الجديد قد أوضح  أن نهجه تجاه الإسرائيليين سيكون أقل توافقا من النهج الذي تم اتخاذه خلال حكم مبارك علي مدي 30 عاما، مشيرة إلي ما قاله مرسي مؤخرا لقناة تليفزيونية مصرية  «لقد تم باستمرار انتهاك معاهدة السلام بيننا وبين اسرائيل من قبل الإسرائيليين. هم يجب عليهم أن يفهموا أن السلام ليس مجرد كلمات. بل هو أفعال علي أرض الواقع . ويجب ألا يفكروا أن الرئيس المصري سوف يتراجع».
وتشير «لوس انجلوس تايمز» إلي أن البعض ينظر إلي صعود مرسي باعتباره إنذارًا للإسلام السياسي الحاد الذي سيكون له عواقب من أبو ظبي إلي واشنطن، ومع ذلك حتي الآن فإنه من غير الواضح ما إذا كان مرسي وجماعة الإخوان المسلمين سيعكسون سياسات جريئة دبلوماسيا ومعتدلة دينيا مثل تركيا أو سياسات أكثر جمودا وإسلامًا معاديًا للغرب.
وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، أنه « بالنسبة للولايات المتحدة، انتخاب مرسي، مقترنا مع قتل أسامة بن لادن العام الماضي، يؤكد التحول من تهديد التطرف الإسلامي العنيف الي تحد جديد أكثر تعقيدا والذي يشكله تمكين الجماعات الاسلامية اللاعنيفة في الوقت الراهن».