الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ذات الصوارى» تمارس حق الزيارة والتفتيش




كتب - أحمد إمبابى وأحمد شاكر


شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة أمس الاحتفال بيوم القوات البحرية، الذى أقيم بقيادة القوات البحرية برأس التين، وكان فى استقباله لدى وصوله إلى مقر الاحتفال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية، كما كان فى استقباله عدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.
وقام الرئيس برفع علم مصر على عدد من الوحدات البحرية المنضمة حديثا إيذانا بدخولها الخدمة بالقوات المسلحة، ثم افتتح عددًا من المنشآت الفنية والإدارية بقيادة القوات البحرية، بعدها قام الرئيس بتناول وجبة الإفطار مع ضباط وصف وجنود القوات البحرية، والذى حضرته حرم المشير بحرى فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية الذى أشرف على تنفيذ عملية تدمير المدمرة إيلات، حيث رحب بها الرئيس وأشاد بروح البطولة والإقدام التى امتاز بها المشير ذكرى، ومعه رجال البحرية المصرية الذين ضحوا هم وغيرهم من جنود مصر البواسل بأرواحهم فداء لتحرير تراب مصر الغالى.
ثم حضر الرئيس فعاليات المناورة البحرية «ذات الصوارى» التى تنفذها القوات البحرية بالذخيرة الحية بمشاركة عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وباشتراك عناصر الصاعقة البحرية والمقاتلات متعددة المهام من طراز إف 16، والهليوكوبتر المسلح، تضمنت العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات والتى من بينها تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحرى وحماية الأهداف الاقتصادية فى البحر وعلى الساحل، وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر والتصدى لتشكيل معاد بالصواريخ السطح - سطح والمدفعية.
وشهدت المناورة انضمام طرازات جديدة من اللنشات السريعة والتى من بينها عدد من القطع التى تم تصميمها وتصنيعها بأيدى وخبرات رجال القوات البحرية، كما قام السيسى بافتتاح عدد من المنشآت الفنية والإدارية بقيادة القوات البحرية.
وألقى الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية كلمة أكد فيها أن رجال القوات البحرية بما يملكونه من تدريب راقٍ ووحدات وأسلحة بحرية حديثة يمارسون مهامهم بكل قوة وحزم لحماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية ضد أى أعمال عدائية خارجية أو داخلية، مشيرًا إلى أهمية المناورة فى التأكد من قدرة جميع العناصر المقاتلة والتخصصية داخل القوات البحرية على مواكبة التطور المتسارع فى نظم وأساليب القتال البحرى بما يتناسب مع طبيعة العدائيات والتهديدات البحرية المحتملة، وتنفيذ كل المهام المكلفين بها بنجاح وتحت مختلف الظروف. وبدأت البيانات والأنشطة التخصصية بقيام عدد من الوحدات البحرية بتأمين المسطح المائى لميناء الإسكندرية والممرات الملاحية وخطوط السير للسفن التجارية ضد الضفادع البشرية ومخاطر العائمات المعادية، من خلال عمل نقاط المراقبة الساحلية ولنشات المرور لتأمين المسطح المائى للميناء، والقاء العبوات المتفجرة المضادة للضفادع البشرية المعادية، ودفع لنشات المرور السريعة لمطاردة العائمات المشبوهة ومنعها من اعتراض السفن التجارية، والقبض عليها واقتيادها الى أقرب ميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
كما تضمنت المناورة قيام مجموعة من الوحدات البحرية وصائدات الألغام بتطهير الممرات البحرية والبواغيز وطرق الاقتراب، لتأمين مرور الوحدات البحرية أثناء إبحارها عبر الممرات الضيقة والتأكد من خلو الممر الملاحى من الألغام، حيث قامت إحدى السفن صائدة الألغام باكتشاف وتمييز عدد من الألغام وإبطال مفعولها وتدميرها، وتنفيذ عمليات المسح الهيدروجرافى وتحديث قاعدة البيانات الخاصة بالأعماق وطبيعة القاع.
كما قامت الوحدات البحرية بالتصدى لهجوم جوى معادٍ مكون من تشكيل من طائرات إف 16، وذلك باستخدام وسائل وأسلحة الدفاع الجوى الذاتية الموجودة بالسفن باستخدام الصواريخ قريبة المدى والمدفعية المضادة للطائرات.
