الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نتانياهو يفقد توازنه على مقعد رئيس الوزراء




ترجمة - سيد مصطفى

لم يبتسم الحظ تلك المرة لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو وذلك بعد إخفاقه الواضح للعيان فى حرب غزة فلم يستطع إيقاف خطر صواريخ المقاومة ولم ينزع سلاحها حيث كانت الجثث هى أكثر ما جنته إسرائيل من الحرب ويواجه نتانياهو أصعب المنعطفات فى تاريخه السياسى فبعد أن نجح أن يكون أصغر رئيس حكومة فى تاريخ اسرائيل وأن يحافظ على مكانته كرئيس للحكومة لمدتين متتاليتين يواجه موجات عارمة من الانتقادات وسط توقعات بإنهاء تاريخه السياسى.
بدأت المناوشات لاهتزاز مكانة نتانياهو بعد ولايته الثانية مباشرة من التهكمات التى قامت ضده عبر صفحات «الفيس بوك» مثل أنه يتناول آيس كريم
 بـ30 ألف شيكل.


وكشفت استطلاعات الرأى عن التحول الكبير الذى حدث بشعبية نتانياهو حيث أشارت قناة الكنيست فى استطلاع أجرته فى بداية الحرب أنه ارتفعت شعبية نتانياهو بحيث إذا خاض الانتخابات سيحصل حزب الليكود الذى يتزعمه على 24 مقعدًا من 120 مقعدًا بزيادة 4 مقاعد عن المقاعد التى حصل عليها فى دورة الكنيست الحالية وزيادة مقعد واحد حصل عليه فى استطلاع رأى أجرى الأسبوع السابق للحرب بينما هبط نصيب الأحزاب التى تحفظت الدخول للحرب حيث حصل حزب اسرائيل بيتا على 8 مقاعد مقابل 11 مقعدًا يسيطر عليها فى الكنيست الحالى وحصل عليها فى آخر استطلاع للرأى.
وعلى الجانب الآخر نشرت القناة العاشرة الاسرائيلية بعد يوم من نهاية الحرب فى غزة وما سمى بقبول الهدنة استطلاع رأى أجراه مركز «كليف معهم» عن الانتخابات عمل على الفارق الكبير بين تصريحات القيادة السياسية والعسكرية وبين مشاعر الجمهور فيما يتعلق بالنتائج من القتال حيث أوضحت المؤشرات أن 25٪ من الإسرائيليين أكدوا فوز حماس فى القتال حيث أكدت القناة العبرية الثانية أنه انتهى عهد الانتصارات للجيش الاسرائيلى مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الصهيونى «بنيامين نتنياهو» قد انتهى مستقبله السياسى لاسيما بعد انتصار المقاومة الفلسطينية فى تحقيق مطالبها.
ولم يكن رأى الشارع فقط هو الاختبار الذى فشل فيه نتانياهو بل اخترقت جبهة نتانياهو ومنزله السياسى سواء بالمعنى الواسع فى داخل الائتلاف الحكومى بل وداخل حزب الليكود نفسه فعلى صعيد الائتلاف أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن وزير الاقتصاد الاسرائيلى المتطرف ورئيس حزب البيت اليهودى «نفتالى بينيت» صرح عقب الحرب بأنه طالب بتصويت على قرار وقف النار لكن نتانياهو رفض وأكد وجود وزراء عارضوا قرار نتانياهو كما هدد بينيت مرارًا وتكرارًا بخروجه من الائتلاف الحكومى ووفقًا للقناة العاشرة أن استطلاعات الرأى تؤيد هذا التوقع لحزب البيت اليهودى وتتنبأ بزيادة عدد المقاعد التى سيحصل عليها إذا ما أجريت انتخابات مبكرة بينما أكد مقربون من المتشدد أنه لا ينوى حل الائتلاف والذهاب إلى صناديق الاقتراع حيث قال بينيت فى إحدى الجلسات المغلقة إنه لا يوجد سبب للذهاب إلى صناديق الاقتراع مشددًا على أنه لم يترك الحكومة.
بينما كان الصداع الأكبر فى داخل الليكود نفسه كما ذكرت القناة الأولى الاسرائيلية  بظهور مطالبات بعقد اجتماع لمركزية حزب الليكود الذى يرأسه للبحث فى مستقبل نتانياهو فى الحزب وذلك بعد وضع نتانياهو التى وصفته القناة بأنه أصبح أكثر تصدعًا بعد اتفاق التهدئة فى غزة وتطور المشهد داخل الحزب حيث قرر وزير الداخلية الليكودى جدعون ساعر اعتزال الحياة السيايسة فى خطوة وصفها أحد المحللين الاسرائيليين بأنها جاءت بعد شعور ساعر بانهيار سياسى داخل حزب الليكود فى جميع المجالات وخاصة في الاستطلاعات الأخيرة بعد النقد اللاذع عقب الحرب على غزة.
وأوضح المحلل أن ساعر لا يريد أن يكون فى سفينة الليكود التى ستغرق قريبًا وهى الانتقادات التى وجهت له مشيرًا إلى أنها خطوة حكيمة وذلك بعد تأكد ساعر من أن الليكود سيتلقى ضربة قاضية فى الانتخابات المقبلة ولا يريد أن يكون شريكًا فى تلك الخسارة كما ذكرت إذاعة «ريشيت بيت: أن يوفال شناينتس وزير الشئون الاستخباراتية الاسرائيلى الليكودى وهو أحد المقربين من بنيامين نتانياهو حذر من الذهاب إلى الانتخابات العامة فى الوقت الحالى وقال عنه أنه «أمر سيئ» بالنسبة لإسرائيل وذلك بسبب التحديات التى تواجهها مشيرًا إلى أن قرار وزير الداخلية الليكودى النافذ جدعون ساعر اعتزال الحياة السياسية مخالف لتوجهات نتانياهو بالليكود حيث إنه يسعى لتحقيق المشاركة السياسية داخل الحزب ولكنه أكد فى نفس الوقت أن الحاجة تستدعى اتخاذ المزيد من المشاركة كما علق  عضو الكنيست الاسرائيلى «نحمان شاى» على تصريحات نتانياهو عقب الحرب بأنه ليس المهم أن حماس لم تحصل على أى شىء كما قال نتانياهو الأهم ماذا حققنا نحن وراء 50 يومًا من الحرب.
وأكدت استطلاعات الرأى أن خطاب نتانياهو بعد الحرب الذى تحدث فيه عن أنه لقن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ضربة قاسية وأنه لم يتلقى حتى الشروط التى وضعتها حماس لم يجدى مع الاسرئليين وأنهم لم يصدقوا ما قاله عن أن العملية نجحت فى أن تضر حركة حماس وتعيد عن طريقها الهدوء المستمر إلى جميع المدنيين الاسرائيليين.
وتعد الهزيمة الاسرائيلية وتصريحات نتانياهو بعد الحرب أحد أهم العوامل فى خفض شعبية نتانياهو حيث ذكر «نتنياهو» فى مؤتمره الصحفى بعد الحرب أنه أدخل القوات الاسرائيلية على الأرض من أجل تدمير الهجوم الذى وصفه بـ«الصبيانى» لحماس عن طريق الإنفاق كما تم تجنيد قوات من أجل منع حماس من امكانية قتل أو اختطاف جنود كما أشاد رئيس الوزراء بدور وزير الدفاع موشيه يعالون.
وقالت إذاعة «ريشيت بيت» إن بنيامين نتانياهو دعا رؤساء كتل الائتلاف الحكومى إلى عقد اجتماع عمل معه ونقلت الإذاعة عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء أن هذه الاجتماع يعقد عادة تمهيدًا لافتتاح الدورة الشتوية للكنيست ولكنه يمثل أهمية بالغة لوجود بوادر لأذمة جديدة فى صفوف الائتلاف الحكومى.
وأشارت الإذاعة إلى أن نتانياهو قرر أمس العدول عن دعمه لمشروع قانون اعتناق الديانة اليهودية الذى قدمه حزب الحركة برئاسة الوزيرة تسيبى ليفنى وذلك كما يبدو رغبة منه فى عدم تعميق الخلافات مع الأحزاب الدينية التى تعارض هذا المشروع.
وشددت مصادر فى حزب الحركة علي أن الحزب ينوى طرح مشروع القانون على الكنيست حتى إذا لم تؤيده الحكومة.
كما علم أن نتانياهو ينوى تقديم موعد الانتخابات الداخلية لاختيار رئيس حزب الليكود لتجرى على الأرجح فى نهاية الشهر المقبل بينما رأتها مصادر حزبية أخرى بإسرائيل أن هذا التحرك يأتى لتمهيد الطريق أمام تسبيق موعد الانتخابات العامة.
وفى نفس السياق أعلن الوزير السابق عن حزب الليكود موشيه كحلون مساء أمس عن قراره العودة إلى الحلبة السياسية ونيته تشكيل حزب جديد سيركز على مكافحة غلاء المعيشة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزيرة العدل تسيبى ليفنى وصفت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه «جبان» سياسيًا وذلك بسبب خطته للتوصل إلى اتفاق مع البيت اليهودى والأحزاب المتشددة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ونعتت ليفنى نتانياهو قائلة «استسلم «بيبى» لمخاوفه واستسلم للمتطرفين» وقالت فى اجتماع مغلق «أنا سوف أحترمه أكثر إذا كان قد وافق على إجراء انتخابات حرة كما اقترحنا سابقًا».
وقال زعيم المعارضة إسحق هرتسوغ: نتانياهو وفى الوقت نفسه يهتم فقط بطموحاته الخاصة وليس رفاهية الشعب الإسرائيلى.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة تفاقمت بسبب مشروع القانون المقترح من قبل ليفنى التى ترأس حزب الحركة بشأن تحويل «اعتناق اليهودية» إلى محكمة تحويل دينية وهو الأمر الذى سيمكن الحاخامات عن كل مدينة إسرائيلية من التحكيم والفتوى ومشروع القانون ينهى فعليًا احتكار الحاخامية الكبرى على التحويلات.
وأكدت «يديعوت» لمصادر سياسية بارزة بأن خطة نتانياهو تحاك بشقين للاحتفاظ بالسلطة سواء داخل حزبه الليكود ورئيسًا لحكومة جديدة.
وتكشف الصحيفة عن أن نتانياهو سوف يعلن أولاً الانتخابات التمهيدية فى الليكود على الرغم من المعارضة الشديدة من داخل الحزب وبعد ذلك سيضع الأساس لائتلافه المقبل الذى يأمل أن يكون فى مكان بحلول نهاية شهر مايو عام 2015 جنبًا إلى جنب مع حزب البيت اليهودى وزير الاقتصاد نفتالى بينيت والفصائل المتشددة فى المعارضة حاليًا.