السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بعد الليل».. سيمفونية مسرحية على أنغام هلاوس مريض نفسياً




كتبت - هند سلامة

سيمفونية مسرحية يعزفها يوميا المخرج المسرحى خالد جلال على خشبة مسرح مركز الإبداع الفنى فى عرض «بعد الليل»، فمن خلال 11 مشهد واسكتشات مسرحية متوالية يقود جلال أوركسترا العرض المسرحى أبطال الدفعة الأولى من «استوديو المواهب»، حيث اعتمد المخرج طوال العرض على البطولة الجماعية أكثر من المشاهد الفردية، ويربط هذه الاسكتشات الجماعية خط درامى واحد من بداية العمل وحتى نهايته، والذى يتمثل فى استعراض حالة التشويش النفسى التى يعانى منها شاب مصرى نتيجة انفصاله عن الواقع من خلال خيالات وأشباح داخله، فيستعرض العرض من خلال وهلاوس هذا الشاب أكثر من قضية يعانيها المجتمع المصرى مثل التحرش والتطرف والفقر والحب والزواج والعنوسة والعلاقات الأسرية المفككة وتهويل الإعلام وسيطرته بشكل سلبى على عقول المصريين، وغيرها من القضايا الاجتماعية الهامة.
وبالرغم من صعوبة قيادة أكثر من ممثل على خشبة المسرح فى مشاهد جماعية، إلا أن خالد جلال ظهرت مهارته كمخرج فى هذا العمل على وجه التحديد، فخوفا من المجازفة فى الاعتماد على مهارات الممثلين بشكل فردى خاصة أن معظمهم لم يسبق له التمثيل من قبل، اختار جلال الحل الأصعب بعمل تشكيلات جماعية تجمع معظم الممثلين فى أغلب مشاهد العرض، واستعرض من خلالهم الأفكار التى تناولها العمل، لكنه فى المقابل اعتمد على عناصر فردية فى بعض الأحيان لإظهار مهارات بعينها، مثل محمد عز بطل العرض «المريض النفسي» الذى يجسد الخط الدرامى الرئيسى للعرض، والطبيبة المعالجة سارة إبراهيم، بالإضافة إلى بعض المشاهد التى تتطلب أداء كوميدى ساخر والتى اعتمد فيها على مهارة اسلام عبد الله الذى تقمص دور أحد السيدات المتصلات ببرامج التليفزيون تشتكى زوجها، ولعب أيضا نفس الممثل بطريقة ساخرة شخصية الإعلامى جابر القرموطى ونال إعجاب الجمهور، وكذلك محمود الليثى الذى اعتمد عليه بشكل أساسى ككوميديان فى معظم اسكتشات المسرحية وتقمص أيضا الليثى بأداء رائع شخصية الإعلامى أحمد المسلمانى، وكذلك الممثل أحمد سالم الذى لعب دور الشيخ المفتى ثم شخصية الكابتن مجدى عبد الغنى وسائق الميكروباص، وأحمد هاشم الذى لعب دور الحرامى ثم شخصية «سيد نفيسة»، كل هؤلاء استطاعوا إظهار مهاراتهم التمثليثة فى أدورا فردية سريعة داخل العرض، كما يحسب أيضا لهذا العمل أنه كشف عن مهارات تمثيلية جديدة للفتيات بعكس «قهوة سادة» الذى كان سائدا فيه تفوق الشباب أكثر، بينما فى «بعد الليل» هناك أكثر من موهبة شابة مثل «نور قدري» والتى جسدت أكثر من مشهد بمفردها وانتزعت ضحكات الجمهور، وكذلك ميرنا جميل التى جسدت دور المذيعة ريهام سعيد والمدرسة الفاشلة والمرأة الأرستقراطية، وجيهان الرازى التى جسدت دور السيدة الشعبية والفتاة المقهورة وسارة إبراهيم الطبيبة النفسية وأحد أشباح المريض فى نفس الوقت، أما مفاجأة العرض فكانت بسنت هشام الشبح الرئيسى الذى يقود هذا المريض طوال المسرحية فى رحلة هلاوسه وتنتقل من خلالها اسكتشات العرض المختلفة لاستعراض قضاياه.