السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دموع «النصابين» لن تحارب الإرهاب!

دموع «النصابين» لن تحارب الإرهاب!
دموع «النصابين» لن تحارب الإرهاب!




كتب - أشرف بدر

مللنا «النصابين» الذين يركبون الأحداث من أجل مصالحهم الخاصة،أومصالح من يحركهم من خلف ستار، وهؤلاء لا يقلون سوءاً عن الطواغيت الذين ثارت عليهم الشعوب، وأقصتهم بإرادات حرة نزيهة، وسجنت ونفت وعزلت بعضهم وانتقمت من آخرين بقتله أو إعدامه!!
ولأن هذه الوجوه انكشفت، فلم نفاجأ بسقوط أسماء رنانة منها شغلتنا أياما بمشاغباتها المغلفة بالفتاوى والتبريرات المكشوفة تارة، وبخياناتها وركوبها لثورتى جيل آل على نفسه أن يرسم الطريق لمن بعده حتى وإن كان نصيبه أن يقتل وأن يلقى الله على الحق غير مفرط ولا متردد قبل أن يدرك نصراختياره ،ذلك الجيل الذى يقدم حياته قربة إلى الله والشعب، متيقنا أن عدوه الذى يقف ضد طموحاته ويعرقل انطلاقاته ويهدر آدميته، لابد وأن يسقط لأن هذه هى سنة الله مع المدعين، ومرددى الشعارات الجوفاء، ومنفذى الأجندات.
وقد ساهم الحادث الأثيم الذى أودى بحياة 31 جنديا، وأصاب أكثر من 40 آخرين فى عملية إجرامية مدانة شعبيا وإقليميا وعالميا بسيناء، فى سقوط آخر ورقة توت كانت توارى عورات ووجوها قبيحة ارتدت لفترات ثوب الثورية والوطنية والنضال والشرف والدين، وعندما لاحت أمامها فرصة الشماتة،شمتت بخسة ونذالة للنيل من الجيش ومن الرئيس الذى جاء من الجيش وباختيار شعبى تعدى 99%، أمام مرشح كنا نظنه على قدر المسئولية الوطنية، لكنه خذل من أعطاه صوته أو تعاطف معه.
فقد ذهب هذا الـ«حمدين» إلى محاولة الظهور، واستعراض مواهبه فى الكلام لا الأفعال بعد اختفاء طويل، وأدلى بتصريحات قصد منها جرح النظام، ونسى أنه لم يجرح «السيسى» بل يهين أكبر وأعظم مؤسسة عسكرية على مستوى العالم بعبارات تضعه تحت طائلة العقاب، ومن هذه العبارات قوله: «ما كنت أعارض وأقول علنًا إن مرسى فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية كان غيرى جزءاً من نظام مرسي، وكان يؤدى التحية العسكرية لمرسى فى وقت قلت فيه إن مرسى سقطت شرعيته السياسية والأخلاقية، فلا يمكننى مقارنة مناضل فى الشارع ورجل بمبادئ عسكرية منضبطة»!.
وحسنا مافعله المحامى سمير صبرى بتقديمه بلاغا ضد حمدين صباحى يتهمه بالتطاول على المؤسسة العسكرية والتشكيك فى نزاهة ووطنية القوات المسلحة المصرية، مما يوقعه تحت طائلة العقاب بالمادة ١٨٤ من قانون العقوبات والتى جاء نصها صريحا على أن يعاقب بالحبس عام والغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من أهان أو سب بإحدى الطرق المتقدم ذكرها.
ولا يفهم أننى ضد تكميم الأفواه أو وأد الحريات أو إغلاق باب التحدث عن حق بشأن أى مؤسسة مهما كان شأنها، وإنما كلنا ضد من يحاول الثأر غير العادل من مؤسسات شريفة تحملت مسئولية الدفاع والتأمين للشعب المصرى فى أحلك وأدق الظروف.
لقد أسفنا لأولئك الذين شمتوا واحتفلوا بمقتل جنود مصر، ثأرا من الرئيس السيسي، وتناسوا أن هذا هو جيش مصر، وليس جيش مبارك أو مرسى، ولا السيسى، وأن تدميره بصورته المعنوية فى وجدان المصريين، وصولا إلى استباحة دم أفراده، ماهى إلا أهداف خبيثة لتحطيم أسوار الحماية لمصر كدولة، وكقوة يعمل لها ألف حساب بمنطقة المشرق الذبيح.
وكانت الطامة أن خرج علينا من جديد «خوارج» هذا العصر بكلام ملفق وكاذب أن هؤلاء الجنود قتلوا خلال مشاركتهم فى حرب ضد الجماعات الارهابية فى ليبيا، وتم نقل جثامينهم إلى سيناء، وسردوا روايات من نسج خيالهم المريض ،ورددها عنهم اتباعوهم المغيبون «سمعا وطاعة» بدون تعقل أو تدبر!
بل جددوا رفع شعار «لا حكم إلا لله ولرسوله وللإخوان».. وكأنما شعب مصر وحكامه ونظامه «كفار» ويحكمون بغير الله وشرعه!.
إن شعار «لا حكم إلا لله» كلمة حق يراد بها باطل.. فالناس هم من يحكمون أنفسهم فى الأرض مستلهمين مبادئ الأديان التى من عند الله،لكنهم يجب ألا يصبحوا عبيدا لتفاسير خاطئة استعملت نفس منطق «خوارج» الزمن الماضى الذين أفتوا بإهدار دماء الجميع مسلمين قبل غيرهم بحجة أنهم حماة الدين.
هؤلاء هم «الخوارج»، الذين أذاقوا العذاب للشعب الأفغانى فطاردهم هذا الشعب الى جبال وكهوف تورا بورا خلاصا منهم، واستمروا فى ابتزاز مشاعر المسلمين بهذا الشعار وبقضية تحرير القدس التى لم يفيدوها فى أى شيء، ومازالوا يمارسون غيهم واستهانتهم بأرواح الأبرياء من المسلمين فى أفغانستان والعراق واليمن وتونس وليبيا وسيناء، ويستهينون بالإنسانية بإهدارهم أرواح الأبرياء فى كل مكان.
هؤلاء كما وصفهم صاحب كتاب العقد الفريد بـ«خوارج الزمن الردىء» الذين يعيشون مثل الطفيليات دون عمل و يسخدمون أموال الصدقات و التبرعاب لشعوب المسلمين فى صنع القنابل والسيارات المفخخة وخطف الطائرات عبر مؤسسات مالية مشبوهة.. بدلا من أن تذهب هذه الأموال لإطعام جياع المسلمين وعلاج مرضاهم.
هؤلاء هم الخوارج الذين نجحوا فى استعداء العالم كله على المسلمين،والإسلام ونغصوا عيشة المسلمين فى الغرب حيث كانوا يتمتعون بحريتهم الدينية فى بلدان غير المسلمين كاملة بصرف النظر عن كونهم شيعة أو سنة.. وحرية إقامة شعائرهم الدينية،بصرف النظر عن مذهبهم.. تلك الحرية التى يفتقدونها فى كل البلاد العربية.
هؤلاء هم الخوارج الذين يضرون بالإسلام أكبر الضرر لأنهم يجبرون الجميع بعد فشل اسئصالهم أمنيا نتيجة احتمائهم الخسيس وأخذهم دروعا بشرية من المدنيين.. على العلاج الآخر وهو تجفيف ينابيع الدين الإسلامى العظيم الذى هو منهم ومن أفكارهم براء. لقد وصلوا بالجميع إلى عدم القدرة على التفريق بينهم وبين المسلم المسالم المتسامح الذى يريد أن يقيم،شعائره بحرية ولا يمنع الآخرين من نفس الحق ويأكل ويطعم أولاده من عمل يديه،بينما هم يعيشون كالطفيليات على ناتج عمله..
هؤلاء هم الخوارج الذين، قتلوا سيدنا على بن أبى طالب وأوغلوا فى دماء المسلمين قديما ومازالوايفعلون ذلك حتى اليوم وبنفس الحجة ونفس المنطق المريض.. منطق تكفير كل من يخالفهم الرأى فى تفسير الدين والإسلام بعقولهم القاصرة المعفرة بالغباروالتراب.
إن محاربة الإرهاب لن تتم بدموع مقدمى «التوك شو»،أو بالصراخ والعويل وإلقاء الاتهامات الجزافية من قبل «المذيعين المخبرين» ولا باجتماعات «مسيسة» وليست «مهنية أو نقابية» لرؤساء تحرير الصحف ونقيبهم ومجلسهم الأعلى، ولا بمصمصمة شفايف بعض السياسيين والمسئولين، وإنما بالاتحاد والقوة والالتفاف الشعبى والدولى،مثلما يحدث ضد «داعش» -رغم تحفظنا على تمثيلية أمريكا ضد«داعش»-.
فليس من المعقول ولا من المقبول ألا تستغل المراكز الاعلامية فى الجيش والشرطة ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية - والخارجية العالم هذا الحادث البشع فى فضح الإرهاب الأسود، وتخاطب العالم بأسره من خلال البيانات والفيديوهات الموثقة للعنف الممنهج للجماعات الإرهابية بسيناء، وتدحض الافتراءات والأباطيل التى تبثها وسائل الإعلام الغربية الممولة من الدول العربية الراعية لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية.
لقد بات واضحاً للعالم أن خروج السيسى للشعب المصرى من قبل، ومطالبته بتفويضه لمحاربة الإرهاب، لم يكن يعنى الإرهاب الداخلى فقط، من خلال استخدام كافة أوراق الضغط التى تحرج السيسى وتضع من قبل بعض الجماعات،وانما الارهاب العابر للقارات.
كما بات واضحا ان ما يحدث فى سيناء وغيرها من الاراضى المصرية ما هو الا محاولات لضرب الاقتصاد المصرى الذى ينتظر دعما دوليا من خلال المؤتمر العالمى لجذب الاستثمار فى يناير المقبل،والنيل من السيادة المصرية، وكان رد الفعل المصرى أقوى من توقعات المتغطرس الأمريكى، ومساعديه قطر وتركيا وإيران وإسرائيل، الذى أعادت مواقفه الغبية للأذهان أحداث العدوان الثلاثى على مصر أيام تأميم قناة السويس، بل إنها زادت من قناعة المصريين بقوة شخصية السيسى ومواقفه الوطنية، وقراراته الحاسمة لضرب الإرهاب فى مقتل.
إن محاربة الارهاب ستستغرق الكثير من الوقت و لا تتم فى يوم و ليلة،وانه فى خضم مشاعر الثأر لدماء جنودنا ورغم اعترافنا بوجود بعض التقصير الأمنى، والتأمينى الذى تمت معالجته بتعديل تشريعى لتوسيع الحماية، يجب ألا ننسى أن هناك الكثير والكثير من العمليات الغادرة تم إحباطها قبل حدوثها، وأنه لولا مجهودات رجالنا البواسل فى الجيش والشرطة لكانت جرائم هؤلاء الارهابيين اضعاف ما يحدث، الآن ولو نظرت للخريطة من حولك ستتأكد انها أقل الخسائر.
حـفظ الله مصر، وحفظ أهلها وبرها وبحرها من شر ما خلق.