الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لأول مرة فى التاريخ: إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين




كتب- أحمد قنديل وأميرة يونس ومحمود ضاحى وسيد مصطفى

أغلقت إسرائيل فجر أمس المسجد الأقصى بشكل كامل ولم تسمح للمصلين بالدخول، بعد حادثة إطلاق النار على حاخام يهودى وإصابته بجروح بليغة، فى سابقة تعدّ الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967.
من جانبه استنكر الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- قيام قوات الاحتلال الإسرائيلى بغلق المسجد الأقصى بشكل كامل سابقة هى الأولى منذ عقود.
وأكد مفتى الجمهورية فى تصريحات صحفية، أن هذه الخطوة التصعيدية الخطيرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتبر انتهاكًا لمشاعر المسلمين فى مختلف أنحاء العالم، وخرقًا واضحًا وفاضحًا لكل قرارات الشرعية الدولية، والقيم والمبادئ الدينية والشرائع السماوية.
وطالب المفتى الدول العربية والمنظمات الدولية بسرعة التحرك للرد على هذا الاستفزاز بشكل حازم وحاسم، مؤكدًا أن ما حدث ينذر بصراع حادٍّ ومواجهات خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين فى وقت يتحدث فيه العالم عن حوار الأديان وعن ثقافة التسامح والتعايش، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن هذه الفوضى التى قد تحدث جراء غلق المسجد الأقصى.
وفيما اتهم مسئولون إسرائيليون رئيس الحكومة «بنيامين نتانياهو» بأنه «يضيع القدس»، وذلك فى أعقاب محاولة اغتيال الناشط اليمينى يهودا جليك.
نقلت صحيفة هاآرتس عن أحد المسئولين قوله إن رئيس الحكومة لم ينجح فى السيطرة على الوضع الأمنى منذ شهور فى «العاصمة»، وأنه بدلا من إعادة تكرار البيانات بشأن البناء الاستيطانى فى القدس، وبدلا من افتعال الأزمات مع الولايات المتحدة، كان عليه أن يفرض النظام والأمن فى القدس، وأن ما يحصل فى القدس هو «فقدان السيطرة بشكل مطلق» على حد تعبيره.
إلى ذلك، أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن نتانياهو أجرى الليلة الفائتة مشاورات أمنية مع وزير الأمن الداخلى» «يتسحاك أهرونوفيتش»، وقائد شرطة القدس «تشيكو ادرى»، ورئيس الشاباك يورام كوهين. وطلب نتانياهو وضع مهمة اعتقال منفذى العملية على رأس الأولويات، وتعزيز قوات الاحتلال فى القدس.
وقال وزير الاوقاف والشئون الدينية يوسف ادعيس فى بيان صحفى ان اغلاق المسجد الاقصى من قبل قوات الاحتلال سابقة لم تحدث منذ احتلال القدس عام 1967.
وأكد أن «اغلاق المسجد الاقصى مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنيا ومكانيا» داعيا الى «الانتباه بشكل واضح لهذه الخطوة الخطيرة التى تمس حق المسلمين الخالص فى المسجد الاقصى سواء دينيا او سياسيا او قانونيا».
وذكرت إذاعة «ريشيت بيت» الإسرائيلية أن قوة من الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب التابعة للجيش الإسرائيلى قتلت صباح امس فى حى الثورى بشرقى اورشليم القدس المقاوم الفلسطينى معتز حجازى المشتبه فيه بمحاولة اغتيال الناشط اليمينى المعروف يهودا جليك الليلة الماضية.
وأكدت الإذاعة ان القوة وصلت الى مكان الحادث، بناء على معلومات استخبارية وفرها جهاز الامن العام «الشاباك»، وطوقت المبنى الذى تحصن فيه حجازى ، وبعد ان طالبه افراد القوة بالخروج من المبنى اطلق الناشط الفلسطينى النار باتجاههم فردوا عليه بالمثل مما ادى الى مقتله،بينما لم تقع اصابات فى صفوف افراد القوة.
 من جانبه أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ان القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها هى خط أحمر لن يقبل المساس بها.
وقال نبيل ابو ردينة، الناطق الرسمى باسم الرئاسة، إننا نحمل الحكومة الإسرائيلية مسئولية التصعيد الخطير فى مدينة القدس المحتلة، والذى وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر أن هذا القرار الذى اصدرته اسرائيل بإغلاق المسجد الاقصى المبارك لأول مرة، يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذى سيؤدى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة.
وفى السياق نفسه قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمى إن حكومة نتانياهو المتطرفة الارهابية تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، وهى باغلاقها لابواب المسجد الاقصى أمام الفلسطينيين المسلمين تفتح ابواب الحرب الدينية وتحويل الصراع الى صراع دينى بامتياز، الامر الذى ستكون اثاره المدمره على المنطقة برمتها بل وعلى العالم بأسره.
كما دعت الحركة مناضليها وجماهير الشعب الفلسطينى، لنصرة المسجد الأقصى والقدس المحتلة ودعتهم للرباط فى الحرم القدسى والمسجد الأقصى لحمايته مهما بلغت التضحيات، ولمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها بتهويد القدس ورموزها المقدسة.