كما يعد الدفاع ضد خطر العائمات السريعة أحد الأنشطة التى شاركت الوحدات البحرية فى تنفيذها خلال المناورة، حيث تعرضت إحدى السفن للهجوم من مجموعة من العائمات السريعة المحملة بالخارجين عن القانون ونجحت العناصر المدربة من القوات البحرية فى صد الهجوم بعد الاشتباك معها وإصابة أحد اللنشات وهروب الأخرى أمام السفينة.
كما قامت المجموعات القتالية باعتراض إحدى السفن المشتبه بوجود أسلحة وبضائع مهربة بداخلها، حيث صدرت الأوامر بالاقتحام العمودى والسطحى للسفينة المشبوهة بعناصر من الصاعقة البحرية باستخدام الطائرات الهليكوبتر واللنشات السريعة، وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش لتأكيد سيطرة الدولة على المياه الإقليمية والاقتصادية والحفاظ على الأمن القومى.
ولدعم القدرات القتالية للوحدات والقطع البحرية خلال تنفيذها للمهام القتالية المتتالية قامت إحدى القطع البحرية بالتزود بالوقود والمياه والذخائر من سفينة إمداد أثناء القيام بالإبحار، حيث تعد من أعقد العمليات البحرية وأكثرها مهارة‏ والتى تتطلب الدقة أثناء الاقتراب بين الوحدتين خلال الإبحار مع الاحتفاظ بخط السير والسرعة تحت مختلف الظروف والأحوال الجومائية، كما يمكن إخلاء الجرحى والمصابين وتقديم الاسعافات الطبية داخل سفينة الإمداد المجهزة لإجراء العمليات الجراحية بداخلها.
كما تضمنت المناورة صدور إشارة استغاثة بنشوب حريق بإحدى السفن التجارية وخروج الحريق عن السيطرة، وفى توقيت قياسى تم دفع 2 من القطع البحرية للمعاونة فى إنقاذ السفينة المنكوبة ومكافحة الحريق.
وقامت إحدى الوحدات البحرية تعاونها طائرات الهليكوبتر بتنفيذ مهام البحث عن الغواصات البحرية المعادية واكتشافها وتدميرها والتى تعد من أصعب العمليات البحرية وتشترك فى تنفيذها التشكيلات الضاربة للقوات البحرية نظرًا لطبيعة عمل الغواصات وما تمتاز به من سرية وقدرة على التخفى‏.‏
حيث أقلعت طائرة هليكوبتر من سطح إحدى الفرقاطات لتحديد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار واطلاق طوربيد من الطائرة على الصدى المكتشف، وقامت احدى المدمرات باطلاق طوربيد صاروخى على الغواصة المعادية، وتأمين موقع الغواصة المعادية بإطلاق مجموعة من قذائف الأعماق الصاروخية من وحدات قنص الغواصات للتأكد من تدميرها.
وفى منظومة متكاملة تعكس مستوى الكفاءة القتالية العالية قامت الوحدات البحرية المشاركة بالتصدى لهجوم بحرى معادٍ وتنفيذ رمايات مدفعية سطح - سطح بالذخيرة الحية وبالأعيرة المختلفة لمختلف الوحدات البحرية المشتركة بالمناورة أظهرت مدى الدقة فى إصابة الأهداف والتعامل معها وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية‏.
كما شاركت الغواصات التى تعد واحدة من أقوى الأسلحة بالقوات البحرية بعد تطويرها لتصبح قادرة على إطلاق الطوربيدات الحديثة والصواريخ عمق سطح مع تطوير قدرات الاكتشاف والتتبع والاتصال فوق وتحت السطح، وقام أحد لنشات الصواريخ بإطلاق صاروخ سطح - سطح لصد وتدمير إحدى الوحدات البحرية المعادية.
وقامت مجموعة من اللنشات الحديثة التى انضمت إلى صفوف القوات البحرية والمصنعة محليًا، بتنفيذ عدة تشكيلات إبحار تميزت بالمناورة الحادة والسرعات العالية وتزويدها بأحدث الأجهزة الملاحية وكاميرات المراقبة الليلية، حيث قامت اللنشات بتنفيذ حق الزيارة والتفتيش والقيام بأعمال البحث والإنقاذ وتأمين النطاق التعبوى للقواعد البحرية وتأمين منصات الغاز والبترول والأهداف الحيوية بالبحر. وفى نهاية المناورة قامت الوحدات البحرية المشاركة بالمرور والاستعراض بسرعات محددة وخط سير ثابت لتقديم التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة.